تعليق تغذية ١٢٠٠٠ طفل سوري !
بقلم :نبيهة حنا
بدأت بالعبارة التي انتهى بها برنامج الغذاء العالمي…”تعليق تغذية ١٢٠٠٠ طفل” في سوريا , حيث أوضح البرنامج تطورات فاعلياته في الأشهر القادمة حتى نهاية هذه السنة , بشكل عام ستنخفض المساعدات الغذائية لنحو حوالي ٦٠٠٠٠٠٠ سوري بسبب نقص التمويل اللازم لتغطية النفقات حتى نهاية عام ٢٠١٤ . هذا يعني سيعاني ٦٠٠٠٠٠٠ سوري من الجوع أكثر من المعاناة الحالية , اضافة الى هؤلاء سيضيف غلاء الأسعار والضرائب التي تفرضها سلطة الأسد على الناس لتمويال الحرب وتمويل السرقات على الملاين الستة قوافل جديدة من الاصابات بالفقر المدقع , البرنامج أعلم العالم على أنه أوقف تغذية ١٢٠٠٠ طفل سوري , وترجمة ذلك البرنامج حكم بالموت على عدد من الأطفال قد يصل الى ١٢٠٠٠ طفل , وأغلب الظن هو أن الأمور سوف لن تتطور بهذه الكارثية , كما أنه من شبه المؤكد على أن الدول التي تحمل لواء التبرع في العالم ..السويد , النرويج ..أمريكا ..ألمانيا ..فرنسا وانكلترا سوف تقوم بتغطية المصاريف ولو جزئيا .
مايلفت النظر في هذه الحالة هو غياب نشاطات الدول “الصديقة” بما يخص موضوع الجوع السوري , فبوتين مهتم فقط بجعل روسيا قطبا عالميا , وتغذية الأطفال لاتجعل من روسيا قطبا عالميا موازيا لأمريكا , ولا علاقة لهموم ايران بتغذية الأطفال , ايران تريد تشييع البشرية لأنه لاسعادة للبشرية الا بالمزيد من الملالي والمزيد من كيانات الفقيه , وسوريا الأسد .. انها الأعجوبة في هذا العالم , فالأسد مهتم بالحصول على المساعدات من الدول الامبريالية , ليس لتوزيعها على الجياع وانما للاتجار بها وبيعها للجائعين من قبل شبيحته , فأكثر من ٧٠٪ من المساعدات يجري لطشه من قبل الزبانية , وعن نشاطات الأسد بما يخص اللاجئين خارج الحدود السورية فهي “صفر” , فالأسد الذي يدعي وفرة المال لديه لم يرسل يوماما السكر والأرز والبندورة والخبز الى الزعتري حيث يتواجد هناك أكثر من مليون لاجئ سوري , كما أنه لم يرسل الى لبنان الا المتفجرات حيث أصبح عدد اللاجئين حوالي ١,٧ مليون أي حوالي ١\٤ من اللبنانيين , ولا تعرف تركيا نشاطا أسديا انسانيا لعدد من اللاجئين تجاوز المليون , وازداد في الأيام الأخيرة خلال يومين بحوالي ٥٠٠٠٠ من المناطق الكردية الشمالية … الأسد مهتم بالحروب والبراميل والتقتيل , ومهتم بالدرجة الأولى بالكرسي وبالهيمنة , وموضوع تغذية الأطفال لايهمه لا من قريب ولا من بعيد .. يشتري الكيماوي من عرق الشعب السوري ويسمم الشعب السوري كيماويا , وعندما لاح الكرباج الأمريكي في الأفق وتأكد الأسد من أن أمريكا جادة في تلقينه درسا لاينساه طوى ذنبه ولسانه واستسلم وسلم الكيماوي .
برنامج الغذاء العالمي يحتاج الى حوالي ٣٥٢ مليون دولار هذا العام , منها ٩٥ مليون دولار من أجل عملياته داخل سوريا و ٢٥٧ مليون دولار من أجل عملياته خارج سوريا , واذا لم يتم توفير المال فسيتناقص عدد من يتلقى مساعدة “منقذة للحياة “(حسب تعبير الأمم المتحدة) الى حوالي ٤٠٠٠٠٠٠ سوري والحصة الغذائية الموصى بها ستتناقص بحوالي ٦٠٪ , وفي الأردن ستتناقص المساعدات المالية التي توزع على ٤٤٠٠٠٠ سوري من ٣٤ دولار الى ١٦ دولار للشخص الواحد , أما في لبنان فستتناقص المساعدة المالية بنسبة ٣٠٪ تقريبا أي من ٣٠ دولار الى حوالي ٢٠ دولار , وبنفس الطريقة يتعامل هذا البرنامج مع اللاجئين في مصر وفي العراق , والبرناج يختم تقريره بالعبارة الفضيحة …بينما تم تعليق تغذية ١٢٠٠٠ طفل !!!
للعلم بلغ عدد اللاجئين السوريين الذين هربوا الى تركيا في الايام الماضية ١٠٠٠٠٠ , بعد أن كان يوم أمس ٥٠٠٠٠ , أي يوميا ٥٠٠٠٠ , وبهذا المعدل يوميا يمكنالقول على أن انه بامكان ٩٥٪ من الشعب السوري أن يغادر سوريا خلال عام واحد , وبذلك يقترب الأسد من النصر وتصبح سوريا مزرعة حقيقية وليست كما يقال اليوم . شبه مزررعة
وللعلم أيضا فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا هذا اليوم ١٣٠٠٠٠ أي بزيادة ٣٠٠٠٠ عن يوم امس وذلك قبل غروب الشمس .
مايحصل في هذه البلاد يوحي بأن هذه البلاد ليست وطننا لأحد , ان مايتواجد على هذه الأرض من البشر هم نوع من المستوطنين أو السكان , وهؤلاء السكان لم يفعلوا على مدار السنين وخاصىة السنين الخمسين الأخيرة الا مايمكن وصفه بكلمة التخاذل وعدم ممارسة المسؤولية , ولا أقصد هنا بشكل خاص تجاه كارثة داعش وانما اقصد بشكل أولي ومبدئي آلية تحمل هذا الشعب للسلطة الأسدية , سلطة متعفنة منذ وجدت ولا يمكن لها البقاء في دولة أخرى أكثر من ساعات ..تصوروا بشار الأسد رئيسا لجمهورية فرنسا أو حتى رئيسا لجمهورية كوريا الجنوبية ..ساعات ويطير بشار والأسباب الموجبة لطيرانه تتكرر كل يوم مئة مرة
لقد تعهد بشار الاسد بحماية البلاد , وتحت انظاره يتدفق الناس هاربين الى تركيا فلماذا لايحميهم ولماذا لايقدم لهم معونة ما بعد هروبهم ولماذا لايمنع الغير من تهجيرهم .. الجواب واضح لأنه لايستطيع , أي انه لايستطيع ممارسة مهمة رئاسة الجمهورية وبالتالي يجب ان لايصبح رئيسا للجمهورية واذا أصبح في غفلة من الزمن عليه بالاستقالة وافساح المجال أمام آخر لربما يستطيع هذا الآخر القيام بواجبات رئاسة الجمهورية بشكل أفضل , يريد البقاء بقوة الرصاص ولطالما بقي ستبقى داعش وستزداد قوة وكوارث المستقبل ستكون افظع مما نراه اليوم ..اننا في المقدمات