جهادية وأصولية الأسدية

بقلم :ادام توماس

 لايزال المسار  الغير متوقع للثورة السوري  موضوع  تفكير  وتحليل  ,  فسوريا تختلف أصلا عن السعودية وعن مصر  وهي قريبة بعض الشيئ من تونس , والثورة السورية بدأت بارتداء الجلبية الجهادية  بعد أشهر من اندلاعها  , وأصلا فانه صعب على العارف ر بالوضع  الثقافي والاجتماعي السوري  تصور  هذا الكم الهائل من اللحى  ومن حليقين الشوارب  ومرتدين الجلابيات ,  وصعوبة فهم أو تصور ذلك  ليست دليلا على عدم منطقية هذا التطور , لهذا التطور أسباب  وجيهة  قد لانعرفها أونعرف بعضها , والبحث عنها  ضروري  وملح , حيث من الصعب بناء سوريا الجديدة دون  التعرف على سوريا الحالية بشكل مفصل   وصحيح .

يمكن للبحث أن يكون معقد  , ويمكن انتهاج اسلوب بسيط  به , ولنأخذ الأسلوب المبسط  , حيث يمكن القول , انه لكل فعل رد فعل  آخر  على الأرجح مشابه له , ونبدأ من النهاية  , والنهاية اليوم تقول على أن  الصبغة الجهادية   تسيطر على الثورة  ضد  الأسدية ,  فحسب نظرية الفعل ورده يجب  القول  على أن الأسدية  اصلا هي جهادية , لذا أصبح الرد عليها جهادي , ولا علاقة  لجهادية الأسدية   باعتراف الأسدية  بانها جهادية  ولا بالاعلان عن هذه الجهادية , وقد  يكون من يملأ الدنيا صراخا وشتما للأصولية من أكبر الأصوليين  , ومن يشتم الشيوعية من أكبر الشيوعيين   , ومن  يبشر بالوسطية من أكبر المتطرفين . 

المسألة تعود الى الوعي  والى الترسبات في اللاشعور , شعوريا  أي عقليا  لانرى الأسد بالجلابية  وهو حليق الذقن  وشواربه  معتدلة  , ويلعن الأصولية ليلا نهارا   ويشتم مع زبانيته  التطرف الديني    وحصرا التطرف الديني الوهابي,  ثم انه  يؤسس المحاور  بينه  وبين شيعة ايران وشيعة لبنان  وشيعة العراق ,أيضا  انه  علوي بامتياز حتى وان لم يصل  ولم يصوم  وحتى لو شرب الخمرة  وحتى لو  أن نسمة من الهواء سسمحت لنا برؤية”عورة ” زوجته , التي لاتتحجب  كالايرانيات والبنانيات ,  وادراك كل ذلك عقليا وشعوريا  لايعني بالضرورة توازي مضامين هذا الادراك  العقلي الشعوري  مع الادراك  اللاشعوري, شعوريا يدعي  البعض  على أن الأسد مدني  , وما يترسب لا اراديا  في لاشعورنا   يؤكد على   ان الرجل وأسديته أصولي من الدرجة الأولى , ودرجة علويته  وشيعيته  تعادل درجة التطرف الوهابي ,  ولم لم يكن كذلك  لما  تطور أمر الثورة السورية بالشكل الذي تطور به . 

هناك ثورتان في سوريا , الأولى  عاشت  حوالي ستة أشهر  , والثانية عمرها لحد الآن سنتين , الأولى  هي ثورةمن أجل الحرية والديموثراطية وضد الفساد والاستعباد   وضد التوريث  والظلم الاجتماعي  وسطوة الأمن , والثورةة الثانية  هي الثورة   الأصولية الوهابية ضد  الأسدية  الشيعية العلوية ,, وهدف هذه الثورة الأخيرة  ليس استلام السلطة , وانما فقط ازاحة الأسد  وقتله على سنة الله ورسوله , وعندما يتحقق ذلك تعود   الثورة الأولى الى الظهور , والثورة الأولى هي التي  ستستلم البلاد  وهي  التي ستنظم أمور البلاد  في سوريا الجديدة بدون الأسد ونظامه .

قد يعجب البعض  من القول على أن الثورة الأولى هي التي ستستلم البلاد  بعد أن تنهي الثورة الثانية الأسد ونظامه ,  لاحاجة لكثير من التعجب  , انظرو   الى بنية حكومة المنفى  والى أشخاصها  , هل منهم  أحد من القاعدة , هل  سيستلم  الجولاني وزارة الدفاع  وأبو البنات الشيشاني وزارة العدل ؟  وهل  للعرعور  أي وجود  في الحكومة الحكومة المؤقتة ؟ .

لاوجود للعرهور  ولكل دوره يلعبة ويمشي!

لايمكن  تقنيا للثورة السورية الأولى أن تستمر , ذلك لأن  رصاص الأسدية كاف  لأن يقتل مليون متظاهر, رصاص وصواريخ الأسد وبراميله  وقنابله  كافية لقتل  ملاين من الشعب السوري , والأسد لايتورع حتى في قتل ٢٣ مليون سوري  من أجل بقائه سيدا على المزرعة , ولا   أمل في نجاح ثورة سلمية و لذا تطورت الثورة بالشكل الذي تطورت به , اصولية وعلوية الاسد  جذبت الأصولية الوهابية للنزال  في ساحة الوغى ..للتذبيح  والسحل والقتل  وارتكاب المجازر , أسدية أصولية علوية شيعية  من هذا النوع , تحتاج الى أصولية وهابية  من النوع الآخر , انه الفعل ورد الفعل.

انه الادراك المتبادل  بين الأطراف المتصارعة عسكريا ,  حيث يعتقد  كل طرف منهم  على أن وجوده  يفترض الغاء الآخر ,  وان الهيمنة  ضرورية  , وبدون الهيمنة يسيطر الذبح على الهوية , ولكي لايذبحني  أذبحه ,  انه التفكير الدوغكاتيكي  الذي هو أصل كل ديكتاتورية ,  وأساس  كل أصولية  ان كانت دينية أو سياسية أو اقتصادية  الخ .

لاحاجة في الوطن للأصوليات  ,ان كانت  شيعية أو وهابية سنية ,  والوطن سيترتب  بشكل أفضل بكثيرمستقبلا   , هنا يجب التأكيد على أن زوال  الأصولية الوهابية مرتبط بزوال الأصولية الأسدية أولا وزوال  الأصولية الوهابية أولا , لايعني الا بقاء الأصولية   الأسدية ,  سبب هذه المفارقة  هو كون الأصولية الأسدية موجودة في سدة السلطة والحكم , بينما الأصولية الأخرى لاتجلس على كرسي السلطة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *