العقل زينة ,وفاقد العقل بهيمة!
بقلم : تيسير عمار
لاشيئ يثني الزبانية عن ممارسة المنطق الأعوج والفكر الأعرج , انهم ولحد الآن وبالرغم من أحداث السنوات الأربع الأخيرة وبالرغم من أحداث نصف القرن الأخير على ثقة تامة بأن الأسدية كانت على صواب ولا تزال وستبقى , وان مستقبل سوريا يجب أن يكون أسدي , وكل ماحدث ليس الا شغب وتآمر وخيانة , انهم والأسد الوطن , والوطن هم , ومن يحاربهم يحارب الوطن .. , انهم والحق يقال في حالة من الغيبوبة العقلية , ولولا هذه الغيبوبة لما وصل حال سوريا الى ماوصل اليه ,
هناك أمثلة عدة عن هذه الغيبوبة , وآخرها يتعلق بطرد السفير السوري اللواء بهجت سليمان من الأردن ولربما استعاضته بممثل عن الائتلاف , والغيبوبة العقلية تجلت هنا بارتكاسات الانتهازية الطائفية التي مثلها خير تمثيل صحفي (بالاستقباش) يدعى نبيل صالح الذي يدير موقعا ينضح بالطائفية (الجمل بما حمل) , وقد كان لهذا النبيل تعليقا عملاقا حول طرد السغير , فبدلا من التشاوروالتفكير والاعتراف بالخطأ والاعتذار بسبب زعرنة بهجت سليمان , هدد المهتدي بالمهدي الأردن وبشر الأردن بأن الأسد سيضم الأردن الى محافظة حوران وسيعين الدكتور بهجت سليمان محافظا لمحافظة الأردن الجديدة, سيضم الأردن الى حوران !!, وهل حوران أصلا تحت سلطته ؟؟.
عندما يسمع الانسان كلاما من هذا النوع , ليس له الا ألقول على أن نبيل صالح ومن ورائه زمرة الزبانية قد فقدت العقل , أو لم يكن لها عقل أصلا , ما أسهل ممارسة الهذيان وما أسهل ممارسة الثرثرة , ولم يدرك هذا الشبيح تفاهة وسخافة ماكتب , لأنه لم يسأل نفسه عن عواقب ثرثرة من هذا النوع فيما لو صدرت عن وزير خارجيته , الا أنه مسموح لنبيل صالح أن يثرثر , فلا أحد ذو شأن يهتم بثرثرته ان كانت قولا أوكتابة , وسيان ان تابع ممارسة الهذيان أو لم يتابع ..كلامه مثل الضراط على البلاط !
لاتقتصر الغيبوبة على نبيل صالح , ومن يتصفح اعلام الأسدية يكتشف الكثير من الهذايانات , الآن نحن في موقع فينكس وأبي حسن , وأبي حسن يكتب تحت اسم “وكالات” دون أن يقول من هي هذه الوكالات ومن هو الكاتب في هذه الوكالات , والأمر هنا يتعلق بأطفال سوريا والخبر الذي يقول على أن رئيس الأوروغواي يريد أخذ مئة طفل يتيم منهم للعناية بهم في بيته وانقاذهم من التشرد ( على فكرة هناك نقاش في ألمانيا حول أخذ ٥٥٠٠٠طفل يتيم سوري الى ألمانيا) , والوكالات أو أبي حسن باشر فورا باكتشاف الذنب عند الآخر ..”انهم الرؤساء والملوك العرب الذين أرسلوا الموت لأطفال سوريا بعد أن أذاقهم العرب طعم الموت والتشرد والحرمان “.
كيف يمكن فهم كل ذلك , وكيف يمكن لذو عقل أن يتهم الغير بارسال الموت الى أطفال سوريا , ونحن نرى بالعين المجردة القنابل العنقودية والصواريخ والبراميل المتفجرة والسموم والكيماوي وهي تنهال على الشعب السوري صغيرا وكبيرا , نحن نرى ٩ ملايين بين نازح ولاجئ ونرى ٩ ملاين جائع ونرى قوافل القتلى وهي تخرج من السجون ونرى المجازر والتهجير وسكان بلدة الحصن الذين لايسمح لهم بالعودة الى بيوتهم , نرى الحصار والجوع في الغوطة وعرفنا على أن الناس هناك أكلوا اوراق الأشجار والقطط والجرابيع والحمير والكلاب ..هل كل ذلك من فعل العرب !!, ومن العرب يستثني الكاتب بدون شك بشار الأسد , أي أنه لامسؤولية لبشار الأسد والأسدية عن كل مايحدث في سوريا , انه رئيس غير مسؤول , واذا لم يكن الرئيس مسؤولا فلماذا هذه الرئاسة ؟.
الرئاسة ضرورية طبعا , وضرورتها لاتتعلق , كما هو ظاهر, بأمان الشعب وسعادته ورخائه , وانما برخاء آل الأسد وزبانيتهم , والرئيس فعلا غير مسؤول عن ما يحصل في سوريا , لأنه غير مقتدر لربما عقليا على تحمل المسؤولية , البراعة في اللصوصية وانعدام الأخلاق والاجرام المتواجد في كرموزوماته ليسو مؤهلات لقيادة بلاد مهما صغرت , اضطراب الادراك ثم التوحش وبراءة اختراع البراميل المتفجرة والقائها على البشر ليسو مؤهلات لرئاسة بلاد وانما للتصنيف في خانة الوحوش , الصلافة والتجاهل وانعدام الحس تجاه قوافل الشباب الداخلين الى السجون أحياء والخارجين منها جثثا ليسو مؤهلات الا لسفاح أحمق شاذ نفسيا وقاصر عقليا , والزبانية ..نعم الزبانية ليسو الا صورة طبق الأصل عن فخامته , فلا يخجل أبي حسن من امتداح رئيس الأوروغواي لأنه متواضع ويكتفي بحوالي ١٠٪ من راتبه الشهري ويريد احتضان وتبني حوالي مئة من الأطفال اليتامى السوريين , ولم يخطر على بال الطائفي أبي حسن على أن القارئ لربما يسأل عن مواصفات سيده الأسد , وهل يكتفي هذا الأسد بحوالي ١٠٪ من راتبه , وأين هم الأطفال الذين احتضنهم الأسد ,وهل ارسل الأسد يوما ما خيمة أو لعبة أو ١٠ كيلوات من الطحين الى طفل يتيم في مخيم اردني أو تركي أو لبناني ؟ , وكيف يمكن أن يكون رئيس الأوروغواي انسانيا لأنه أفقر رئيس جمهورية في العالم , ثم الأسد أيضا انسانيا لأنه أغنى رئيس في العالم , ومن أين لبشار الأسد مبلغ ١٢٢ مليار دولار , ولماذا لايقف بشار الأسد ويبرهن للعالم على أنه لايملك هذا المبلغ أو يقول لنا من أين أتاه هذا المبلغ.
هناك مادة في الدستور السوري حول موضوع من أين لك هذا , والدستور يفرض على كل مواطن تقديم قائمة بممتلكاته ومن أتت هذه الممتلكات , السؤال هنا كيف سيقوم رامي مخلوف أو فواز الأسد أو غيرهم من آل الأسد بانجاز هذه الوثيقة , والأمر لايقتصر على رجال المرتبة الأولى كمخلوف أو محمد ناصيف أو بهجت سليمان وأولاده والكثير غيرهم , انما يمكن الافتراض على أن طبقة القمة كبشار الأسد وباسل الأسد وماهر الأسد وبشرى الأسد وجميل الأسد ورفعت الأسد ..الخ سيجدون صعوبات كبيرة في انجاز هذه القائمة , اذ ليس من المعقول أن يصبح من يستظل بالأسود كرامي مخلوف ملياردير , بينما الأسد الأول كما يقال مات وما عنده بيت , والزبانية التي تستجحش البشر تدعي ذلك بمنتهى الجدية , وبمنتهى الجدية أقول لهم لاعقل في رؤوسكم