مهزلة المهازل !

بقلم :الياس متري 

الأبواق الأسدية لاتكف لحظة عن  كيل المديح لاصلاحات الأسد , التي لم نر لحد الآن الا العكس   منها , الفساد مستسشري  والمادة الثامنة لاتزال عمليا سارية المفعول  ,  أجهزة الأمن   التي تهدد  أمن المواطن لم تبق كنا كانت  , وانما ازدادت اجراما  وتعسفية  , وبالرغم من ذلك  تقول الأبواق على أن الاصلاح خيار “رئاسي ” , أي  أي أن  الاصلاح  هو نعمة من الله ومن الاٍسد على  القطيع , الذي لم يدرك فداحة الوضع , وانما الأسد هو من أدرك ذلك  بسبب عبقرية  لاتعرف البشرية مثيلا لها .

 الزبانية التي تروج للاصلاح  نظريا  لم تقل لنا  شيئا عن نتائج هذا الاصلاح  الذي بدأ قبل  ثلاثة سنوات  بالعديد من المراسيم والفرامانات , التي بالمحصلة كانت الضربة القاضية على بلاد   تتنخر  وتتآكل وتندثر  بشكل متزايد منذ نصف قرن من الزمن ,والمجتمع  الذي  بدأ بالتفكك المتزايد   قبل نصف قرن  لم يعد مجتمعا بالمعنى  التقليدي لهذه الكلمة , هناك جماعات تتناحر وتتقاتل   وتدمر وتخرب , أهذا هو الاصلاح ؟؟ .

الزبانية لاتخجل من ممارسة التناقضات , والزبانية تمتدح”وهم” اصلاحات الأسد من جهة , ومن جهة أخرى تعترف بالفشل  , الا أنها تحمل الادارة مسؤولية هذا الفشل , وكأن الادارة  تنتمي الى المعارضة , والزبانية تتناسي   أمور عدة  منها  كون الادارة  هي تنفيذ لارادة الأسد ,  وهل يمكن  لمحافظ مثلا  أن يكون الا بعثي  , وهل يمكن لموظف  في مركز  نصف حساس الا أن يكون علوي , حيث ان منظومة المحاصصة  الطائفية في سوريا  ترتكز على أساس يفترض  ان نسبة من ينتمي الى الطائفة العلوية يشكلون  أكثر من ٩٥٪ من سكان سوريا , أويعترف بأن نسبتهم  لاتتجاوز ١٠٪  , الا أن نوعيتهم متفوقة على  نوعية بقية الرعاع السوري

تقول   الزبانية على  أن المشروع الاصلاحي  وصاحبه بشار الأسد ارتقوا  الى  مرتبة” الحلم ”  أي أن  سوريا اليوم هي حلم كل سوري , وتحت  الدارة الحكيمة  تحولت سورياالى  سوريا الأسد  وبالتالي الى مانراه اليوم  في سوريا , وهل  يمكن لعاقل  أن يفهم ذلك , وهل يمكن لعاقل  أن  يتصور دولة قوية وشعبا متضامنا  وحرية وديموقراطية   وشفافية وقضاء عادلا والتزاما بالقانون  تحت ادارة الأسد ؟ ولمن  يصدق  هذا الهراء عليه  أن يسأل  عن السبب الذي منع الأسد  أو بالأحرى الأسود  من تحقيق ذلك  في الخمسين سنة الماضية , انها مهزلة المهازل ….فمن يفسد لايصلح  , ومن يدمر لايبن  , ومن  يقتل  لايحترم الحياة  , اللص لايمكن  أن يكون حارسا , والطائفي  لايمكن أن يكون مدني  , والديكتاتور لايمكن أن يكون ديموقراطي , والأسدلايمكن  أن يكون  مستقبل سوريا , وليس لسوريا أي مستقبل  مع الأسد .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *