دبكة الكيماوي على مواويل علي الديك!

 بقلم:الياس متري

من بين قتلى الحرب العالمية الأولى كان هناك مليون  قتيل تسمما بالغازات , ولما كان  الغاز لايميز بين العدو والصديق  , لذا صدر  عام ١٩٢٥  مايسمى بروتوكول جينيف الذي يحرم استخدام الغازات  في الحروب , وسوريا لم  توقع على هذه البروتوكولات    , الا أن عدم التوقيع لايعني عدم  العقوبة  في حال استخدام هذه الأشلحة الكيماوية (الغاز). 

لايوجد من يشكك في واقعة  التسمم بالغازفي الغوطة  التي تنعم منذ  عدة  ساعات  بهدوء لا   أعرف تفاصيلا  عنه , الا   أن هذه  الهدنة التي  أتت  في  أعقاب  انفلات  دام    أسابيع  للوحش  السوري  الذي  قصف  ودمر  وقتل  ولايوجد من يشك بعدد الضحايا  الذي يقدر بحوالي  ١٤٢٢ قتيل منهم حوالي٥٠٠  طفل ,  الا أن النظام السوري  ينفي  مسؤوليته عن  الفاجعة , والمعارضة كذلك وكل منهم يتهم الآخر  بالفعلة   الممنوعة . 

اذا جاز اعتبار نظام الأسد لايزال مسؤولا عن البلاد , لذا فان هذا النظام مسؤول عن المجزرة الكيماوية , سيان ان كان هو بالذات مرتكبها , أو أن غيره ارتكبها , لأن الأمن هو مسؤولية السلطة الحاكمة  , الا أنه لايجوز اعتبار نظام الأسد  مسؤولا عن البلاد  ,ذلك  لأن البلاد  تعريفا تتواجد في حالة حرب اهلية  , سيان ان اعترف فلان من البشر بوجود هذه الحرب أو لم يعترف , فالصليب الأحمر الدولي  هو  المسؤول  قانونيا ( مؤتمر جينيف)  عن اصدار هذا التعريف , الذي  يتضمن  عواقب  للنظام الذي   أصبح حكمه في خبر كان ,  حالة الحرب الأهلية تساوي  قانونيا بين الأطراف المتحاربة  , فالأسد أصبح تعريفا  قائدا لمجموعات مسلحة  والبغدادي  أيضا قائدا لمجموعات مسلحة,  ولا فرق في مقام الأول عن الثاني , المسؤولية عن البلاد  ليست بيد السلطة وليست بيد المعارضة , البلاد أصبحت سياسيا مشاع !!

النظام السوري يتصرف بدون الشعور بأي مسؤولية  , هناك العديد من  الحلات التي برهن النظام  من خلالها عن عدم شعوره بالمسؤولية , هناك على سبيل المثال   أكثر من ستة ملايين لاجئ في الأردن وفي لبنان  وتركيا  , ولم نر  لحد الآن أي مبادرة من النظام  توحي بمسؤوليته عن هؤلاء المواطنين السوريين ..لاطعام ولا دواء ولا خيمة وحتى لازيارة, ,أما المعارضة فتقوم ببعض الأشياء  البسيطة وما تبقى هو من مسؤولية الأمريكان والألمان  وباقي الدول الغربية  , وحتى من نزح في البلاد داخليا  لايشعر بأن هناك نظام (حوالي ٥ مليون  ارغموا على ترك بيوتهم ) مسؤول بشكل ما عنهم  , المسؤول  هنا هو الصديق أو الاقارب  أو الجيران   أو منظمات انسانية يعرقل النظام عملها حيث يستطيع , وحتى عن الموفدين في الخارج فقد قطع النظام الامداد بالمال  , في حين  هناك مال  لصواريخ  S300 وهناك مال  لشراء الذخيرة والمواد الكيماوية  السامة , الحكومة الألمانية  على سبيل المثال  تدفع الآن تكاليف الموفدين للخارج , وماذا سيكون شعور هؤلاء تجاه سلطة تركتهم للاستجداء حيث تدفع الحكومة الأمانية لهم سنويا  ٧٠ مليون يورو.

 ولو تركنا الماديات على حدى  , فالنظام لايمارس  حتى ادبيا مايدل على أنه مسؤول  ,  أواخر الشهر الماضي قتل في ليلة واحدة  أكثر من ألف  انسان  , ومن بينهم حوالي ٥٠٠ طفل , ولم تر السلطة مثلا ضرورة اعلان الحداد العام  , السلطة وزبانيتها  احتفلوا  بالنصر على الأطفال وزعوا الحلويات ورقصوا الدبكة  على مواويل  علي الديك  , وذلك بالرغم من ادعائهم على أن المعارضة المسلحة  هي التي قتلتهم ..واذا كان  ذلك حقيقة  فلماذا الاحتفالات  , واذا كانت سيطرة السلطة على مكان الفعلة الشنيعة  , كما ادعى السيد الرئيس , فأين هي الاسعافات  وأين الأدوية  وأين الأطباء  وأين سيارات الاسعاف ,  الحقيقة  هي ان السلطة قتلتهم  واحتفلت بقتلهم ….

دبكة الكيماوي على مواويل علي الديك!” comments for

  1. قصة القذافي والأسلحة , ثم صدام والأسلحة والآن بشار والأسلحة الكيماوية على درجة كبيرة من التشابه كلهم اشتروا هذه الاسلحة من أجل فلسطين وكلهم استخدموا هذه الاسلحة ضد شعوبهم ولم يحرر أحد منهم مترا واحدا من ارض فلسطين وكلهم قتلوا من ابناء اوطانهم مئات الالوف وكلهم ثوارو ثوار آخر زمان , كلهم يعتبرون انفسهم ضحية النؤامرة وكل منهم حكم اكثر من ثلاثين عاما , وكلهم جهزوا ابنهم البكر للوراثة , واثنين منهم ماتوا شنقا وقتلا والثالث ينتظر . الا يخاف بشار الاسد عندما يفكر بقصة القذافي او قصة صدام

  2. بعد ان انتزعت امريكا السلاح من يد الأسد يقول اتباعه على انه انتصر على امريكا ..الجنون فنون

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *