خطة الهزيمة الناجحة مئة بالمئة

بقلم :بهلول

كتب علي مخلوف في موقع فينكس المؤيد  نقلا عن مصدر موثوق في القوى الجوية  مايلي :”أبلغني مصدر خاص في قيادة القوى الجوية عن بعض تفاصيل ما جرى في مطار منغ العسكري
حيث كشف المصدر أن الخطة العسكرية تم تنفيذها بنجاح بنسبة مئة في المئة ، موضحاً ان الخطة كانت تقتضي الإيعاز لعناصر المطار بالحفاظ عليه كثكنة عسكرية ذات اهمية معنوية وإيهام المسلحين بأنه يحوي المثير من الأسلحة والطائرات والأسرار بمعنى آخر تحويل المطار إلى غنيمة مغرية للمسلحين، وعلى هذا الاساس تمت مقاومة المسلحين ببطولة فائقة لعدة أشهر، بحيث تكونت لدى العصابات المسلحة فكرة مؤكدة بان المطار مهم جداً والاستيلاء عليه يعني ضربة قاصمة للنظام وحدث إعلامي ضخم وسيكون بمثابة إبرة أدرينالين منشطة لمعنويات المسلحين في باقي المناطق.
وأردف المصدر بالقول عند بدء تنفيذ الخطة تم سحب الطائرات الموجودة وهي من طراز مي8 التدريبية التي يمكن أن تقوم بمهمات قتالية محدودة، إضافةً لسحب السلاح المتوسط والعتاد الموجود، إلى قرى موالية في المنطقة ومنها تم تأمينها لمكان آمن، في حين ظل أبطال المطار يدافعون عنه كما لو أنه فعلاً ثكنة فيها أخطر أنواع الأسلحة.
المرحلة الثانية من الخطة كانت بسحب جزء من عناصر المطار وبقاء البعض في منتصفه لإيهام المسلحين بأن هذا المطار لا يزال فيه عناصره وضباطه ومع الكثافة النارية التي أطلقها المسلحون اعتقدوا انهم ينتصرون فعلاً، واستشهد من استشهد من أبطال المطار الأسطورة بحيث دخل المسلحون في البداية إلى مشارف المطار ثم إلى منتصفه، المفاجاة هو فارغ من السلاح والعتاد تماماً وليس فيه سوى البراكيات ومهاجع خاوية والكثير من الصناديق الخشبية الفارغة.
بعدها كانت المرحلة الأخيرة من الخطة بقصفه بعدة صواريخ أرض ـ أرض دمرته بشكل شبه كامل بمن فيه.
وأضاف المصدر أن تدمير المطار بمن فيه ليس حصيلةً وحيدة فكل تلك الفترة التي قاوم بها أشاوس المطار كان يتم حصار المئات من أرواح المسلحين على اعتبار انهم كانوا يهجون بالآلاف ويعتمدون الكثافة العددية والنارية العشوائية، كما نحب ان نبشركم بأن آخر حصيلة تقريبية لقتلى المسلحين قبل دخولهم المطار وشربهم للمقلب كانت سقوط أكثر من 300 قتيل منهم.
اخيراً أريد أن انوه بان مطار منغ هو مطار تدريبي لطائرات مي 8 الحوامة وهو يحتوي فقط على رف طيران وليس سرباً كما ترحم المصدر على أرواح شهداء المطار وقال بأنهم فعلاً كانوا وسيظلون أسطورة سيتحدث عنها الشرفاء من السوريين.”

رواية النصر  وتنفيذ الخطة بنجاح يعادل مئة في المئة , يذكرني بانتصارات أخرى  حققها الجيش الباسل   وخاصة قيادته عام 1967  , حيث قال وزير الدفاع آنذاك المغفور له حافظ الأسد على أن سوريا انتصرت في حرب 1967 نصرا مبينا ومبهرا  , وعندها  تم سؤاله  , كيف انتصرت سوريا بعد خسارة الجولان  , وبعد أناعطى شخصيا الأوامر بالانسحاب  “كل على كيفو” , قال  ان اسرائيل فشلت في اسقاط حكومة البعث  , لذا فقد انتصر الأسد على اسرائيل , وبنفس الطريقة انتصر نصر الله على اسرائيل, ذلك لأن  انهزام حزب الله أمام اسرائيل   الى شمال الليطاني  استغرق 31 يوما  , بينما احتاجت اسرائيل من أجل هزيمة عدة جيوش عربية ستة أيام فقط , نصر نسبي لحزب الله .

موضوع 1967  هلامي ومطاط , فعندما يكون القصد امتداح حزب الله وتمجيده ,  تقول الأبواق  على أن 1967 كان نكسة  (لايقال هزيمة , وانما نكسة فقط ) , وعندما يكون القصد ترفيع وزير دفاع فاشل  الى منصب رئيس للجمهورية  تعتبر الأبواق حرب 67 نصرا مبهرا حققه القائد الخالد قدس الله سره .

بقال في علم النفس عن هذه المسلكيات  على انها  وصفية   لمنهجية الهروب من الواقع , ودلالة على وجود حالة الانفصام  التي ورثها سيد الوطن من القائد الخالد , أما في علم الأخلاق  فيقال عن  هذه المسلكيات على أنهاوصفية لانعدام هذه الأخلاق , الأخلاق تعني الصدق والصراحة والشفافية , واين هذه المسلكيات من الصدق والصراحة والشفافية , أما في علم السياسة  فيقال عن هذه المسلكيات  على أنه فشل ذريع  وتمويه  للحقائق , وفي العلوم العسكرية يقال عن هذه المسلكيات على أنها خيانة , وفي علم القضاء  يقال على أن مرتكب الخيانة يجب أن يحاكم ويحكم عليه ,  وحسب القانون السوري  تعاقب الخيانة بالموت شنقا , ولاا أريد استعراض  مكانة هذه المسلكيات في  العلوم الأخرى , مثلا علم    الوطنية والمواطنية , علم الاجتماع  ..علم  بناء الدولة  , علوم الشرف العسكري  , وحسب علوم الشرف العسكري  يحب على الجنرال المهزوم , والذي عرض حياة جنوده للمخاطر  بسسبب سوء تخطيطه وادارته  الى القضاء العسكري  والى المحاكمة الميدانية ..الخ .

السيد علي مخلوف قلب الهزيمة المنكرة الى نصر , واذا  كان استيلاء المعارضة المسلحة  على المطار شبه مؤكد  , فلماذا الدفاع عنه   , ولماذا  تعريض مئات من الضباط والجنود الى الموت ذبحا وحرقا , وهل  الآليات التي تم سحبها  أثمن من حياة مئات من العسكريين  , وهل الهزيمة من المطار نصر  , ثم أين هو النصر في تدمير الاسلحة والمعدات  بعد الهزيمة  , وهل تكرار هذه الحادثة في عموم سوريا  سيقود الى انتصار الأسد ؟؟؟. لاشك بهبلنة كاتب   مقال النصر  , ولا شك بهبلنة من وضع خطة “الانتصار” بالانهزام , ومن يصدق ماقاله علي مخلوف هو  كبير المهابيل .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *