المستحيلات السورية !

بقلم : ربا منصور

نعيش الآن في زمن  لايعرف الا   المستحيلات  , والأمثلة على ذلك كثيرة  ,مثلا أن يحكم آل الأسد  سوريا  لخمسة عقود على الأقل   هو أمر مستحيل في بلاد أخرى  وشعب آخر  ,! أن يستهينوا بالبشر وعقولهم   ويعلنوا نتائج  انتخاب أو استفتاء  بنسبة أصوات  للطاغوط بين ٩٨٪ و١٠٠٪ فهذا أيضا مستحيل في أي دولة ماعدا كوريا الشمالية , أن تلغي السلطة   القانون  وتستمر في الحكم  الذي يسمونه مسيرة انتصارات  فهذا أمر مستحيل في دولة أخرى ومع شعب آخر !, أن يتم اغتيال عشرات الألوف  تحت التعذيب   ويمر الأمر مرور الكرام  فهذا  من مستحيلات  الأمور حتى  في كوريا الشمالية !,  ان تقتل براميل السلطة المتفجرة  والممنوعة  عالميا مئات الألوف من البشر  وتدمر  أكثر من ٧٠٪ من البنية التحتية  بحيث تبلغ الخسائر المادية فقط ٥٠٠ مليار دولار ( للمقارنة الميزانية السورية لعام واحد تبلغ١٦  مليار دولار )  هذا أمر لايعرف التاريخ له مثيلا  ماعدا نيرون !,  أن  يتم توريث الحكم  من الأب الى الابن  في جمهورية   فهذا أمر لم يحدث الا في كوريا الشمالية  وهو من المستحيلات في  مابقي من العالم.

أن  يصوت ١٠٠٪ من شعب لرئيس   فهذا من سابع المستحيلات  , أما  أن يتجرأ هذا الرئيس  ويعلن هذه النتائج  على أنها واقعية  وحقيقية  , فهذا أمر  غير مسبوق  بوقاحته   ,  وهذا الاعلان الوقح  عن الفوز العملاق له مضامين  أخرى ,  مثلا مدى احتقار  المرشح  الفائز بنسبة ١٠٠٪ من الأصوات   للمواطن الذي  صوت له والذي لم يصوت له , الفائز العملاق  يعتبر ٢٣ مليون انسان على أنهم ٢٣ مليون بقرة وحمار ..لولا الاحتقار المريع   لما تجرأ بشار  على اعلان فوزه ب٨٨٪ من الأصوات  والكل يعرف  على أن  مؤيديه  ادلوا بأصوات الأموات  لصالحه , ولا حرج عند مؤيد  بالقول  على أنه صوت عن ٢٠ مواطن أو أكثر أو أقل , يصارحون بذلك دون خجل أو ارتباك  وبتلقائية مريعة .

من المستحيل  أن تبلغ أي وقاحة في العالم وقاحة  السلطة الأسدية وأتباعها ,  السلطة وأتباعها  يحدثونك بدون أي خجل , عن مسيرة الأسود الانتصارية,  اقتصاديا تحول  ٩ مليون سوري الى جائعين   و٩ مليون سوري مابين لاجئ ونازح , وهؤلاء أيضا جياع   , في عام ١٩٥٨  كان من الممكن تبديل  ليرة سورية واحدة  بمارك ونصف الماني غربي , والآن  يجب  دفع  أكثر من ليرة ٢٥٠ من أجل الحصول على يورو واحد  , واليورو عادل ٢ مارك , ولا نهاية للحديث عن الاقتصاد (الاقتصاد السوري ريعي  وكومبرادوري, والأسدية فشلت  أو بالأحرى لم تحاول تحويله الى اقتصاد انتاجي ولا تعرف  كيف تحوله , كما أنها لاتعرف مدلول عبارة  “ريعي” ) , تدفقت الأموال  الى جيوبهم   وانفقر الشعب  في اطار  منظومة  ما   وسيان ان كانت ريعية أو كومبرادورية  , وأصبح ٥٪ من السوريين يملكون ٩٥٪ من ثروات الوطن , فلا بأس لذلك  لطالما  كان الأسود من بين ال ٥٪ !!!

عن الحرب والسلم   لم تحقق السلطة الأسدية  السلم الخارجي , ولم تسترد  ولو مترا مربعا واحدا من  الجولان  المحتل ,  حربيا  لانعرف الى  النكسات والنكبات   بسبب جيش مرتزق  كلف دائما حوالي ٨٠ ٪ من الميزانية ,  جيش لم يقتدر الا  على تقتيل السوريين وتهديم  منازلهم ,  لذا تسميه الأسدية الجيش الباسل , وهول ووحشية هذا الباسل  تتمثل بامور  لها رمزية  كارثية , مثلا  لايعرف التاريخ القديم والحديث  القاء قنابل وبراميل متفجرة  على مدينة حلب  من طائرة   أجنبية  , طائرات البواسل  هي الوحيدة في التاريخ التي القت الموت على  مدينة حلب  , والأمر ذاته في الرقة وفي دير الزور وفي ادلب  ووادي النصارى   وغيرهم , ولا أظن على أنه  من الضروري  البحث مطولا  في موضوع اجرامية هذا الجيش   وتوابعه من  أجهزة الأمن والميليشيات  , والأفضل هنا   الحديث  المختصر جدا  عن الأمن والامان الذي تتشدق الأسدية به , فالأسدية لاتعرف  مثلا  ماذا تعني عبارة الامن والأمان ,  أما  البواب في  الوزارة  السويدية  مثلا فيعرف على أن  الأمن والأمان  يعني الكثير , فحرية الرأي  هي جزء لايتجزء من  منظومة الأمن والأمان  ,  وتأمين الحد الأدنى  من الدخل  لكل فرد  هو الأمن والأمان , ثم  أن تطبيق  القانون هو الأمن والأمان  ,  أما الغاء القضاء  فهو العكس من الأمن والامان ,  كما أم الأسود لايجدون فروقا بين  مفردة   دولة ومفردة نظام ومفردة سلطة  ..كل شيئ عند العرب صابون !, والآن أصبح من المستحيل    تعريف  سوريا  تحت الحكم الأسدي على انها  “دولة” , ومن الصعب القول على أن الأسدية  هي سلطة حكومية , فللسلطة الحكومية معايير  لاتستقيم مع الحالة الأسدية , ولا يوجد في سوريا نظام  قابل للتعريف  ,  هل سوريا جمهورية ؟ هل سوريا مملكة ؟ أو مابين بين أي جملوكية , والوضع السوري  يتمثل حقيقة بكيان هلامي  أقرب مايكون الى  نوع من  العصابات  التي لها قائد الى الأبد  ومسلحين , لقد ابتلعت العائلة الدولة والنظام والسلطة ,  ونحن الآن حقا  في سوريا الأسد  , تسمية  لم تكن صدفة وانما  استحقاقا بامتياز .

أحد البعثيين قال بافتخار  على أن عدد  أعضاء البعث   بلغ  أربعة ملاين عضو ,فلله درك يابعث!  ,  ولا تعمق  بعض البعث  قليلا في قصص  احزاب العالم  لاكتشف هذا البعثي  على أن  العالم   وحتى الصين والتحاد السوفييتي  لم يكن عندهم أحزابا  عملاقة عددا  بالشكل البعثي السوري  والشكل البعثي العراقي  , ولا يعرف  ذو عقل  ماذا يريد فاقد العقل البعثي  بهذا الادعاء  , الذي يرتكز  على غباء وغرور لامثيل لهم  , يريد التلميح الى عظمة البعث الذي قاد دولتين  الى الخراب   , بعثي يفخر   بعدد  الفاسدين  والمجرمين,  ولا   يشعر هذا البعثي  بأي حرج أمام واقع خراب  الدولتين , وكأنه يقول   على  أنه لانجاز الخراب  لابد من عدد كاف من المخربين , وحقيقة لو أن عدد البعثيين في سوريا أربعين لما كان هناك  خراب

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *