هل يمكن نصح من ينقصه بعض الشرف الرفيع بالتوجه الى مدينة جبلة للحج ولزيارة قبر اللواء جامع جامع , اذ يمكن للحاج أخذ بعض الشرف من مقام السيد اللواء ؟, من الصعب القول على أن جامع جامع يستطيع اعطاء الشرف لآخر , فسيادة اللواء لم يملك شيئا منه .
بمناسبة قنصه وقتله تكاثرت الأصوات التي تتشفى منه ,فميشيل معوض ابن الرئيس اللبناني المغتال رينيه معوض استشهد بالعبارة المعروفة ..بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين , متهما القتيل اللواء جامع جامع باغتيال والده , وعائلة الحريري ادعت على ان قاتل رفيق الحريري قتل في دير الزور , انه اللواء جامع جامع , الذي نال العقاب الذي يستحقه , اضافة الى الكبار مثل معوض والحريري توجد مئات العائلات التي نكل بها السيد اللواء بحكم وظيفته كرئيس للمخابرات , وخاصة رئاسة المخابرات الجوية سيئة السمعة , لايمكن لمن يرأس المخابرات الجوية الا أن يكون مجرما من النوع الثقيل , لا مكان للملائكة في أقبية المخابرات الجوية .
يكفي الجيش السوري ذلا أن يكون صاحب المقولة المشهورة .. لايسقط الأسد الا بعد سقوط الله بساعتين , هو اللواء جامع جامع , حضرة اللواء لايعطي للشعب أي قيمة أو صلاحية في تنصيب رئيس أو اسقاط رئيس , فقط بندقية جامع جامع هي التي تقرر ان كان الأسد سيبقى أو سيرحل , على كل حال فان سقوط الأسد , حسب تقديرات جامع جامع هو أصعب من سقوط الله, وهل يمكن للوقاحة أن تكون أعظم ؟
بندقية جامع جامع هي التي تقرر ,وليست ارادة الشعب ! ,لذا فان الضابط ذو الرقم ٣٠ في جيش الأسد لايحترم ارادة الشعب ,متورم ومنتفخ ومتمنفخ ولا يخجل, شأنه شأن بقية الزبانية من الزعران والحطبجية والمنحبكجية والشبيحة والشليحة ورؤسائهم من الأسد حتى الجنرال عصام زهر الدين ,الذي تعهد شخصيا أمام حضور جنازة جامع جامع وقال: وحياة ترابك الغالي سأمحي دير الزور وأزرعها بطاطا , المبشر بزراعة البطاطا على أنقاض دير الزور , هو أيضا جنرال مرموق الى جانب جامع جامع وكلهم تحت امرة الفريق الأول (الماريشال) بشار حافظ الأسد ..المقاوم والممانع ومحرر فلسطين والمنتصر على ١٣٠ دولة من أكبر دول العالم , منتصر عمليا على الكون من من بشر وجن , قدس الله سره !
يمثل الموت بالنسبة للأحياء حالة استثنائية , لذا يبجل المجتمع الميت مهما كان ومن كان , تمنع بعض الأديان كل شيئ عن الميت الا الرحمة, كل هذه الطقوس ترتكز على حقيقة استثنائية الموت , اما اذا أصبحت الحياة هي الاستثناء كما هو الحال في جمهورية الموت السورية , فلا يمكن التقيد بالأعراف المخصصة للحالة الأولى , لذا يسمح الانسان لنفسه بدون اعتذار , أن ينبش قبر المجرم جامع جامع , ويحاسبه ويعاقبه اذا ثبت اجرامه , واجرامه مثبت! , فهل يعتقد ذو عقل على أن ايادي رئيس المخابرات الجوية في سوريا الأسد بيضاء وغير ملطخة بالدماء , من يعتقد ذلك هو ضرير العقل , ومن يظن على أنه يمكن للود الاجتماعي في سوريا أن يعود ويستتب دون محاسبة من أجرم بحق هذا الود فهو خاطئ تماما , يجب التعرف على الحق أولا وعلى الأقل , قضية الحصول على الحق هي أمر آخر.
لم يقصر الزعران وأولهم نارام سرجون (اللواء بهجت سليمان ) بادلاء دلوهم في بئر القاتل جامع جامع , اذ أجلس نارام سرجون القاتل على كرسي الشهداء , والآن جاء دور رجال الدين , الذين لهم في كل عرس قرص , والحسون المغرد لم ينسى واجبات التلفيق في هذه المناسبة وفي كل مناسبة , واقتراحه بخصوص تكريم المجرم جامع جامع كان من العيار الثقيل , المفتي حسون اقترح بناء جامع يحمل اسم جامع جامع , وذلك لتخليده , ولم يقل لنا السيد المفتي شيئا عن مثالب ومناقب الفقيد , الا أنه شعر بحسه المرهف على أن جامع جامع ينتمي الى الحاشية الأسدية , لذلك رفعه الحسون الى مرتبة الصحابة الذين مكانهم بعد الموت الجنة الى جانب الملائكة , حقيقة سوف لن يستغرب جامع جامع وجوده الى جانب الصحابي عمر ابن العاص أو خالد ابن الوليد مثلا , فالزبون الجديد جامع لايختلف كثيرا عن الزبائن القدامى , ومن لايصدق عليه أن يسأل أهل مصر عن الصحابي عمر .
التخليد ليس من نصيب جامع جامع فقط , وانما تم لحد الآن تخليد القائد الخالد وابنه باسل , وجدته نعيسة وأمه أنيسة قبل وفاتها , والتخليد شمل غازي كنعان وغيره , بعض الألسنة الخبيثة قالت على أن جامع جامع قتل على يد الأسد , لأن مخزون المعلومات عند جامع جامع ضخم جدا ,ومخاطر انفلات لسانه كبيرة , خاصة لأنه قيل ثم قيل على أن هؤلاء أي جامع جامع ورستم غزالة وحتى كنعان وشوكت ..الخ , يدبرون مكيدة ضد بشار الأسد ,ومصير مدبر المكيدات معروف, يعرفه آصف شوكت مثلا , من يختزن المعلومات يعرض نفسه للخطر, مخازن المعلومات خطرة كمخازن المتفجرات , اسألوا غازي كنعان عن هذه المخازن ومخاطرها , وقد عرف غازي كنعان الكثير عن مقتل الحريري , ولكي لايقع الأسد في ورطة أكبر كان على غازي كنعان أن يرتاح ويريح ..رحمة الله عليه !