بقلم:تيسير عمار

لوحة” المندسة السورية ” للفنان النشكيلي السوري يوسف عبدلكي , السجين في أقبية المخابرات , السبب: له رأي !
هناك أنواع متعددة من الزبانية , منعهم الغبي ومنهم الذكي , ومنهم فئة خاصة جدا تمارس الادانة الذاتية من حيث لاتدري ,والسيد أبي حسن هو من الفئة التي تصل في العديد من الحلات الى عكس هدفها , وقد كتب المدعو أبي حسن في الفيس بوك بعض الخواطر , وقد اراد , كعادته, كيل المديح للأسد الأب والانتقاص من معارضيه , اورد بالتالي ماسجله الكتبجي الأسدي :
“سجن الرئيس حافظ الأسد من رفاقه الأستاذ مروان حبش 23 عاماً, وخرج الأستاذ حبش من المعتقل ولم يحمل ذرة حقد.. عندما سألته ذات مرة في خريف 2009 -عبر الهاتف- عن السبب, ضحك ضحكة خجلى تضجّ أدباً, وقال: “السياسة لا تُبنى على الأحقاد”.
كما سجن الرئيس حافظ الأسد رفيقه الأستاذ عادل نعيسة 24 عاماً, وخرج الأستاذ نعيسة من المعتقل ولم يحمل ضغائن وأحقاداً.
كما سجنت ثورة 8 آذار (أقول عنها ثورة, ليس فقط لأنها أعادت الاعتبار إلى أكثرية الفقراء السوريين وفتحت أمامهم الآفاق, بل كذلك نكاية بمن يطلقون عليها انقلاباً عسكرياً لغاية خبيثة في نفوسهم) المناضل مصطفى فلاح 29 عاماً وهو ابن الثورة! وخرج من المعتقل وعائلته كانت شبه مشتتة وعانى الأمرين, لكنّه لم يعرف معنى الحقد!
وسجنت ثورة آذار المناضل محمود فياض نحو 28 عاماً, وخرج من المعتقل, وهو لا يعرف الحقد!
أمثال من ذكرت فاقوا نلسون مانديلا في النبل وفي تعليم الوطنية ومعنى الانتماء للوطن..
أضيف هنا: إن الاستاذ مروان كتب في السنوات الأخيرة الكثير من وعن تاريخ تلك المرحلة (الشباطية, قبلها وما بعدها) وكان ينشر معظمه في “كلنا شركاء”. وبحسب معرفتي أنّ أحداً لم يتعرض له جرّاء كتاباته الصريحة والجريئة التي كان يتناول فيها رفيقهم اللواء حافظ الأسد, ويقيني أن السبب في ذلك أنه كتب ما كتبه دونما شخصنة للمواضيع التي تناولها.
قبالة من ذكرت, يحضر في الذهن, عميل المخابرات الأمريكية, رياض الترك وربيبه شخص الأحقاد ياسين الحاج صالح, فالمعروف أن العميل الترك سُجن في عهد الأسد الأب لمؤازرته الأخوان المسلمين في إجرامهم في سبعينات وثمانينات القرن الماضي, ولتعامله مع نظام صدام حسين الداعم للأخوان المسلمين (الترك ذاته قال لي أن كان يتلقى مساعدات من القيادة القومية لحزب البعث, ويقصد صدام حسين), بمعنى أن حافظ الأسد لم يسجنه ظلماً أو دونما سبب وجيه, وبالرغم من الجرائم التي اقترفها الترك -وهي جرائم موصوفة وليست حرية تعبير عن الرأي كما كانوا يكذبون علينا- كانت مدة سجنه أقل من مدة سجن أي من رفاق حافظ الأسد النبلاء السابق ذكرهم(سُجن 17 عاماً, أي سُجن الأستاذ مروان زيادة عنه ست سنوات), في حين لو أرادوا تطبيق القوانين التي كانت معمولة في سوريا, لكان يستحق الترك الاعدام (ونحن ضد هذا).
أتذكر هنا, تصريح الترك للجزيرة (الأرجح كان في عام 2001م),عندما قال في اتصال هاتفي معها من دمشق, وكان معدّ البرنامج هو الأخونجي أحمد منصور: “الان مات الديكتاتور”, وكان يقصد بالديكتاتور الرئبس حافظ الأسد (كأن الترك ديمقرطي!), سُجن على أثرها عاماً.. سيروي لي الدكتور طيب تيزيني ذات يوم من عام 2005 أنّه التقى برياض الترك, ودار حديث بينهم, من جملته أنه قال للترك: “كان من غير اللائق أن تقول عن رئيس رحل بمعزل عن رأيك به إنّه ديكتاتور” وربما كان يقصد د. تيزيني أن فضائية الجزيرة ليست المكان المناسب لهكذا كلام, او أشياء أُخر أجهلها, وربما كان د. تيزيني يعتبرها خروجاً عن الآداب السياسية وهو المعروف بمدى تسامحه ومرونته.. فيجيبه الترك: “بس هدول 17 سنة يا دكتور؟”, واضح من الجواب أن أحقاد رياض الترك ساهمت في جنونه على صعيد حزبه (يمكن القول عنه: الحزب الإرهابي) وعدم اتزان خطابه السياسي المبني على شخصنة القضايا.
الأمر ذاته ينطبق على المليشبا المسماة حزب العمل الشيوعي, إذ عندما كانت رابطة ينطوي تحت جناحيها الكثير من المعقدين والفاشلين اجتماعياً والنازيين والفاشيست والمراهقين السوريين والمنحلين اخلاقياً والمنحرفين سلوكياً.. الخ, خوّل البلطجي والطبيب أكرم البني -كان أحد رموز الفاشيست في الرابطة- ضرب أحد رفاقه (بعد “محاكمته محاكمة عادلة” طبعاً- اسم الرفيق المضروب هو زهير سعود) ضرباً مبرحاً, ثم رمى به وهو يكاد يفارق الحياة في إحدى مناطق الغوطة الشرقية.. كانت تهمة رفيق أكرم أنّه جاسوس عليهم.. كتب الله الحياة لزهير سعود, فقد وجده أناس من أهل الغوطة فأسعفوه إلى إحدى المستشفيات.. يُقال إنّ اعتقال أكرم البني تمّ على خلفية إقدامه تنصيب نفسه مكان أجهزة الدولة, ومع ذلك لا يشعر أكرم البني بالخجل من زوجته أو ابنته بيسان عندما ينظّر للديمقراطية في صحف آل سعود! ربما له قدوة (؟!) بياسين الحاج صالح..
تنويه: آخر مرة التقيتُ بالدكتور طيب تيزيني كانت عام 2008, وكنت وما زلتُ أكن له عميق الاحترام والمحبة, وإن كنتُ أجهل موقفه وموقعه الآن.. وسيان كان موقفه وموقعه, ستظل مكانته محفوظة في وجداني.
أُبي حسن
الفيسبوك”
قرأت بتمعن ماكتبه أبي حسن , ولا أعرف حقيقة السبب الذي دفع مروان حبش وعادل نعيسة ومحمود فياض ومصطفى فلاح لعدم الحقد على الجزار حافظ الأسد , وسأقلع عين من يسجنني زورا وبهتانا أكثر من عشرين عاما ,اضافة الى ذلك سأتحول الى حامل للسلاح , وسأطلق مئة رصاصة في رأس السجان , هذا عن مجالات الانتقام الأخرى , التي لايمكن تصورها , ومن ضربني على خدي الأيسر سأصفعه على خده الأيمن والأيسر , وفرضيات أبي حسن على أن مروان حبش وعادل نعيسة ومحمود فياض ومصطفى فلاح لايحقدون على حافظ الأسد هي فرضيات “حلمية ” انه يحلم ,ومن يقرأ ماكتب هؤلاء يتعرف على بشر من لحم ودم مثلك يا أبي حسن , فأنت حاقد على كل ماهو غير علوي , مع ان هؤلاء لم يسجنوك ثلاثين عاما أي نصف عمرك , أطال الله منه, تقريبا ,وكيف لك أن تمارس الثرثرة بأأسم هؤلاء , لقد خرج هؤلاء من سجن الأسد في حالة من الاعياء العام نفسيا وجسديا , وبدلا من تقريع السجان المجرم , تحاول تصوير هؤلاء وكأنهم اعترفوا بأحقية سجنهم , وليس لهم الا الاعتذار من الأسد .. لقد اقفترفوا جرما ما ونالوا العقوبة الحقة , وعفى الله عما مضى !!.
اضافة الى ذلك فالأمر لاعلاقة له حقيقة “بالحقد “, واستخدام أبي حسن لهذه المفردة هو دلالة على المستوى المنحط الذي يفكر به هذا الطائفي , الأمر ليس الحقد , وانما رفض اغتيال الحريات ,ومحاسبة من يعتدي على الحريات , وليس عندي أي شك , في أن هؤلاء الثلاثة اذين أمضوا في سجون الأسد قرابة ثلاثين عاما لكل منهم , تمنوا للأسد كل ثانية وكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم أن يجلس في الماخور تسعين سنة بين الجرابيع والقاذورات والبول والبراز والبرد والمرض , أتظن يا أبي حسن على أن سجن الأسد مركز نقاهة ؟ , اليوم يوجد في مواخير الأسد الابن 200000 سجين , والأخبار تقول على أنه سيتم قتلهم جميعا , كما حدث لأول دفعة من 5000 سجين , وبعد اكمال مهمة التقتيل , سيقوول الأسد في جينيف على أن سجونه فارغة …طبعا فارغة !!.
ثم هناك نقطة أخرى , كيف يتمكن رئيس جمهورية من سجن البشر , فرئيس جمهورية لايتمكن من ذلك , لأن الجمهورية كنظام سياسي تعرف استقلالية القضاء , وبشكل طبيعي لاعلاقة لرئيس الجمهورية بالأحكام القضائية , اما واننا في مزرعة الأسد فلا وجود للقضاء , الأسد يسجن والأسد يمنح والأسد يسامح , والويل ثم الويل لمن يغضب منه الأسد .المكان الذي تتم به هذه الممارسات لايستحق تسميته بالجمهورية , وانما في أفضل الحالات مزرعة , والرئيس الذي يمارس ماتم ذكره لايستحق تسميته رئيسا للجمهورية , انه في أفضل الأحوال رئيسا لعصابة .
يقول أبي حسن على أن رياض الترك “الحاقد” سجن أيضا لمساعدته الاخوان المسلمين , وكذلك حال ربيبته ياسين الحاج صالح , هنا يكذب الصحفي أبي حسن (صحفي بالاستقباش) , فسجن رياض الترك كان لمعارضته خالد بكداش في الانضمام الى الجبهة الوطنية , وبعد ذلك بسبب ربيع دمشف واعلان بيروت , ولا علاقة لذلك بالاخوان المسلمين , لأن معارضة رياض الترك وياسين الحاج صالح للاخوان هي معارضة مبدئية , ولا يمكن أن يتفق الاخونجي مع الشيوعي على شيئ, ورياض الترك شيوعي وكذلك ياسين الحاج صالح أيضا , ولم يكن الأسد هو أول من زج الترك في السجن , فقد كان لعبد الناصر حصته من حرية رياض الترك . لقد وصف الترك حافظ الأسد بالديكتاتور , عندما قال , لقد مات الديكتاتور , وبسبب ذلك تم سجنه عاما كاملا , وأبي حسن وجد ذلك بمنتهى الطبيعية , أحب الآن طرح السؤال التالي على ابي حسن : هل كان حافظ الأسد ديكتاتور ؟ .
يمكن للانسان أن يفتتن بنوع من البدائية الوقحة عند السيد ابي حسن . يتكلم بمنطق بياع بسطة في سوق الحرمية , ويبرر اطلاقه اسم ثورة على الثامن من آذار , الذي لايعتبره انقلابا بل ثورة , وتبريره كان موضوه الاثراء الذي أصاب الطبقة الفقيرة بعد الثامن من آذار , ولا أعرف على أي معايير احصائية يعتمد ابي حسن , هل هو معدل دخل الفرد السوري سنويا..أو غير ذلك من المعايير , على أي حال لايوجد أي اثبات لذلك , بل بالعكس تجمعت ثروة الوطن بنسبة 95% بيد 3% من السوريين , وقضي على الفقير وعلى الطبقة الوسطى والطبقة البورجوازية تماما , وحل محل الجميع رامي مخلوف ورفعت الأسد وباسل الأـسد وبشار الأسد (72 مليار دولار) , وغيرهم من الحاشية , فأبي حسن يحلم ويكذب دون خجل .
اما السبب الثاني لتسمينته الثامن من آذار على أنه ثورة , فقد كان”النكاية ” , حولها الى “ثورة” نكاية بالخبثاء , وهل تكفي “النكاية” لتحويل انقلاب عسكري الى ثورة ؟ لله درك يا أبي حسن , ألم أقل على أنك بياع بسطة في سوق الحرمية ؟