أليس من السذاجة أن يطلب مواطن سوري من الأسد أن يرحل ؟ , وذلك بالرغم من تأكيده قولا ومرارا على أنه لن يرحل , وبالرغم من اعماله التي تؤكد على أنه سوف لن يرحل ,وبالرغم من اصرار جماعته على أنه لن يرحل ولو كلف ذلك حرق البلد , رئيس اقتنص الرئاسة زورا وورثها عن أبيه زورا , وأبيه نالها زورا , ثم حاول تشريع رئاسته عن طريق استفاء زورا , وعاود الشرعنة باستفتاء آخر ..وآخر ونال ٩٩٪ من أصوات السوريين زورا , ثم حول البلاد الى مزرعة له ولعائلته زورا , ومارس ومن قبله والده القتل والسجن والمجزرة زورا .
تطور الى استخدام الكيماوي, وفرش الغوطة بجثامين الأطفال , ثم قتل من المساجين عشرات الألوف بأساليب تذكر بالمحرقة النازية , وأطلق النار على المتظاهرين واغتال المفكرين في البلاد وخارجها ثم احتل لبنان وسرق بيوته..البراد والغسالة والسجادة والكرسي وابتز الشهادات (رستم غزالة ولقب الدكتور ) , وفي البلاد قام بتعفيش المنازل ,واسس الأسواق ..سوق الحرمية ….سوق السنة , حيث تباع غنائم الحرب عينك عينك وبوقاحة لامثيل لها , وهناك المئات ممن الأدلة الدامغة التي تشير على أنه سوف لن يرحل مهما كان الثمن , لقد وصل برفضه للرحيل الى حد اللامعقول..ثم يأتينا ساذجا ويطلب منه الرحيل فورا أو الرحيل بالتقسيط المريح , لاهذا ولا ذاك فالأسد الى الأبد !..
ولماذا نستغرب ذلك ؟ فالأسد ليس استثناء , وزملائه من الجمهوريين على شاكلته فمبارك رفض الرحيل لأكثر من ثلاثة عقود والقذافي رفض الرحيل لأكثر من أربعة عقوود والأسد لأكثر من خمسة عقود , وصالح لأكثر من ثلاثة عقود والبشير لأكثر من عقدين والحبل على الجرار , هذا بغض النظر عن الملوك والأمراء … أمرهم جميعا نوع من “المقابرة” , لافرق ان كان ملكا أو أميرا أو رئيسا لجمهورية , المهم انهم لايرحلون … انظمة من هذه النوعيات لاترحل طوعا .
التجربة هي أم المعرفة , والتجربة تظهر لنا على أن الرحيل لايمكن له الا أن يكون قسري أو نصف قسري , وبشكل مطلق غير طوعي اطلاقا , والرحيل لايمكن له أن يتم الا بنوع من التدخل الخارجي , الذي قد يكون كاسحا كما في ليبيا والعراق , والذي سنراه حتميا في سوريا , ولا علاقة لحدوثة بالارادة , وانما بالضرورة , التي لاتعني الا رحيل العفن .
المجتمع السوري لم يتمكن من انتاج ظروف عادلة ومعقولة لتداول السلطة , لذا انزلق هذا المجتمع في اللامعقول أي في الحرب ,والمجتمع السوري لايمتلك أي وسيلة لانهاء هذه الحرب , لذا ستقوم المجتمعات الأخرى بتقديم هذه الوسيلة , فالحرب لاتنتهي الا بحرب …ساذج من لاير ذلك قادما !!!