على داعش أن تقاتل !

بقلم: تيسير عمار

لايوجد خلاف كبير حول  ولادة داعش  من الرحم الأسدي  ,   بعد حكم دام نصف قرن  يحق للمراقب القول  على أن  كل  مظاهر الوضع الحالي  من  سلبيات وايجابيات هو  من صنع  السلطة , خاصة وأن السلطة مارست الاستفراد المطلق في  الحكم , وكما أن هذا  الشبل شبيعه  بذاك الأسد , فان داعش في بنيتها   الديكتاتورية المطلقة  وفي  تأليهها  لأمير المؤمنين  وفي قطعيتها واجرامها  وغبياتها  واختصاصها   الوحيد في ممارسة العنف ..في تكفيرها  ..شبيهة جدا بمنهجية الشبل  التخوينية ,  لاشبيه لصلاحيات أمير المؤمنين المطلقة  الا صلاحيات  الأسد  , ولا شبيه لعنف داعش الا عنف الأسد , ثم لاشبيه   لنظرة الأسد التي لاترى الا الأسود والبيض الا نظرة داعش , هناك فرق كمي  بما يخص الأتباع  , ٩٥٪ من أفراد الطائفة العلوية  يقفون صفا واحدا وراء الأسد  , في حين لايقف وراء داعش  من السنة الا  مايقارب  ال٦٪ . 

ليس من المعقول   أن  تفرز داعش   التي لايتجاوز عمرها السنة ذلك الكم من القوة القتالية  ومن  المقدرة على الاحتلال   ومن ثم اعلان الخلافة  دون مساعدة تكتيكية  من الغير , وهذا الغير ليس بالمجهول  , اذ أن الغير الذي  يساعد داعش تكتيكيا  , هو الغير  المستفيد من داعش  , وخاصة  من يستفيد من استمرار داعش في ممارسة القتال  , والمستفيد الوحيد من قتال  داعش  هو   الأسد وزميله العراقي المالكي , والأسد  الباحث عن  من هو أسوء منه  , وجد داعش  ثم اعلنها مفاضلة , تريدون داعش ! أم تريدون الأسدية , والبعض  لابل  كثر من قالوا  نريد في هذه الحالة الأسدية , دون أن يعلم هؤلاء  على أن داعش مولود أسدي  , ودون أن يدركوا  على أن وجود داعش مرتبط بوجود الأسدية  , ولطالما تواجدت الأسدية ستتواجد داعش , 

ليس كل من  يريد من داعش  ممارسة القتال , يريد لها الانتصار  , لممارسة القتال  وظيفة  تختلف عن  ممارسة الانتصار  , الأسد لايريد لداعش النصر  , الا أنه يريد منها  أن تتوحش أكثر مما هي متوحشة  , ويريد منها  أن  تنهك   معارضيه الآخرين  الذين  يستطيعون  ممارسة السلطةكحكومة  ,انهم  خطر على الأسد لأنهم  يمثلون بديلا مقبولا   لسلطته  , التي  لايوجد أسوء منها الا داعش ,  أما أن تستلم داعش السلطة  فهذا أمر  مستحيل   ويعرفه الأسد بشكل جيد  , لذلك فان الأسد  لايخاف من داعش ,  والأسد يستثمر داعش  في القتال  , في القتال  يمكن لداعش أن تكون البديل , ويمكن لداعش  أن تحارب نيابة عن الاسد , أما الرئاسة  فهي أمر آخر .

على داعش أن تقاتل   وعليها في نفس الوقت أن لاتنتصر , وهي تقاتل  ومن المستحيل أن تنتصر , وقتال داعش قدم للأسد خدمات  جليلة ,لوتثنى للقائد الى الأبد يوما ما مقابلة زميله الخليفة البغدادي , لكان عليه  تقبيل يديه  , ومن يدري!, كل شيئ ممكن !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *