بيان صادر عن بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس

 بقلم:نبيهة حنا

أصدرت بطركية  انطاكية وسائر الشرق  للروم الرثودوكس  بيانا  بخصوص  التسهيلات التي تريد فرنسا وأمريكا منحها للمسيحيين  المضطهدين في الشرق خاصة في سوريا والعراق  , هذا نصه :

“وسط كلّ ما يجري في منطقة الشرق الأوسط من خراب وفي خضم الأحداث الأخيرة التي تنال من المسيحيين ومن غيرهم تهجيراً وقتلاً، ووسط أحداث سوريا واستباحة غزة، تطالعنا بعض الأوساط الرسمية الناطقة باسم بعض حكومات الغرب من فترة لأخرى بتصريحات و”دراسات” هنا وهناك، لتتباكى وتتضامن مع مسيحيي هذه الرقعة أو تلك، وتصف أوضاعهم بشكل يشجّع على ترسيخ المنطق الأقلّويّ.

لكن جديد هذه التصريحات هو ما أتى مؤخراً بشأن استعداد الحكومة الفرنسية لاستقبال المسيحيين العراقيين ومنحهم اللجوء السياسي، ودراسة صادرة عن وزارة الخارجيّة الأميركيّة تصف حضور المسيحيين في الشرق الأوسط على أنّه “ظلّ ما كان عليه سابقًا”

يهمّنا في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن نؤكّد أن الأوضاع القاسية في الشرق لا تبرر أن يتّخذ البعض من الظرف القائم “حصان طرواده”، لإفراغ الشرق من مسيحييه ولتصوير ما يتعرّض له المسيحيين في المشرق كمشابه لما يحدث في أماكن أخرى من العالم للأقلّيات الدينيّة أو العرقيّة.

نحن نعتقد أن مساعدة المشرقيين، ومنهم المسيحيون والمسلمون، تكون أولاً بقطع دابر الإرهاب في ديارهم الأم وبالكف عن تغذية حركات التطرّف والتكفير التي يعرف الجميع مصادر تمويلها والدول والحكومات التي تقدم لها الدعم المعنوي واللوجستي والعسكري ومن خلال تحالفات دوليّة غير مُعْلنة.

إن خير وسيلة لمساعدة مسيحيي المشرق ومسلميه تكون بالدفع نحو إحلال السلام فيه وذلك بالحوار والحلول السياسية، والرفض العمليّ لكلّ ما يغذّي أسباب وجود هذا التطرّف، وربما يكون من أهمّها الظلم اللاحق بالشعب الفلسطينيّ، وباعتماد إعلام منصف يظهر دور المسيحيين الفاعل في حياة أوطانهم بعيدًا عن كل تعداد بشريّ.

نقولها للجميع، إن الحاضنة الوحيدة لمسيحيي هذه الديار ولمسلميها هي أرضهم وأوطانهم التي عاشوا فيها جنباً إلى جنب منذ قرون، وصنعوا فيها حضارة تميّزت بالشراكة الحقيقيّة ونقلت إلى العالم الغربي التراث الإنساني وزادت عليه.

وإننا، نحن مسيحيي هذه الديار، لن نقبل أن يُفّرض علينا من الخارج المنطق الأقلّويّ، ونؤكد من جديد أننا كنّا وسنبقى مؤتمنين على رسالة إنجيلنا التي حملها إلينا أجدادنا منذ ألفيّ عام، وهؤلاء الأجداد أوصلوها لنا محتملين ضيقاتٍ عدة، والبذرة التي سُلمت لنا في المشرق سنحفظها فيه وننمّيها ونبقى أوفياء لها.”

لايسعني في هذا الخصوص الا أن أشكر  كل  من ساعد مظلوم , ان كان المظلوم مسيحي أو غير مسيحي   , ولا يسعني الا أن أشجب ممارسات الظالم ان كان مسيحي أو غير مسيحي ,  والبلدان الأوروبية  قدمت  بهذا الخصوص  الكثير  من المساعدات لغير المسيحيين  ,  فهناك في ألمانيا أكر من  أربعة ملاين بين تركي وكردي  وفي السويد   هناك الكثير من الأكراد والآشوريين والسريان   وفي النرويج كذلك  .

 لقد هاجر نصف مسيحيي سوريا  في نصف القرن الماضي  دون  دعوة من فرنسا  , لقد هاجروا  لأن  الحياة لاتطاق  تحت حكم الأسد , هاجروا لأنهم  أصبحوا تحت الأسد وطائفته  مواطنين من الدرجة الثالثة , هاجروا لأن  السلطة السورية  أطلقت عليهم  صفة ” الأقلية ” وبالتالي  حرضت على خلق نوع  من العداء مع  “الأكثرية”  كما أن  السلطة البعثية الأسدية هي التي  وضعت الانتماء الوطني في قالب مذهبي , فبالله عليك يا بطركية الروم الأرثودوكس  , هل للمسيحي نفس حقوق العلوي  , واذا كان هناك تباين  في الحقوق   هل يقف العلوي خلف المسحي  ؟  الأمر واضح ياغبطة البطرك  ,وقد كان على البطركية ,توخيا للأمانة,    ذكر  مصدر البيان الذي أصدره  ,  من الواضح جدا على أن  البيان  يحمل توقيع على المملوك أو غيره من الشبابيح  , عيب على الكنيسة  أن تنحدر الى هذا المستوى من السقوط !.

بدلا من  تقديم  الشكر  لأي جهة   تساعد المظلوم ,  تصف الكنيسة   ممارسة المساعدة  “بحصان طروادة ”  , فبالله عليك  ياموظف علي المملوك  مادخل   حصان طروادة  بالوضع المسيحي وغير المسيحي في سوريا والعراق , وماذا يريد رجال الدين من  انسان  فقد حريته  وفقد ماله وكرامته على يد  الرئيس العلوي والرئيس الشيعي أن يفعل ؟  ثم ان  القول على أن داعش مسؤولة  عن التنكيل والتهجير  هو مهزلة تاريخية فكرية  , فقد فقد العراق ٩٠٪ من مسيحييه قبل داعش  , وسوريا فقدت نصف مسيحييها قبل داعش,  واذا ذهب  القسم الأعظم من المسيحيين  بعيدا  بحثا عن  وطن لائق   محترم  ويحترم  , فلماذا  لاتهاجر غبطة البطرك الى فرنسا مثلا , ذلك لأن غبطته  مراقب ليلا نهارا  ولأنه ليس لغبطته  أي فاعلية أو تأثير  , ولأن ترسيم غبطته  أتى  بايعاز من الأسد  , ولأن غبطته  ملزم بالتجسس على الطائفة  , ولأن غبطته   ملتزم  بما  وقع عليه قبل الترسيم  وهو كتابة التقارير ,  غبطته سجين في بطركيته , وأتحداه  أن يشجب يوما ما  القاء البراميل المتفجرة على بيوت الناس , اتحداه  أن يتلفظ بكلمة واحدة  لاتروق للاسد  , اتحداه أن يسأل الأسد عن عدد المعتقلين وظروف اعتقالهم  , وعن عدد  القتلى منهم يوميا تحت التعذيب   , واتحداه أن يسأل وزير الخارجية عن مصداقية الصور التي  التقطها    المدعو “سيزار”  وعن  شهادته أمام الكونجرس الأمريكي   , وعن صدق اتهامات محكمة الجنايات الدولية   وعن  مطران حلب الذي تمت تصفيته  أسديا   , وعن  البلدات المسيحية  المحكومة  بطاقم علوي , وليسأل غبطته عن مرمريتا   وعن  حيدرة  ابن ذو الهمة شاليش  وعن  وضع المسيحيين الاقتصادي  , هنا أقول لغبطته بصراحة   لولا  المغترب  المسيحي  لما بقي في سوريا  ميسحيي واحد  , المسيحي السوري يعيش على حساب  ذويه في الخارج  , واذا  لم  يصطف المسيحي في صفوف  الخدم  والزبانية  فلا حول له ولا قوة .

لايقبل غبطة البطرك أن  يفرض عل المسيحيين المنطق الأقلوي   ..رويدا   ياغبطة البطرك  ! , من فرض المنطق الأقلوي  كانت الأسدية  , ومن العار على بطرك أن يغالط بهذا الشكل  المنحط , وعل  اي حال  لا أظن على  أن  فرنسا أو أمريكا أو ألمانيا تكترث  بما يقال على لسان البطرك , هل تكترث فرنسا بما يقوله  رستم غزالة  أو ماهر الاسد أو حتى  رأس النظام  , نصيحة   بدون مقابل  ,  على من يستطيع الرحيل أن يرحل بأسرع وقت  , لامستقبل  للانسان  مسحيي  أو غير مسيحي في هذه البلاد

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *