اذا لم تكن هناك النصرة ولم يكن هناك داعش , غانه من مصلحة الأسد خلق داعش وخلق النصرة , انهم نعمة منحتها السماء للأسد , حيث أنه أصبح للسلطة مجالا للمزايدة , وحيث تم اختزال الاشكالية السورية بالمشكلة مع داعش والنصرة وبالحرب المشروعة والضرورية ضد داعش والنصرة , وهل يوجد ذو عقل يريد داعش والنصرة ؟ , ونسبيا لم يعد هناك مكان للسؤال ,هل يوجد عاقل يريد الأسد ؟؟,فهناك حسب رأي الأسد من هو أسوء منه ..داعش والنصرة!!! , مع العلم أنه لولا الأسد لما كان هناك لداعش والنصرة أي مكان في المجتمع السوري ,ولدوا من رحم الأسدية ومن رحم الفساد والطائفية والعنصرية والديكتاتورية , التي تمارسها الأسدية منذ وجدت قبل حوالي نصف قرن من الزمن .
فوائد داعش والنصرة بالنسبة للأسد عديدة , وجود داعش والنصرة سمح للأسد باقتناص شرعية نسبية محلية ودولية لحرق الأخضر واليابس , الأسد يخوض حربا مقدسة ضد ظلم داعش والنصرة , حيث تعتدي داعش على المكون المسيحي للمجتمع السوري , وحيث تقطع النصرة رأس أبو العلاء المعري وتمارس الظلم الاجتماعي , الأسد يشعر بالارتياح لأن داعش والنصرة حسب رأيه أسوء منه ,يدا بيد مع داعش والنصرة لحرق البلد الذي لايريد الأسد, وعندما لاتكون لداعش أي مصلحة بالاعتداء على مدن وقرى مسيحية , يقوم الأسد بتلفيق الاعتداء وتسجيله على فاتورة داعش والنصرة , وذلك لاشعار ناكري الجميل من المسيحيين بأنه حاميها , لذا عليهم بحمل البدقية الى جانبه , يريد اشعار المسيحيين بأنه يدافع عنهم , لذا عليهم بالدفاع عنه .
اذا كان للأسد الكثير من المكاسب من خلال وجود داعش والنصرة , فان وجود داعش والنصرة يشكل نكبة بالنسبة للائتلاف , لايشرف أي ثوري أن تكون داعش الى جانبه ,واذا كانت الثورة ضرورية للتخلص من الأسدية , فانها أيضا ضرورية للتخلص من داعش والنصرة , حيث انه لايوجد فرق أساسي بين الأسدية وبين داعش والنصرة , ولا توجد للثورة أي مصلحة أو فائدة من الكفاح ضد الأسدية وضد داعش والنصرة في آن واحد , امكانيات الثورة لاتكف لممارسة الحرب ضد الانتهازية السلطوية والانتهازية في صفوف من يرى نفسه في المعارضة.
بعد أن خسر الأسد الكثير من الأوراق الرابحة , تبشر الآن ورقة داعش والنصرة باحراز بعض المكاسب له , التي منها وبدون شك شيئ من التأهيل الأخلاقي , حيث يستطيع الأسد أن يقول , على الأقل للعامة الغير قادرة على التعمق في التحليل , على أنه من أفضل الموجودين , وحيث يمكنه نسبيا أن يبرر القاء براميله وصواريخه وقنابله على البشر بنضاله الضروري ضد داعش والنصرة .
ورقة داعش هشة جدا , ويمكن تصنيفها في مصنف ظروف الكر والفر في الحروب ,ظروف تتغير تارة لمصلحة هذه الجهة وطورا لمصلحة الاجهة الأخرى , الا أن الحقائق التاريخية تبشر بما لايبشر به الأسد , , مبدأ “خلصت” هو للتخدير , ولا يمكن أن تنتهي الواقعة بانتصار داعش والأسد والنصرة على الشعب الذي لايريد داعش ولا يريد النصرة ولا يريد الأسد أيضا