الهدف الوحيد من الذهاب الى جينيف هو ايجاد السبل لتنفيذ مقررات اتفاقية جينيف المعقودة بين روسيا وأمريكا , والتي تبناها المجتمع الدولي شرقا وغربا , ليس الهدف من محادثات ممثلي السلطة مع ممثلي المعارضة ايجاد بنود اتفاقيات أخرى أو تعديل ماتم الاتفاق عليه وانما فقط التباحث حول طرق تنفيذ البنود الستة التي نص عنها جينيف ١ وجينيف ٢ .
بنود اتفاقية جينيف ١ وجنيف ٢ معروفة وعددها ستة بنود , وأهم هذه البنود هو البند الخاص بشكل الحكومة السورية المقبلة والمنبثقة عن حينيف ١ وجينيف ٢ , وهذاالبند يطالب بوزارة انتقالية ذات صلاحيات كاملة , البند يفول : Establishment of a transitional governing body with full executive powers that could include members of the government and opposition, and should be formed on the basis of mutual consent
البند لم يتحدث عن وزارة ذات صلاحيات “موسعة” وانما صلاحيات “كاملة”,والوزارة ذات الصلاحيات الكاملة لاتستقيم مع الأسد ذو الصلاحيات الكاملة , أي ان قيام هذه الوزارة يعتي عمليا فقدان الأسد لصلاحياته , وهذا لايعني أقل من رحيله , وذلك لأن أول مهمة لهذه الوزارة ستكون التضييق على الأسد وبالنهاية احالته الى القضاء , والأسد يعرف ذلك تماما .
لقد أـرسل الأسد وفدا الى جينيف ليس بقصد تضبيق مقررات جينيف , وانما بقصد التملص من هذه المقررات ,ومن المنطقي بالنسبة للأسد أن لايوافق على رحيله واحالته الى القضاء الدولي أو المحلي , لذا فانه ليس للمعلم ومن يرافقه من هدف الا ايجاد الفرصة السانحة للرحيل , حيث تتم عنونة هذا الرحيل بعناوين مختلفة منها مثلا تقصير المؤتمر بموضوع الارهاب, والقصد هنا ارهاب المعارضة وليس ارهاب الأسد , حيث أن نظرة موضوعية ومحايدة تقود الى اليقين على أن الأسد هو سيد الارهاب , ومن يريد حقا مكافحة الارهاب عليه أولا بالأسد ونظامه الديكتاتوري العنصري العائلي الطائفي .
الأسد خاسر على أي حال , ان أراد وفده على البقاء في جينيف , فسيتم طرده بطرق ديبلوماسية مهذبة ,والطرد سيصبح ضروريا لأن الحوار مع وفد الأسد عقيم وغير منتج , كما ان البقاء في جينيف يعرض الأسد الى مخاطر التوقيع على اتفاقية يراها الروس مناسبة وتستقيم مع البند السادس من جينيف ٢ أي اعطاء الوزارة أو الحكومة الجديدة صلاحيات كاملة وفقدان الأسد لصلاحياته أي رحيله الى السجن , واذا رحل وفد الأسد ولم يتمكن من التملص بطريقة يمكن تبريرها ولم يأت قرار الرحيل من روسيا , فستكون حسابات الأسد مع روسيا صعبة جدا وقد يخسر الأسد دعم روسيا بسبب ذلك وهذا يعني نهايته التي لامفر منها