بقلم: عبدو قطريب
بثينة شعبان بالذات كتبت خطاب القسم للأسد , تبعا لذلك يجب القول على بثينة شعبان بالذات هي التي نصحت بعدم ممارسة العنتريات والبندريا ت , وهي التي توعدت الدول التي تريد مكافحة داعش على الأرض السورية دون اذن منها ودون موافقتها بأبشع العواقب , فكل طائرة تدخل المجال الجوي السوري سيتم اسقاطها فورا .كلام صريح وواضح ولا غبار عليه .
الا أن بثينة , التي اعتادت على استحمار الآخر, لم تنتبه الى سؤال سيطرح , وهذا السؤال هو التالي : لماذا لم يتم اسقاط الطائرات الاسرائيلية التي خرقت المجال الجوي السوري عدة مرات وحلقت فوق غرفة نوم السيد الرئيس وقصفت ماتريد قصفه ثم عادت الى قواعدها سليمة ؟ , وقد اكتفت بثينة في هذه الحالات بالتهديد والوعيد ..في الوقت المناسب والشكل المناسب سيتم تلقين اسرائيل الدرس المناسب , ولا نزال ننتظر ..عقود وسنين ولا نزال ننتظر الرد المناسب بالشكل المناسب بدون جدوى !
من الواضح على أن السيدة بثينة تعنترت بشدة ووزير خارجيتها تعنتر أيضا , حيث قام هذا الصباح بمحاولة لا أظن على أنها ناجحة , اذ صرح على أنه تلقى رسالة من نظيره الأمريكي بخصوص الهجوم هذه الليلة , لم يقل لنا السيد المعلم شيئا عن مضمون هذه الرسالة , وما هو الجديد في رسالة تقول على أنهم سيضربون أيضا في سوريا , لقد قالوا ذلك عشرات المرات , أغلب الظن على أنه لامضمون لها لأنه لاوجود لها الا في مخيلة المعلم , أيضا نحن في انتظار رد المعلم على خرق السيادة السورية والهجوم على نقاط في قلب سوريا , ثم اننا ننتظر ردة فعل المعلم تجاه الدول التي شاركت في الهجوم ..الأردن مثلا أو البحرين والسعودية , ولماذا لايعلن المعلم الحرب على هذه الدول التي اخترقت السماء السوري ؟
قد ينتظر المعلم تسليم المناطق التي سيحررها العمل الحربي للأسد , أي أن الغرب يحرر ويدعو الأسد لاستلام هذه المناطق , واذا دار مثل هذا التصور في مخيلة المعلم ومعلمه أيضا , فسيكون المعام ومعلمه بدون عقل تماما , داعش والنصرة سيذهبون والجيش الحر سيستلم كل هذه المناطق , واذا أخطأ الأسد وتحرش بالطائرات فسيكون نصيبه كنصيب داعش والنصرة , عندها سيصبح الأسد كمن يحفر قبره بيديه .
كلنا نعرف تقريبا كيف تبدأ الحرب , الا اننا لانعرف كيف ستنتهي , ومن يعرف كيف ستنتهي هو الغرب وليس بوتين , الغرب يعرف على أنه ارتكب العديد من الأخطاء بخصوص الأسد , وقد كان للتدخل أن يحدث قبل سنوات , الا أن مغريات الأسد أضعفت قرار التدخل , فالأسد هو الرئيس السوري الذي تحلم به اسرائيل , مسالم ووديع ومتفهم لاسرائيل من جهة , ومن جهة أخرى هو الرئيس الذي حول سوريا الى خراب واسرائيل لاتخاف من الخراب السوري , اسرائيل تخاف من القوة السورية , وهذه القوة لم تعد موجودة.. دمرها الأسد عن بكرة أبيها وحول سوريا الى شرذمة من شبه الدويلات حيث لاقانون ولا مركزية ولا جيش وطني , وانما عصابات تتقاتل مع بعضها البعض , ففي سوريا لم تعد هناك دولة .
اذا كان الأسد حلم اسرائيل فلماذا يريد الغرب الآن ازاحته ؟؟؟,
الأسد كالبقرة الحلوب , وقد تمت الاستفادة من حليبها عشرات السنين , الا أن البقرة لم تعد قادرة على انتاج الحليب بالشكل المطلوب , وقد توحشت وتوحشنت البقرة بشكل لم يعد بالامكان تحملها , لذا عليها بالقصاب , ومن المتوقع عندئذ أن يحاول الغرب اختراع بقرة أخرى , الا أنه سوف لن يجد بقرة بجودة البقر الأسدي , واذا كان الغرب فعلا لايريد الخير لسوريا , فهل هناك من يقوم بهذه المهمة أفضل من الأسد ؟ ومن لايصدق ذلك عليه بالقاء نظرة عابرة على سوريا اليوم , وعليه محاولة تصور سوريا المستقبل …ظلام دامس !