سمير صادق: تتشابه الشعوب العربية ببناياتها وبديكتاتورياتها , وبالتالي بتشابه الحلول لمشاكلها , أقرب الدول العربية الى بعضها البعض هي العراق وسوريا , فهناك انظمة جمهورية (شكليا) وهناك البعث والتوريث والطائفية ثم الصراعات الفئوية التي انحدرت من المستوى القومي …
أكمل القراءة ←
شكرا على المقال الواقعي , أن تبدأ سوريا الجديدة “بعكازة” طائفية , لايمثل حلم من استعبدته الطائفية وخربت بلاده , الا ان القفز فوق الأسس الطائفية , التي تحكم البلاد منذ نصف قرن فهذا نظريا جيد , الا أنه صعب التطبيق , ولنكن واقعيين! فالطائفة العلوية التي أسرها الأسد وأجبرها بشكل ما على الموت من أجله وعلى قتل الآخر من أجله أيضا هي طائفة مهمشة ومتهمة ككل بارتكاب الجرائم , في حين لايجوز أخلاقيا اتهام الطائفة ككل , وانما بعض أفراد هذه الطائفة , والطوائف الأخرى لاتخلو من الأذناب والمذنبين أيضا , وعدد الطفيليين من السنة قد يفوق عددهم من الطائفة العلوية بشكل مطلق , نسبيا عدد السنة أقل بكثير من عدد العلويين .
الطائفة العلوية لم تقترف ذنبا كطائفة , وانما كأفراد , الا أن “الطمأنة” الضرورية فيجب أن تشمل الطائفة ككل , لأن البريئ من الطائفة خائف أيضا , ولا يجوز الاقلال من أهمية هذا الخوف , لأن الخوف ارتكاس شخصي وذلك بغض النظر عن الأسباب الموضوعية الموجبة له ,
فكرة العلوي جيدة بشرط أن تتفهمها وتتفهم ملابساتها الطائفة السنية , ولا أظن على أن السني أو المسيحي يعارض هذه الفكرة العملية , والتي لايراد منها ممارسة الطائفية , وانما التخلص بالتدريج من هذه الطائفية
علوي كرئيس للسلطة الانتقالية فكرة ليست سيئة , بشروط :
١-تعاون الطائفة العلوية بشكل جيد في ازالة آثار الأسدية
٢- تعاون وتفهم السنة لهذه الخطوة , وهذا الأمر يتم عن طريق الشرح والتوضيح
٣-التأكد من أن هذا الرئيس لايريد أولا الا تنظيف البلاد من الأسدية , وأظن على أن التنظيف من قبل علوي أفضل من التنظيف من قبل سني
٤- كان من الأفضل لو تم اشراك عدد كبير نسبيا من المسيحيين , في ادارة المرحلة المقبلة , وذلك لأن ايديهم أقل تلطيخا بالدماء من الأيدي الأخرى
٥- فكرة العلوي جيدة , ولكن فكرة الكردي أفضل , ذلك لأن الأكراد لايمثلون طائفة دينية وانما قومية
٦- لايوجد حل أسوء من بقاء الأسد وزمرته , لذا فان أي خطوة تتضمن رحيله هي خطوة جيدة , وذلك بغض النظر عن قيادة المرحلة المقبلة , هذه القيادة سوف لن تكون “بيد شخص” وانما جماعية
الغريب في مشكلة البحث عن رئيس للمرحلة الانتقالية في سوريا هو التالي :
من يتعرف على الاقتراحات والأفكار الموجودة قيد التداول ينتابه الشعور التالي , في سوريا يوج سنة وعلويين السنة أكثرية , والعلويون أيضا أكثرية !!!!!, وكل التفكير يدور حول انصاف السنة وطمأنة العلويين , رئيس الجمهورية علوي ورئيس الوزراء سني كما هو الوضع العراقي واللبناني , وما هو حال الآخرين , فالأكراد هم بعد السنة في المركز الثاني قبل العلويين , والأكراد ليسو طائفة وانما قومية , وهذا مايجعل مرتبتهم الحضارية اعلى بكثير من مرتبة أحفاد علي وأحفاد عثمان , واذا تناسينا الأكراد فما هو حال المسيحيين مثلا , وهل هم بذلك التأخر الذي يمنع ذكر اسمهم في التشكيلة الجديدة .
بالرغم من كل ذلك وبالرغم من كون التشكيلة المقترحة ليست بالمثالية , فان هدفي الأول هو رحيل النظام ومحاكمة المسيئين ثم السعي لاستعادة الأموال المنهوبة من قبل رفعت الأسد وماهر الأسد وباسل الأسد ومخلوف وشوكت الى آخر زمرة اللصوص , تعمير البلاد يحتاج الى ٢٠٠ مليار دولار على الأقل , وما تملكه الأسرة الأسدية يقدر بأكثر من ٢٠٠ مليار دولار , ومن يحب وطنه عليه بعدم نهبه , واذا حصل النهب عن غير” قصد” !!!!! فعلى الناهب اعادة الأموال التي نهبها , لذا على الأسود البرهنة عن حبهم للوطن , أليس كذلك يادكتور بشار ؟