المعادلة في سوريا بسيطة ومؤلمة , الجميع يخطفون والجميع يقتلون والجميع يسرقون , وقد اختطفت النصرة راهبات مار تقلا في معلولا , انها الحرب التي لاتعرف الأخلاق , فكثيرا مايعاقب فلان بحجة آخر وكثيرا مايتضرر مواطن بسبب آخر .
أما في حالة السلم فالأمريختلف , فمن يخطف ويسرق ويقتل اجرامه مضاعف , وحسب تقديرات النظام السوري فقد كان هناك سلما وسلاما مطلقا قبل آذار ٢٠١١ , وبالرغم من الاعتراض على هذا التقدير بخصوص السلم والسلام , فقد حدث قبل ذلك وباستمرار منذ عام ١٩٦٣ وخاصة بعد عام ١٩٧٠ , وعلى ألأخص بعد عام ٢٠٠٠ وحتى هذه اللحظة خطف وقتل وسرقة واجراما لامثيل له, والفاعل كانت دائما السلطة ومخابراتها وشبيحتها , ومن يريد التعرف على بعض الضحايا بالاسم , فأنا جاهر لتعداد المئات منهم .
يقال على أن السلطة تسجن الآن ٧٠٠٠ امرأة والعديد من الأطفال , وقد استهزا كل من المقداد وبثينة شعبان من التهمة بسجن الأطفال عندما كانوا في جينيف , والآن انضح على أن استهزاء بثينة شعبان والمقداد عبارة عن دجل مفضوح , اذ تبين على أنه بين المسجونات الذين أطلق سراحهم أيضا أطفال , ومنهم من ولد في السجن بعد اغتصاب امهاتهم من قبل السجانين ..ويا للعار يايشار !
من مارس الخطف والقتل وغير ذلك من الموبقات كان النظام السوري المدان عالميا , فعل ذلك قبل أن يكون هناك “جبهة النصرة” وقبل داعش وقبل بقية المجرمين , انها المدرسة التي علمت الناس الشرور وفواحش الأمور , انه الجهل والاجرام الذي عذب وقتل واختطف بدون موجبات , وأصلا لاتوجد موجبات منطقية وموضوعية لأفعال من هذا النوع , من يقوم بذلك هو مخلوق متحيون , أي أنه لايفترق عن الحيوانات بشيئ يذكر .
النصرة المتحيونة أيضا اختطفت وابتزت , وما قامت به لايختلف عما نعرفه عن السلطة ..انها سرقة لحرية الانسان , والسرقة تدان مهما كان السارق ومن كان , الا أن ألنصرة عاملت الراهبات , حسب أقوالهم , بشكل جيد , ومهما كانت النظرة حول النصرة سيئة , وهي بالواقع سيئة , الا أن هذه الواقعة التي نحن بصددها تستحق التشجيع والشكر , لايجوز دمغ أي جهة بدمغة السوء الأبدي , السيئ الذي يتصرف بشكل جيد , ولو كان ذلك نادرا , يستحق الشكر .
ارتكاس أزلام الأسد على تصريحات الراهبات , ليس ألا أمرا متوقعا , اذا ليس المهم بالنسبة لهم مبدئيا اطلاق سبيل المخاطيف , وبذلم تحقيق عمل انساني , المهم من القيام بالقايضة , هو كيل المديح والدعلية لتلطيف صورة الطاغوت , وكيف يمكن لذلك أن يتم , الراهبات خطفوا من قبل النصرة التي عاملتهم , بغض النظر عن الخطف القبيح, بشكل جيد , لذلك الشكر , والأسد خطف مئات الآلاف من البشر وسجنهم وعذبهم والكثير منهم مات تحت التعذيب , وهل يستطيع مخاطيف الأسد شكره على الطريقة التي عاملهم بها ؟ هذا هو الفرق بين النصرة والأسدية , لذا استحقت النصرة الشكر , الذي لايستحقه الأسد, و لذا استحقت حتى النصرة مركزا في التوحش أرقى من مركز الأسد, والذي لايصدق ذلك عليه بسؤال النساء والأطفال وعددهم ١٥٢ مخلوق بشري عن أسلوب التعامل معهم في السجن , هل تشكرته أم أو سيدة من هؤلاء النساء لحد الآن ؟ , وهل يستحق الشكر من أي جهة كانت ؟ وعلى ماذا يستحق الشكر ؟.
من أكبر أخطاء النظام ممارسة القطعية في النظر الى الأمور , أومايسمى أسود ـ ابيض , من ليس معي فهو ضدي! , وعلى الرغم من أنه من الصعب اكتشاف ماهو ايجابي في الأسدية, قلت دائما على أنه حتى الشر ليس مطلق ,وقد استعمل معظم الشعب السوري مبدأ النسبية في التعامل مع الطاغية , لقد صدقه وأعطاه الفرص واحدة تلو الأخرى , وشكره , وهو المحترف للاجرام , بعد خطاب القسم , وعليه ينطبق ذات المبدأ الذي ينطبق على النصرة وغير النصرة , الشر يدان وللحسنى الشكر من أين أتت , ولو أتت من بشار الأسد أو من النصرة