بقلم:عدنان بيضون
توجد عدة قواسم مشتركة بيت أوكرانيا وسوريا من حيث الكيف وليس الكم , وبين ديكتاتور أوكرانيا وديكتاتور سوريا توجد قواسم مشتركة من حيث الكيف وليس الكم , تلخيصا يمكن القول على أن هناك فسادا وديكتاتورية ومحسوبية ولصوصية ..الخ أوكرانية , الا أن كل ذلك لايرقى الى المستوى السوري , الذي في سوئه وحيوانيته وديكتاتوريته واجرامه وفساده قدوة عالمية لمن يريد الاقتداء بالرزائل , وحتى ملياردات الرئيس ياونكوفيتس الخمس عشر دولار المسروقة من أوكرانيا ليست الا عشر المبلغ المسروق من قبل عائلة حافظ الأسد في سوريا , وبما يخص زمن الأزمة الحاد فقد اقتنع الرئيس الأوكراني بعدمية ىسياسته بعد ثلاثة أشهر من الثورة , بينما الأسد لم يقتنع حتى بعد ثلاثة سنوات بعدمية سياسته .
تمكن ثلاثة وزراء خارجية , الألماني والبولوني والفرنسي من التوسط بين المعارضة ويانوكوفيتس وأبرموا اتفاقا شبيه بنقاط جينيف الستة , اعاد البرلمان الأوكرائيني البلاد الاى دستور ٢٠٠٤ وبذلك حول النظام الرئاسي الى برلماني , ومن يتصور قيام مجلس الشعب باعادة سوريا الى دستور ١٩٥١ ضد ارادة الأسد ؟, لقد افلح ثلاثة وزراء في تحقيق تقدم كبير في حل الأزمة الأوكرانية , وفي سوريا لم يفلح ثلاثين وزيرا في تحقيق أي شيئ يذكر .
الجيش , لولا وقوف الجيش على الحياد في أوكرانيا لما انحلت الأزمة مبدئيا , ولأن الجيش في سوريا لم يقف على الحياد , لذا لاحل في سوريا الا بالحرب ,وهذا ماحدث للأسف , سبب التباين بين موقف الجيش الأوكرائيني والسوري هو التالي , الجيش في أوكرانيا ليس كتائب يانوكوفيتس , بينما في سوريا تحول الى مرتزقة الأسد , وفي كلا الحالتين فالممول هو الشعب , الشعب السوري يمول مرتزقة الأسد ومن أجل حمايته هناك عدد العسكر يفوق عدد العسكر المخصص لحماية البلاد , ناهيكم عن التجهيزات الحديثة بما يخص حماية بشار الأسد , حمايته تكلف الشعب السوري أكثر من كلفة حماية سوريا , وعندما يضع الأسد نفسه فوق سوريا لايبالغ , انه فعلا فوق سوريا ,ولايمكن احراقه من أجل سوريا , بينما احراق سوريا من أجله أمر بمنتهى المنطقيةالأسدية العلوية
قبل عشرة أيام أرسل بوتين الى أجيره الوحش الأوكرائيني يانوكوفيتسس ملياردي دولار , فورا انفلت الوحش يانوكوفيتس وأفلت القتاصين ولجانه الشعبية على المعارضين …وفي يومين قتل حوالي ٧٠ مواطنا , لقد فعل بشعبه كما قال له بوتين بعد ارسال المليارات , وكلما وصل من ايران مبلغ مليار يتنصت الأسد الى مطالب الملا , يريدون الأرض محروقة تماما أو نصف محروقة , أوربع محروقة !!!, لانعرف , كل شيئ بيد المهدي , وقد كان المهدي الذي أمر في ايام الرئيس نجاد بنبادل الأسرى الايرانيين مع مساجين ومخاطيف الأسد من السوريين ,, الأسد لايفكربتبادل السوري مقابل السوري , وانما السوري مقابل الايراني , والى هذه الوقاحة لم يصل يانوكوفيتس , وسوف لن يصل .
بالنسبة للأرصدة وكيفية التعامل معها وادارتها , نحن أمام لصوص محترفين , ويانوكوفيتس ليس أكثر من نقطة في يحر بشار الأسد , فبعد مقتل الحريري تنبهت العائلة الى موضوع الأرصدة ومخا طر وضعها تحت اسم مالكها الذي هو الأسد ,بعد ذلك اودعت الأموال تحت اسماء عديدة ,والاتحاد الأوروبي يعرف الأسماء تماما والأرصدة مجمدة , اما يانوكوفيتس فقد وضع الأموال أي ١٥ مليار دولار في اوروبا وفي بنوك أوكرائينية أيضا مما جعله يقع لقمة سائغة في براثم القضاء الأوروبي , واذالم يتفق مع المعارضة ويتنازل , كما طلب من الأسد,فسيقوم القضاء الأوروبي بملاحقته وملاحقة أمواله , عندها ارتخى يانوكوفيتس واستيلم , لقد كان عليه استشارة الأسد بموضوع الأرصدة وغسل الأموال وانتقاء فرقة أميتة لوضعالأموال باسمها ثم انتقاء البلد , عشرات الملياردات الأسدية موضوعة في حسابات في فينزويلا عند الرفيق المتوفي شافيس , ولحد الآن لم يحدث مكروه لهذه المليارات , الا أن بدء القلاقل في فينزويلا سيقلق الأسد , الذي ليس له عندئذ الا ايران , حيث ان روسيا سوف تضع يدها على الاموال الموجوده هناك في حال سقوط الأسد , المعارضة سوف لن تعترف على فواتير الأسلحة الروسية التي اشتراها الأسد بالدين ,وسوف لن تعترف على أي اتفاقيات أخرى كاتفاقية النفط أو غير ذلك .
اذا كانت هناك قواسم مشتركة بين يانوكوفيتس وبشار الأسد ,توجد أيضا فوارق جوهرية مثلا بما يخص وجود معارضة , الأوكرائيني لم يتنكر للمعارضة يوما ما ,بينما السوري رلايعترف بوجود معارضة , ومن يعترف به الأسد كمعارض هو المتهم من قبل محاكم الارهاب بالارهاب وهو الذي صادر الأسد امواله وأموال أقاربه مثل الجربا أو ميشيل كيلو أو فيصل القاسم وكامل الوفد الذي حاور وفد الأسد في جينيف , المعارضة الأوكرائينية بقيت في الداخل وغير معرضة للاعتقال كماهو الحال في سوريا .
مهما بلغ يانوكوفيتس من الفساد والتوحش والديكتاتورية والعمالة للروس , فانه لايصل الى كاحل بشار الأسد , من هنا كان اختيار مجلة تايم له على أنه من اهم رجال ٢٠١٣ الى جانب البابا فرنسيسكوس , المجلة تنتقي أسوء من ولد لامرأة وأفضل من ولد لامرأة ,بشار الأسد كان وليد المرأة الأولى والبابا وليد الثانية , وكلاهم أشهر من نار على علم , هنيئا للشعب السوري بمخرة اختيار الأسد ليكون من مشاهير العالم لعام ٢٠١٣ ..نهاركم سعيد