سوريا ومسيرة الطبل والمطبلين

بقلم:  تيسير عمار

ان تكلمت مي حميدوش (دام  برس) أو ناهض الحتر  أوشريف شحادة أو  بسام أبو عبد الله  أو معد محمد ..الخ   فاللغة واحدة  والأسلوب واحد   , والفراغ الفكري واحد  , كما أن  صيغة  الاستهزاء اللاارادي  بالقارئ  واحدة , صيغة  ابتكرها  غوبلز  ومارسها ستالين , وهذه الصيغة  تقف على  عدة   قوائم , أولها  الكذب  الفظيع  وثانيها التكرار  وثالثها  الأمل  في أن   يصدق القارئ  جزءا منها  , فجزء من الكذبة العملاقة    يبقى كذبة  كبيرة .

يعيد ويكرر شبيحة القلم  كذبة الحرب الكونية , حيث لايعرف هؤلاء  عدد دول الكون  المشاركة في هذه الحرب  وحتى  انهم لايعرفون   أسماء هذه الدول بالضبط …تارة مئة دولة  وتارة أخرى  مئة وخمسين , وأحيانا ثمانين دولة , والأسد كما يقولون صامد صمود   الجبابرة , حيث كلل هذا الجبار  انتصاراته  بالضربة القاضية  ألا وهي  النجاح في الانتخابات  , لقد  أصبح الرجل  رئيسا دستوريا  , انشقت الأرض وابتلعت  الخصوم  وشمخ الشامخ  الناصر والمنتصر  رافعا راية  النصر  ومكملا بذلك  مسيرة النصر والانتصار التي بدأها  عام ٢٠٠٠  , وهو الآن ماض في مسيرته  , وسيبقى   في المسيرة سائرا  الى الأبد, فهل يعقل على أن جيش أبو شحاطة  حسم المعركة مع الكون عسكريا لصالحه ؟؟

لم تبق مي حميدوش   ملتزمة بتعميماتها  وتعتيماتها , وانما انتقلت الى   الكونكريت  , حيث تطرقت الى معالم  انتصارات الأسد    السياسية على سبيل المثال  حيث قالت على أن  سياسة الأسد أرست  علاقات متينة مع دول الجوار الاقليمي  ,  هنا  يندهش  قارئ  مي حميدوش من كذبتها الكبيرة  ويبحث عن  العلاقات المتينة مع دول الجوار الاقليمي  فلا يجد  الا ايران  وجزئيا العراق,  وليس هنا من الضروري  التحدث  عن بقية الدول  الاقليمية , فنتائج  التصويت على مقررات الجامعة  العربية  لاترى  ماتراه مي حميدوش أو ناهض الحتر , كما أن  ادعاء حميدوش  بأن الأسد نجح في اقامة علاقات  متينة ومتوازنة  مع أكثر دول العالم هراء , معظم سفراء سوريا في معظم دول العالم  مطرودين   وآخرهم  سفير الأسد في الأردن  وقبله سفير  الأسد  في الجامعة العربية  هذا  عدا     عن دول الاتحاد الاوروبي  المحذوف من الخارطة  والأمريكيتين باستثناء كوبا  وفينزويلا .. الخ .

حميدوش  تحدثت   أيضا عن الدول  الفاعل لسياسة الأسد في المنظمات الدولية , ياعيب الشوم عليك ياحميدوش! ,   الم تتعرف  السيدة المصونة على  نتائج التصويت في مجلس الأمن   ؟  ولم  تسأل حميدوش عن أسباب طرد   فيصل المقداد من مجلس حقوق الانسان  , ولم  تتعرف حميدوش على  اضبارة الاتهام التي   انجزتها محكمة الجنايات الدولية  والمتهم الأول هو بشار حافظ الأسد  , ثم أن حميدوش  لم  لاتعرف  على الاطلاق ماحدث مؤخرا  في مجلس الأمن  وكيف كانت  نسب التصويت   ولولا الفيتو الروسي    لبحث الانتربول عن الأسد وأمر باعتقال , حيث لاتزال قضية أخرى  عالقة    وهي قضية  اغتيال الحريري, حيث تتجه أصابع الاتهام  باتجاه دمشق , ولم تسأل  حميدوش نفسها عن  قضية مقتل  غازي كنعان  , هل  انتحر ؟ ولماذا ؟ وهل  تم اغتياله ؟ ولماذا ؟.

من استطاع تحرير كسب  , يستطيع تحرير الجولان  قالت حميوش ! والآن بعد أن تم تحرير كسب  ننتظر بفارغ الصبر تحرير الجولان  , وقبل ايام كانت هناك مناسبة جيدة  , حيث قصفت اسرائيل ثمانية من المواقع السورية  في الجولان ,  ولماذا  لايستغل الأسد هذه المناسبة ويريحنا  من احتلال اسرائيل لأرضنا  ولربما  ينهي الأـسد وجود اسرائيل  ويريحنا  نهائيا منها   ,  وكيف سيكون  موقفنا تجاه  القائد الذي  يستطيع التحرير  ولا يحرر ؟ وهل  يجوز اتهامه  بالتقصير او الخيانة ؟ .

اعتذر عن اسلوب التهكم  الذي  مارسته بحق  السيدة  حميدوش  والسيد الحتر , الا أنه   بالواقع  لايمكن التحدث  لهؤلاء  باسلوب جدي , ويبقى الموضوع بكامله مضيعة وقت وجهد ,وللأسف  لاتملك  السلطة بديلا   أرقى منهم  ؟و بضاعة السلطة حقا  متجانسة  وقاسمها المشترك هو الغباء والكذب , وعلى  نسق جبران خليل جبران أقول   ويل لأمة  حاكمها   طبل  وجوقته  مطبلين

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *