هؤلاء ليسوا من أكلة لحوم البشر !

بقلم: نبيهة حنا

لا أوافق  على  الصاق تهمة “اكلة لحوم البشر”  بالعديد من  السوريين  ,ان كانوا من المؤيدين أو المعارضين ,  ذلك لأن التوحش الذي يقود الى التهام لحم البشر  هو  ظاهرة  قد تكون قسرية  وعابرة   , والأمثلة على ذلك  عديدة ,  ولنأخذ  مثلا موقعا مؤيدا هو الحقيقة  الذي يملكه الصحفي  نزار نيوف , فقد توحش المذكور  عندما صفق  لمقتل المئات  من السوريين في ريف دمشق  , وفي  رهموجة التقتيل  افتخر   المدعو نيوف  بعدد  “الفطايص” المرنفع من الذين  “فرمتهم”  كتائب الأسد حيث بلغ العدد 600 فطيصة ,  استعمال  مفردة “فطيصة” ومفردة “الفرم ” هو عبارة عن حيونة اللغة , ولا يقوم بهذه الحيونة  أو الحيوانية  الا المتوحش  , والذي  يستطيع التهام  لحم البشر .  وما ينطبق على نيوف  ينطبق تماما على موقع فينكس  وكاتبه نضال نعيسة , الذي تمادى  جدا في احتقار الانسان  واستعمل مفردات  توحي بأنه أيضا من أكلة لحوم البشر .

الآن نراقب غزوة ساحلية  ,  ومنطقة الساحل تعرف أحداثا  مؤلمة جدا  قام بها بالتناوب  ..الشبيحة تارة   وجماعة علي الكيالي (اسكندرون)طورا  , حيث  ابيدت قرية البيضاءعدة  مرات من قبل الشبيحة وقوات السلطة  , و مسك الختام  كان من صنع علي الكيالي , وقد قام الكيالي  بقتل وذبح  أكثر من 300  مواطن من البيضاء في ليلة ليلاء , مؤيدوا السلطة وبعضهم من ضحايا غزوة الساحل   وصفوا  جولة الكيالي في البيضاء على أنها جولة “تأديبية” , وبعد  ذاك اليوم التأديبي  سيلتزم من بقي من أهالي البيضاء بيت الطاعة , وأصلا لم يبق  في البيضاء مايستحق الذكر من البشر , موجات التأديب  أحرقت الأخضر واليابس  , ولم يبق في البيضاء حجرا على حجر .

أمر    بانياس  مشابه  حيث “تأدب” أهل بانياس على يد الشبيحة , وهذا التأديب  كلف   المئات من القتلى ..وبنظر نعيسة ونيوف , سارت الأمور  على أحسن مايرام  .فطايص وفرم وتأديب  …ولم يجد  الكتبجية نيوف ونعيسة  الا الفخر بمناسبة الفرم,  تبرجوا  وتبختوا  بمقدرات  البطل الكيالي  ومباركات  الشيخ غزال لاعمال الكيالي  , وقد غابت عن نباهتم وصية مسيحية  تقول , من أخذ بالسيف , بالسيف يؤخذ , ولم يقل هؤلاء  للكيالي وللشبيحة   ردوا سيوفكم الى غمدها  ..فمن أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ , ولا يمكن تحميل هؤلاء  مسؤولية عدم تمسكهم بأقوال المسيح , لأن  انتمائهم الديني  هو العلوي وليس المسيحي .

تطورت الأحداث  وجاء الموت الى الساحل  بعد أن تجاوزنشاطه في الداخل كل تصور  ..مئات الألوف من الفطايص  الذين فرمتهم  دبابات كتائب الأسد والشبيحة  واللجان الشعبية  , ولم  يعكر كل ذلك  من صفو الأفراح والليالي الملاح  عند من ذكر من كتبجية السلطة , والآن يبدوا وكأن  هناك تعكر في  صفووأفراح الكتبجية  , لقد قتل الارهاب   أقربائهم وأصدقائهم , وبالأخص  أفراد من المذهب العلوي , استيقظت  انسانيتهم  كالمارد  الذي انفلت من القمقم ,  شجبوا قتل العلوي وانجزوا قوائم القتلى  والسبايا  واستنكروا  كل هذا التوحش , وكوني مستنكرة مزمنة لكل توحش فاني أشاركهم الحزن على القتلى , ولا أستطيع زيادة حرف واحد على ماصدر منهم من استنكار  وشجب , وابارك فيهم تلك النزعة الانسانية  , التي لم أكن أتوقعها منهم بعد  أن  بلغ التقزز من كتاباتهم بخصوص الفرم والفطايس  حد الاقياء , بارك الله بك يانيوف ويا نعيسة على هذه الالتفاتة الانسانية , هكذا يجب أن يكون موقف كل سوري .

عبارة “هكذا يجب أمن يكون كل سوري ”  أوقعتني  في  مطب كبير  ,  اذ سألت نفسي , أين كانت “سورية” هؤلاء   عندما   تشفوا   بالفطايص   وابتهجوا بالفرم ؟؟؟؟ وبعد التفكير  تبين لي  للأسف  على ان انتماء هؤلاء هو أولا علوي ولربما في الدرجة العاشرة سوري , وان الانسانية التي استيقظت ليست الا انسانية ناقصة, وبالتالي فان المواطنية ناقصة , ونتيجة لذلك فالدولة  ناقصة …أقول ذلك وفي قلبي حسرة  لاتوصف  ,يبدو وكأن الفئوية والطائفية على درجة التطور , الذي استطاع اغتيال  الحد الأدنى من النزعة الانسانية والأخلاقية عند الكثير من المواطنين السوريين , وماذاينتظر الفئوي المتعصب من غيره , الا الفئوية والتعصب , وماذا ينتظر القاتل من غيره الا القتل , والقتل لايميز بين  البريئ والجاني , وليس كل من لاقى حتفه في قرى الحفة  هم من  عيار نيوف ونعيسة الاجرامي  , خاصة الأطفال , أبكي على كل طفل  بمرارة .

لقد  كانت بداية تأسيس وتكوين الدولة السورية في الخمسينات مشجعة جدا , لقد كانت هناك نواقص , ولا توجد دولة بدون نواقص , اليوم وبعد نصف قرن من  التربية الأسدية  تبخرت  معالم الدولة في الكيان السوري  , الذي انزلق الى  حالة متدنية انحطاطية    لاتستقيم  مع أي من معالم الدولة  ..لايوجد شعب   في سوريا  , وانما  هناك  العلوي والسني والمسيحي ..الخ, اضافة الى تدميرهم لكيان الدولة ,انهم يقتتلولن  ويدمرون  مابقي من حجر فوق حجر , يقال على أن حافظ الأسد  يحكم من القبر , وياليته نهض  ليلقي نظرة  على  ما اقترفت يداه, انها سوريا الأسد , ويا للعار

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *