بقلم:جورج بنا
ليس لمعاذ الخطيب منصب الا منصب “المواطن السوري” , ومنصب المواطن هو منصب رفيع جدا في الدول والمجتمعات التي تحترم المواطن , أما في سوريا فهناك على مايبدو العديد من الفئات التي تتباين في طريقة تعاملها مع المواطن , فالسلطة على سبيل المثال تمثل فئة مهمة من حيث امتلاكها للبندقية ومن حيث اصرارها على التحكم للبندقية, هذه الفئة لاتقيم للمواطن الغير زبون أي وزن وممارساتها السابقة والآنية تبرهن عن ذلك , هناك فئة أخرة غير متجانسة , حيث من الطبيعي أن لاتكون متجانسة , ومن الطبيعي أن تكون تصورات أطيافها متباينة ومختلفة , وهذه الفئة هي فئة المعارضة , التي يبرهن تعدد أطيافها عن شمولية رفض معظم الشعب السوري للفئة الأولى .
من الملاحظ وجود غريزية ديموقراطية في صفوف الفئة الثانية أي فئة المعارضة , واحد البراهين عن ذلك هو ارتكاس هذه الفئة لخطاب ألقاه أحد رموز هذه الفئة بمناسبة عيد الفطر , وهذاالرمز هو رمز بمعظمه ديني , فهو شيخ وخطيب في الجامع الأموي , ومن يريد تقييم خطابه عليه الانطلاق من هذا السياق , سياق رجل دين , وليس سياق ثائر كغيفارا , انه رجل دين اولا ومتنور ثانيا , ليس جهادي بالمعنى الداعشي وليس ثورجي سلبي بالمعنى الغاندي , كما أنه لايمت لكاسترو بصلة , انه معاذ الخطيب , الذي وجه كلمة الى الشعب السوري , وهذه الكلمة تننضح بخاصة الأبوية والحرص والأمل , ولا يجوز أصلا أن ننتظر من رجل دين الا خطبا من هذا النوع , لايجوز النعامل مع النسق الفكري لمعاذ الخطيب وكأنه أديناور الألملني أو بسمارك البرويزي , فمعاذ الخطيب لايمت الى ثعالب السياسة بصلة , ولا يمت للتملق والخداع والغش بصلة , ولا توجد عنده أي مباينة بين فكره وقوله ,.
يؤخذ عليه انه روج للتفاهم مع النظام , ويؤخذ عليه على أنه لم يتعرف على النظام بشكل جيد , لذلك فانه لاينف امكانية التوصل الى نتيجة ما مع النظام , تؤخذ عليه بعض السذاجة !, الا أنه وبدون أي شك صادق وذو نية جيدة وايجابية , وما لفت نظري كان كم التعليقات على كلمته , لقد كتبت عشرات بل مئات المقالات حول كلمته , فهناك من ينتقد وهناك من يمتدح وهناك من يصحح ..الخ , السمة الاساسية للحوار كانت ديموقراطيته وممارسته للنقد , وقد تكررت هذه الحالة الصحية في العديد من المناسبات , ولا يوجد معارض الا وتم انتقاده من البعض .. كيلو ينتقد الجربا , ومعاذ الخطيب ينتقد الائتلاف وفايز سارة ينتقد ريما فليحان , ورياض الأسعد ينتقد الأركان ..الخ , لم يحدث أقصاء لأحد , وبشكل عام بقي الجميع في المعارضة , لم يتم تخوين أحد أو تكفير أحد , وهذا ما أطلقت عليه ” الغريزية الديموقراطية ” المتواجدة عند المعارضة والواعدة بمستقبل سوري جيد بعد رحيل الطاغيةو هذا النوع من الممارسة الديموقراطية التي تحترم العقل غير موجود بشكل مطلق عند الأسدية , فلا كلمة تعلو على كلمة الأسد , ولا فكر يعلو على فكره , ولا حول ولا قوة الا به !
لقد وجدت من النافع نشر كلمة السيد معاذ الخطيب وكلمة هادي البحرة , ذلك لكي يكون كل قارئ رؤيته الخاصة به حول مضامين هذه الكلمات , اليكم الشريط المسجل لكل منهما :