لارحيل للأسد الا بعد حرق البلد !

بقلم: آدام توماس 

لايوجد مايمنع  سقوط الصواريخ على مراكز كتائب الأسد  وغيرهم من المرافق العسكرية  الا رحيل الأسد , والأسد سوف لن يرحل ولا يستطيع أن يرحل , وسيبقى حتى الرمق الأخير وامكانياته على أن يقتل ستصبح بعد الضربة العسكرية  ضئيلة , لربما سيصبح قتيلا  أو سجينا  أو هاربا  عند حزب الله .. لا أحد يعرف بالتفصيل  ماذا سيحدث  بشكل مؤكد . 

هناك  البعض  من الممتهنين لالقاء  المواعظ  في مناسبات  معينة ,ومنهم  رأس الفاتيكان  , الذي يصلي الآن بدون انقطاع  لردع  الضربة الأمريكية ,  مبررا صلواته  بالرغبة في عدم اراقة الدماء  , والبابا معه حق  وعليه أن يصلي  بدون انقطاع  لكي لاتراق الدماء . 

والسؤال البسيط هو التالي  :هل اراقة الدماء جديدة ؟ ام أنها مستمرة منذ أكثر من سنتين  ونصف  بشكل غزير , ومنذ أكثر من أربعين عاما بشكل أقل غزارة , واذا  كان سيلان الدماء قديم قدم تسلط آل الأسد  , فلماذا  لم يبدأ قداسته بالصلاة  قبل ثلاثة سنوات  أو حتى قبل  أربعين عاما , والسؤال الآخر  هو  التالي : الا يفرق قداسته  بين قاتل وآخر ؟  فعندما دخل حزب الله  الى القصير  وادعى مفتخرا على أنه قتل الألوف  لم  يصل قداسته  , ولم يصل  عندما  تم قتل أكثر من ١٢٠٠٠٠ انسان سوري  , ثم انه لم يصل  عندما اختفى  أو قتل ٤٠٠٠٠ سوري  ولم يصل عندما  تحول أكثر من مليوني سوري الى لاجئين  , وستة ملايين الى نازحين  وتسعة ملايين الى شحادين  وعندما اغتال النظام حرية ٢٠٠٠٠٠ سوري عن طريق سجنهم وتعذيبهم حتى الموت . 

بدون أي شك سيقود القصف الأمريكي الى  مقتل العديد من الأبرياء , وهذا الأمر بحد ذاته كارثة  , الا أنه توجد كارثة أكبر  , فما رأي قداسة البابا  باستمرار   الوضع في سوريا على حاله  , وهل قتل السوري   ببراميل  المتفجرات حلال  وقتل السوري  بالصاروخ حرام , القتل حرام كيفما كان  والقاتل قاتل مهما كان ومن كان .

 يسأل الانسان نفسه  , كيف وصلنا الى حالة  أصبحت  بها  كل ممارسة خطأ , فاستمرار الوضع خطأ والقاء الصواريخ على ألأسد خطأ  والصمت خطأ والكلام خطأ  وتحرير البلاد  من على الدبابة الأمريكية خطأ  وترك البلاد  مزرعة أسدية خطأ , وما هو الصحيح ياترى ؟

الصحيح  كان في ممارسة الوقاية  , الصحيح كان  برفض الأسدية  عام ١٩٦٣ وخاصة بعد عام ١٩٧٠  , وقد كان رفضها ممكنا  وبتكاليف  متدنية جدا  , الا أن الشعب  السوري  لم يمارس واجبه في الدفاع عن الحرية  والخارج  لم يمارس واجبه الانساني  , لقد قبل الخارج  بالأسد  وتقبله لقاء  الهدوء على  جبهة الجولان  ولقاء مكتسبات أخرى كالمشاركة  في الحرب ضد العراق , أو  الدخول الى لبنان  ثم الخروج من لبنان  حسب الايعاز , لقد أخطأ الجميع  , أما الفاتورة فسيدفعها الشعب السوري وحيدا .

لاجدوى من الحديث عن الماضي , على الشعب السوري  الآن  أن يكن موضوعيا  وعقلانيا  , فلا نهاية  لعملية تدمير البلاد  من قبل الأسد  الا بازاحة الأسد  ونظامه  , ونهاية المطاف سوف لن  تكون بازاحة الأسد فقط , وانما  يجب ازاحة  الأصولية الدينية التي سبب الأسد  مجيئها  , والعراك معها سوف لن  يكون سهلا . 

 الجدير بالاستقلال  هو الذي يستطيع تدبير أموره  بدون تدخل خارجي  ,وضرورة التدخل الخارجي هو برهان  على عدم الجدارة , ولا عيب بالاعتراف بذلك …دعوا الامريكان  ينظمون  أمورنا  بعد أن فشلنا  فشلا ذريعا في تنظيمها ..يا للعار !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *