جدارة السلطة بادارة البلاد !
بقلم: نيسرين عبود
تمسك السلطة بذاتها وخاصة برأسها , يجب ان يكون دليلا على قناعتها بجدلتها في ادارة البلاد , ولما كان ماحدث في السنين الخمسين الأخيرة لايمثل شيئا من “الجدارة”, لذا يجب البحث عن اسباب تمسك السلطة بادارة غيرجديرة بممارستها, وهنا يطرح سؤال ملح نفسه , هل السلطة مهتمة اصلا بادارة البلاد ؟ أو أن اهتمامها محصور بادارتها لمنظومة الفساد والاستبداد والسرقة والنهب , السلطة لاتدير البلاد , وانما تدير مؤسسة الأسد للكسب الغير مشروع , انها تدير كادارة بلجيكا للكونغو , البلاد بقرة حلوب , انها مزرعة لاستثمار الفساد والاستفادة من ريعه .
لو افترضنا على أن السلطة تدير البلاد حقا , أليس من واجب البلاد أن تسأل السلطة عن معالم حسن ادارتها , ولو بدأنا بالحريات , هل تحويل البلاد الى سجن كبير وتغيير صفاتها من الجمهورية السورية الى جمهورية الخوف هو تطور باتجاه خدمة الحريات , وهل وفرت هذه الادارة للمواطن ادنى حد من الحريات المعترف بها عالميا , السلطة لم تخدم قضية الحرية , وانما منظومة للاستعباد , هذا بشكل موجز جدا .
وعن الديموقراطية , هل هناك شيئ من هذا القبيل في سوريا الأسد , وكيف الحال مع ديموقراطية التوريث ومع الجبهة الوطنية ومع تزوير الاستفتاء وعدم وجود انتخابات ثم مع مهزلة مجلس الشعب المصفق الملفق , وفي ديموقراطية الأسد هل يمكن انتقاد الرئيس , وما هو مصير المواطن الذي ينتقد الرئيس ؟, الديموقراطية تستلزم المؤسسات , أين هي المؤسسات , وهل يوجد في البلاد الا مؤسسة ازلام الأسد , أيضا هذا هو وصف مقتضب جدا عن موضوع الديموقراطية .
أما عن الفساد فيمكن كتابة الملاحم , هل توجد دولة أفسد من الدولة السورية في العالم , وكيف الحال مع الفساد ومكافحته عندما لايوجد “قضاء” وهل يمكن لأحد ولو كان من لون تشبيحي الادعاء بوجود قضاء في البلاد ؟ وسورياعرفت في الخمسينات القضاء واستقلاليته ولم تعرف فساد الأسدية , كما أن سوريا تعرف الديموقراطية والانتخابات , واليوم أين أصبحت سوريا تحت القيادة الحكيمة ؟ .
أما عن السرقة والنهب و لاتوجد الا السرقات في ظل الفساد , الا انه من غير المالوف, و حتى في أكثر الدول فسادا ونهبا وسرقات , أن تبلغ ثروة الرئيس أكثر من ٧٠ مليار دولار في حين تبلغ موازنة الدولة العامة ١٦ مليار دولار , ناهيكم عن مسروقات الأحباب والأقرباء والأصحاب , هل حدوث ذلك هو تعبير عن الجدارة في الادارة ؟ .
الافقار , الافقار هو نتيجة حتمية ومنطقية للسرقة والنهب, لقد بلغ دخل الفرد اتلسوري في الخمسينات أكثر من ألف دولار , واايوم أصبح أقل من ألف دولار سنويا , دخل الفرد السوري كان أعلة من دخل الفرد الاسباني أو البرتغلي أو الكوري الجنوبي , واليوم لايعادل دخل الفرد السوري ٥٪ من دخل الاسباني , والمقارنة مع الفرد التركي كارثية , لقد ارتفع دخل الفرد التركي بقيمته الشرائية الى ثلاثة اضعاف في الفترة بين عام ٢٠٠٠ وعام ٢٠١٠ , ,اين هو دخل الفرد السوري عندما يصبح حوالي ٤٠٪ من الشعب السوري بحاجة الى مساعدة غذائية , أي أن ٤٠٪ من الشعب السوري يعاني من الجوع , فضلا عن افراز السلطة السورية وحروبها لما يعادل ٨ مليون بين لاجئ ونازح , الأمم المتحدة تطعم ٢ مليون لاجئ , والأمم المتحدة تساعد في اطعام ٦ مليون نازح , هل هذا هو الرخاء تحت الادارة الأسدية ؟ .
وعن الأمن هل يوجد في العالم انسانا أقل أمنا من الانسان السوري , وأمن المواطن يتناسب عكسا مع الارهاب الذي يتعرض له المواطن , هل يوجد ارهاب فكري كالارهاب السلطوي السوري , , اليس الصياح كل صباح وفي كل مدرسة .. قائدنا الى الأبد حافظ الأسد هو ارهاب بدون شبيه , وهل هناك في العالم سلطة تغتصب الانسان فكريا (ماعدا كوريا الشمالية ) كما تغتصبه السلطة السورية , فعبادة الله خرجت من فئة المسلمات , فكيف يمكن تصنيف عبادة الأسد الالزامية ..مطرح ماتدوس بنصلي ونبوس , وهل تطاول انسان في هذا العالم على ارادة الشعب كما تطاولت الأسدية , فقط لويس الرابع عشر اعتبر نفسه القانون , أما ألاسد فيعتبر نفسه سوريا , وسوريا هي الأسد , ومن يناصبه العداء , انما يناصب سوريا العداء , انه الوطن , ومة اجله يجب الموت , أليس اجراما ارسال أكثر من ٤٠ ألف شاب علوي الى الموت من أجل الأسد .
الارهاب الفكري وبالتالي عدم الشعور بالأمان , هو من أهم أنواع الارهاب , ولكن لاتقتصر ممارسة الارهاب الأسدي على الفكر , هناك ارهاب اقتصادي , البرطيل هو الارهابي رقم واحد , هل يكمن المواطن الحصول على حقوقه دون برطيل , وهل يمكن للمواطن الحصول على اخراج قيد من دائرة النفوس دون برطيل ؟؟ وهل يمكن تفادي ارهاب دائرة التموين دون الدفع , وما حال الجمارك والرسوم , ورسم الجهد الحربي , ثم رسم اعادة الاعمار , بالنهاية يضمحل دخل الانسان بشكل يجبر الوضع الاقتصادي هذا الانسان على ممارسة الارهاب الاقتصادي وتحصيل البراطيل .
اما عن الارهاب المذهبي , لقد هاجر نصف السيحيين الى الخارج في نصف القرن الماضي , لماذا ؟ , لقد بلغ عدد كبار ضباط الجيش ٩٠ ضابطا , منهم ٨٥ علوي , لماذا ؟, ونصف العلويين ينتمي الى العائلة الحاكمة , لماذا ؟ , لماذا الأمن والجمارك في يد علوية , ولماذا لايمكن للمسيحي أن يصبح بشكل عام رئيسا لدائرة في مدينة مسيحية , خذوا مرمريتا أو معلولا أو صافيتا أو مشتى الحلو وغيرهم , وهل يوجد رئيس دائرة كردي في مدينة كردية ؟؟, لماذا تسيطر أقلية مذهبية (١١,٥٪) على مرافق الدولة المهمة ؟؟, لماذا التوريث في جمهورية ؟, انه الارهاب الديني , حيث تهيمن أقلية على أكثرية , والهيمنة هي المرض وهي أساس الحروب , وهل تنتظر الطائفة العلوية تقبل هيمنتها على الغير الى أبد الآبدين؟ , وهل استجابت الطائفة لمنطق الحق وتخلت عن دعمها لمؤسس الارهاب ولمؤسس التمييز العنصري والمذهبي في البلاد ؟ وما هي عواقب ذلك ؟ وهل بقي شاب علوي على قيد الحياة في الساحل ؟ وهل هيمنة سنية معاكسة مقبولة ؟ وكيف يمكن تلافي منظومة الهيمنة بشكل عام؟.
ماذكرته هو غيض من فيض , ولا أجد ضرورة للاستفاضة , فالمعايير المألوفة في العالم لاتسمح ب ٠,٠٠١ مما سمحت السلطة الأسدية لنفسها به , ادارة توحش وفساد , ادارة استبداد خربت البلاد وقتلت العباد و وبالرغم من ذلك تصر على جدارتها بادارة البلاد , وقاحة غير مسبوقة ولا شبيه لها