سذاجة الترحيل

بقلم :الياس متري

أليس من السذاجة  أن يطلب  مواطن سوري  من الأسد أن يرحل ؟ , وذلك بالرغم من تأكيده قولا  ومرارا على أنه لن يرحل , وبالرغم من  اعماله التي تؤكد على أنه سوف لن يرحل ,وبالرغم  من  اصرار جماعته  على أنه  لن يرحل ولو  كلف ذلك حرق البلد ,  رئيس  اقتنص الرئاسة  زورا  وورثها  عن أبيه زورا  , وأبيه  نالها زورا , ثم  حاول تشريع رئاسته  عن طريق استفاء  زورا  , وعاود  الشرعنة  باستفتاء  آخر ..وآخر  ونال ٩٩٪ من أصوات السوريين زورا  , ثم  حول البلاد  الى مزرعة له  ولعائلته زورا ,  ومارس  ومن قبله والده  القتل والسجن والمجزرة زورا .

تطور  الى استخدام الكيماوي,  وفرش الغوطة   بجثامين الأطفال  ,  ثم  قتل من المساجين  عشرات  الألوف  بأساليب  تذكر بالمحرقة النازية ,  وأطلق النار على المتظاهرين  واغتال المفكرين  في البلاد وخارجها  ثم   احتل لبنان  وسرق   بيوته..البراد والغسالة والسجادة   والكرسي  وابتز الشهادات  (رستم غزالة  ولقب الدكتور ) , وفي البلاد   قام بتعفيش المنازل   ,واسس   الأسواق ..سوق الحرمية ….سوق السنة  , حيث  تباع  غنائم الحرب عينك عينك  وبوقاحة  لامثيل لها , وهناك  المئات ممن الأدلة  الدامغة  التي تشير على أنه  سوف لن يرحل  مهما كان الثمن ,  لقد وصل برفضه للرحيل الى حد اللامعقول..ثم يأتينا ساذجا  ويطلب منه  الرحيل  فورا أو الرحيل بالتقسيط المريح  , لاهذا ولا ذاك  فالأسد الى الأبد !..

ولماذا  نستغرب  ذلك ؟ فالأسد ليس  استثناء  , وزملائه  من الجمهوريين  على شاكلته   فمبارك  رفض الرحيل لأكثر من ثلاثة عقود  والقذافي  رفض الرحيل لأكثر من أربعة عقوود والأسد  لأكثر من خمسة عقود  , وصالح لأكثر من ثلاثة عقود والبشير لأكثر من عقدين   والحبل على الجرار ,   هذا  بغض النظر عن الملوك والأمراء …  أمرهم جميعا نوع من “المقابرة” , لافرق  ان  كان ملكا أو أميرا  أو رئيسا  لجمهورية , المهم  انهم لايرحلون … انظمة من هذه النوعيات لاترحل  طوعا .

التجربة  هي أم  المعرفة , والتجربة تظهر لنا  على أن الرحيل  لايمكن له الا أن يكون قسري  أو نصف قسري  ,  وبشكل مطلق  غير طوعي  اطلاقا , والرحيل  لايمكن له أن يتم  الا بنوع من التدخل الخارجي  , الذي قد يكون كاسحا  كما في ليبيا  والعراق  , والذي سنراه  حتميا في سوريا ,  ولا علاقة لحدوثة بالارادة   , وانما بالضرورة , التي لاتعني الا رحيل العفن .

المجتمع السوري  لم يتمكن من انتاج  ظروف عادلة ومعقولة  لتداول السلطة , لذا انزلق هذا المجتمع  في اللامعقول  أي في الحرب ,والمجتمع السوري  لايمتلك   أي وسيلة لانهاء هذه الحرب , لذا  ستقوم المجتمعات الأخرى  بتقديم هذه الوسيلة  , فالحرب لاتنتهي  الا بحرب  …ساذج  من  لاير ذلك قادما !!!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *