بقلم :علا عباس
ستشهد الأيام أنك لم تكن يوما منا، لم تشرب من مائنا ولم تأكل خبز كفافنا .
عندما ورثوك العرش حاكوا حول رقبتك المكائد ، لم يكبلوك بأعوامك الاربعين فحسب بل بثلاثين عاما أخرى نسجت شرنقة قبرك المنتظر قبل قبورنا التي حفرت .
لم تكن منا ولا بيننا ………….فكيف عرفت أننا نريدك أو نحبك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صدقت أوهامنا ويومها كنت طريق النجاة لنا كما اعتقدنا ، وأوهامنا تلك قادتك وقادتنا الى الهاوية .
لسن…ا وحدنا من تواطأ ضدك ولم تكن وحيدا حين تواطئت ضدنا ، كان الخناق محكما على الخديعة ، وسقطنا جميعا .
البسطاء والفقراء والمسحوقون والطامحون اعتقدوك ضالتهم فتآمروا عليك بالحلم بك ، الثائرون والمتمردون والحالمون غرروا بك حين القوا عهودهم ووثقوا بعهودك الجديدة وربيعك الدمشقي ، الاغنياء والمستفيدون والمتكالبون على الجاه والسلطة ضحكوا عليك حين بصموا بدمهم المزيف ، أما أنت …….فكنت العدو الاكبر لنفسك ولنا ………لأنك قبلت بالخديعة باسما باشا .
ثلاثون عاما حملوك وزرها ولم تفهم ، لم تدرك أنك ستكون الخاسر الاكبر في جحيم بلاد خربها سابقوك ، وأنه ليس بالعنف وحده تحيا البلاد و أن كل هذي الترسانات حولك لن تقيك شر دمعة طفل سفكت وجراح أم ثكلت .
علمتك العصابة الحاكمة كيف تفرغ مراسيمك الرئاسية من مضامينها وكيف تبقى قراراتك طي الادراج المغلقة ، علموك كيف تتخبط بين قرار وقرا ر وتضع مديرا ثم تاتي بآخر ووكيف تفقر شعبك الى الحد الادنى فيما جيوبهم تمتلىء بمال حرام ، ولم يعلموك أن الشعب يقتص يوما من سارقيه .
علموك كيف تضع الخطط وتتحدث عن الاصلاح وتضحك وتتفلسف كأبله في خطاباتك ولم يعلموك ان الفلسفة الحقيقية هي مدرسة الشعب .
علموك كيف تطلق الرصاص على العزل وكيف تقصف المدائن وتعتقل الاحلام والافواه ولم يعلموك انه مما من طاغية نجا من عقاب التاريخ
لست وحدك مخطئا ……….
كلنا مخطئون ……كلنا ، عندما صدقناك و بايعناك و حلمنا باصلاحاتك رمينا لك الطعم ، والتقطته أنت كسمكة هزيلة ، ولم نكن نعلم لا نحن ولا انت ان هذه السمكة ستتحول الى وحش مفزع سيلتهم البر والبحرر والهواء .
تواطئنا ضدك وضد انفسنا معك وتواطئت ضدنا وضد نفسك معنا ………وكانت سوريا الخاسر الوحيد في هذا الحلم الكابوس .
ما سيبقى يا “سيدي الرئيس المنتخب بالدم ” أن الوحش السمكة لن يتوقف قبل ان يلتهم نفسه ………..وان الايام وحدها ستشهد انك لست منا