على مشارف جنيف تعددت المواقف والموت واحد…

بقلم:ريما فليحان

بالرغم من أن جينيف 2 لا يحمل معه الحل السحري الذي تأمل به المعارضه الا انه استحقاق سياسي هام لا يجب التهرب منه بالرفض المسبق ولا القبول غير المشروط بطبيعة الحال بواقع المسؤوليه وطبيعة العمل السياسي والذي يجب ان يكون جاهزا لأي استحقاق تفرضه التطورات اليوميه في سوريا والعالم..

ان نجاح الحل السياسي مرهون فعليا بقبول النظام لفكرة نقل السلطة ورفع الروس للحصانه عن بشار الاسد وبقائه في السلطه  وهي الفكره التي تم اقرارها في جينيف 1 وفق التفسير الامريكي للاتفاق ، يرافق الحديث عن جينيف 2 سلوك تصعيدي يمارسه النظام على الارض والمتمثل بارتكاب عددا من المجازر وتشديد الحصار الغذائي على المدن والمناطق المناوئة بحيث يبدو الحديث حول الحل السياسي تحليقا وتعامي عما يحدث على الارض..

 بالاضافة لتحدي امتداد الخلايا المتطرفه لداعش ومثيلاتها وما تشكله من خطر اضافي يهدد فعليا فرص انقاذ سوريا ويهدد الثورة بكياناتها المدينه والعسكريه الحره ورؤاها الفكريه التي أطلقها الشعب السوري في صيحاته الاولى المتمثله في الكرامه والحريه والمدنيه ..

وطبعا تشكل مواقف الدول المؤثره في المسأله السوريه والتي تقوم بتصفية حساباتها على الارض السوريه عاملا اضافيا اخرا قد يكون سببا في افشال أو انجاح الحل السياسي.

ولا بد من التطرق الى عدد من امراء الحروب من الجانبين و الذين لا يريدون لهذه المعاناة ان تنتهي ولا يريدون لأي حل سياسي أن ينجح ويلجؤون عادة الى اساليب تتمثل في اسقاط استباقي لاي كيانات سياسية قد تشارك في مفاوضات الحل مستخدمين اسلوب الشائعات والابواق الاعلاميه فقط لحماية مصالحهم ومكاسبهم ،

لا أظن أن النظام راغب فعليا في انجاز أي حل سياسي يؤدي الى نقل السلطة وانتهاء المشهد الأسدي من سدة الحكم وهو يعول الكثير على رفض المعارضة للذهاب الى المفاوضات لتكون الذريعه المخلصه أو الذهاب الى جينيف بوجود المعارضة الاخفض سقفا والتي قد تخلق مناخا أكثر راحة للنظام ليخرج من جينيف 2 بمكاسب اضافية تضاف فعليا الى ماحققه من انجاز سياسي في خرق الموقف الدولي وتغيير المزاج العالمي اتجاه الثورة السورية مستفيدا من تنامي القوى المتطرفه على الارض وانخفاض الصوت المدني في حراك الشارع ومن فشل المعارضه في الخروج بخطاب اعلامي ناضج يخاطب فيه الرأي العام العالمي والخائفين في الداخل..

على المعارضة السوريه اليوم انجاز تواصل أكبر مع الناس على الارض والقوى الثورية من اجل استيضاح المواقف ومن اجل وضع شروط تستبق الذهاب الى المفاوضات كاطلاق المعتقلين وفك الحصار الغذائي عن المدن والمناطق المحاصره ووجود ضمانات دوليه وعربيه لنقطة التفاوض ودعم موقف المعارضه في المفاوضات وعلى الائتلاف انجاز رؤيته الناضجه للمرحلة الانتقاليه واجندته السياسية لمراحل الحل السياسي ونقل السلطه وعدم الاكتفاء بدور المتلقي للمبادرات الدولية في طرح آفاق الحل وهذا لايرتبط بجينيف 2 او 100 هو يرتبط بالضرورة الوطنيه وواقع الحال والاستعداد لمثل هذا الاستحقاق ..

ويواجه الشعب السوري في الداخل المحاصر وفي دول الملاجئ التحدي الاكبر تحدي البقاء على قيد الحياة في وجه الجوع والبرد القادم مع عواصف الشتاء..

ان كل يوم اضافي لمعاناة السوريين سيحمل معه الموت والالم قتلا او بردا او جوعا  ..

و حتى غرقا ، في ظل اعلان المجتمع الدولي عجزه الكامل عن القيام بدوره الانساني اتجاه الحاله السوريه واستمرار الحصار الكارثي والذي يفرضه النظام على الاحياء المناوئة له

ويبقى الالم والموت خبز السوريين الاسود خبزهم  الذي يجب ان تفكر به المعارضه السوريه حين تبحث خياراتها اتجاه ايجاد حل منصف للشعب السوري المكلوم اليوم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *