ولماذا لايشكرون النصرة ؟

بقلم: تيسير عمار

المعادلة في سوريا بسيطة ومؤلمة  ,  الجميع يخطفون والجميع يقتلون والجميع يسرقون ,  وقد اختطفت النصرة راهبات مار  تقلا في معلولا , انها الحرب  التي لاتعرف الأخلاق  , فكثيرا  مايعاقب فلان   بحجة آخر  وكثيرا مايتضرر  مواطن بسبب آخر .

أما في حالة السلم  فالأمريختلف   , فمن  يخطف  ويسرق  ويقتل  اجرامه مضاعف ,  وحسب تقديرات النظام السوري  فقد كان هناك سلما  وسلاما مطلقا قبل  آذار ٢٠١١ , وبالرغم من الاعتراض على هذا التقدير  بخصوص السلم والسلام  , فقد حدث قبل ذلك وباستمرار منذ عام ١٩٦٣  وخاصة بعد عام  ١٩٧٠ , وعلى ألأخص بعد عام ٢٠٠٠  وحتى هذه اللحظة  خطف وقتل وسرقة  واجراما لامثيل له, والفاعل كانت دائما السلطة ومخابراتها وشبيحتها  , ومن يريد  التعرف على بعض الضحايا بالاسم  , فأنا جاهر  لتعداد  المئات منهم .

يقال على أن السلطة تسجن الآن ٧٠٠٠ امرأة  والعديد من الأطفال  , وقد استهزا  كل من المقداد  وبثينة شعبان من التهمة  بسجن الأطفال   عندما كانوا في جينيف , والآن انضح على  أن استهزاء بثينة شعبان  والمقداد عبارة عن دجل  مفضوح , اذ  تبين على أنه بين المسجونات  الذين أطلق سراحهم أيضا أطفال , ومنهم من ولد في السجن  بعد اغتصاب  امهاتهم من قبل السجانين  ..ويا للعار يايشار !

من  مارس  الخطف  والقتل  وغير ذلك من الموبقات كان النظام السوري  المدان عالميا , فعل ذلك  قبل  أن يكون هناك    “جبهة النصرة” وقبل داعش وقبل  بقية المجرمين  , انها المدرسة التي علمت  الناس  الشرور وفواحش  الأمور , انه الجهل والاجرام  الذي  عذب وقتل واختطف بدون موجبات , وأصلا لاتوجد موجبات  منطقية وموضوعية لأفعال من هذا النوع , من يقوم بذلك هو مخلوق متحيون , أي أنه لايفترق عن الحيوانات بشيئ  يذكر .

النصرة المتحيونة أيضا اختطفت  وابتزت  , وما قامت به  لايختلف عما نعرفه عن السلطة ..انها سرقة لحرية الانسان , والسرقة تدان مهما كان السارق  ومن كان , الا أن ألنصرة  عاملت الراهبات  , حسب  أقوالهم , بشكل جيد  , ومهما كانت النظرة حول النصرة  سيئة , وهي بالواقع سيئة  , الا أن  هذه الواقعة التي نحن بصددها تستحق التشجيع والشكر , لايجوز  دمغ  أي جهة  بدمغة السوء الأبدي , السيئ  الذي  يتصرف  بشكل جيد , ولو كان ذلك نادرا , يستحق الشكر .

ارتكاس أزلام الأسد  على  تصريحات الراهبات  , ليس ألا أمرا متوقعا  , اذا ليس المهم بالنسبة لهم مبدئيا  اطلاق سبيل المخاطيف  , وبذلم    تحقيق عمل انساني , المهم  من القيام بالقايضة  , هو  كيل المديح   والدعلية  لتلطيف صورة الطاغوت  , وكيف يمكن لذلك أن يتم  , الراهبات  خطفوا من قبل النصرة التي عاملتهم  , بغض النظر عن الخطف القبيح,  بشكل جيد , لذلك الشكر  , والأسد خطف   مئات الآلاف من البشر  وسجنهم  وعذبهم  والكثير منهم مات تحت التعذيب  , وهل يستطيع مخاطيف الأسد شكره على  الطريقة التي عاملهم بها  ؟
هذا هو الفرق بين  النصرة والأسدية , لذا استحقت النصرة الشكر , الذي لايستحقه الأسد, و لذا  استحقت حتى النصرة  مركزا في  التوحش   أرقى من مركز الأسد,   والذي لايصدق ذلك  عليه بسؤال  النساء  والأطفال  وعددهم  ١٥٢  مخلوق بشري  عن  أسلوب  التعامل معهم في السجن  , هل تشكرته  أم   أو سيدة من هؤلاء النساء لحد الآن ؟ , وهل يستحق الشكر  من أي جهة كانت ؟ وعلى ماذا يستحق الشكر ؟.

من أكبر أخطاء النظام  ممارسة  القطعية  في النظر الى الأمور , أومايسمى  أسود ـ ابيض , من ليس معي فهو ضدي! ,  وعلى الرغم  من أنه من الصعب  اكتشاف ماهو ايجابي في الأسدية, قلت دائما على  أنه  حتى الشر ليس مطلق ,وقد  استعمل معظم الشعب السوري مبدأ النسبية في التعامل مع الطاغية  , لقد صدقه  وأعطاه  الفرص  واحدة تلو الأخرى  , وشكره , وهو  المحترف للاجرام , بعد  خطاب القسم  , وعليه ينطبق  ذات المبدأ  الذي ينطبق على النصرة وغير النصرة ,  الشر يدان   وللحسنى الشكر من أين أتت  , ولو أتت من بشار الأسد  أو من النصرة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *