هذه البلاد شقة مفروشة !!

by:I.khalil

هذه البلاد شقة مفروشة

يملكها شخص يسمى عنترة

يسكر طوال الليل عند بابها 

 ويجمع الايجار من سكانها 

ويطلب الزواج من نسوانها ويطلق النار  على الأشجار  والأطفال  والعيون 

والضفائر المعطرة

نزار قباني

 اسرائيل  دمرت للمرة الخامسة أو السادسة  في السنين العشرة الأخيرة مواقع سورية , ليس فقد  في منطقة الحدود  , وانما أيضا في العمق السوري ,  وقبل عدة أيام قدمت اسرائيل شكوى لدى الأمم المتحدة  بسبب خرق الجيش السوري لاتفاقية الهدنة من عام 1974  , فقد دخلت القوات السورية المنطقة المنزوعة من السلاح لملاحقة المسلحين , اسرائيل اكتفت على غير عادتها  بالشكوى , المعتاد من اسرائيل هو رد صارم  وقسوة شديد ,واكتفاء اسرائيل بالديبلوماسيات  هو مؤشر على رضاها عمليا عن العملية السورية ,  اسرائيل  تبدو وكأنها سعيدة بالأسد  , وأغلب الظن على أنها  لن تكون بتلك السعادة مع  سوريا الجديدة .

الاتفاقية التي وقعت عليها سوريا واسرائيل في 31 -5-1974  بعد حرب 1973 وبعد أشهر من حرب استنزاف ,  وبواساطة وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسينجر  وتحت ضغط مصري -سعودي , ألزمت سوريا بالعديد من التنازلات , فالقوات السورية تمكنت  مبدئيا من تحرير كامل هضبة الجولان , الا أن الجيش الاسرائيلي تمكن   من احتلال الهضبة من جديد , اضافة الى جيب ارضي  يصل الى حوالي 40 كم من دمشق , وقد هددت اسرائيل باحتلال دمشق , ولولا الاتفاقية لاحتلتها  شاء الأسد أم أبى .

الاتفاقية  نصت على انسحاب اسرائيل من الجيب  ومن مدينة القنيطرة  ومن منطقة مساحتها 60 كم مربع من حولها , ثم اقامة حزام أمني  على طول الحدود  يبدأ من النوب جنوبا  ويصل لاالى  القنيطرة بعرض 6 كم  وبعد القنيطرة يصبح عرضه 10 كم  في منطقة جبل الشيخ , وهذا الحزام منزوع من السلاح  , ويوجد حزام آخر  منزوع نسبيا من السلاح   , اذ يسمح لكل طرفلا ادخال 75 دبابة و6000جندي  , والمنطقة الأخرى منزوعة نسبيا منة السلاح , اذ يسمح لكل طرف ادخال 450 دبابة , ولكل طرف الحق في الطيران في سماء بلاده , الا أنه  من غير المسموح لسوريا أن  تضع  بطاريات صواريخ سام الا على بعد 25 كم من الحدود . .

الى جانب  الاتفاقية الكتابية  , كان هناك اتفاقية شفهية قدمها الطرفان الى الولايات المتحدة الأمريكية , فاسرائيل لاتعترض على عودة  السوريين المهجرين بسبب الحرب , وسوريا تعهدت بعدم السماح بالقيام بعمليات مقاومة  من حدودها ضد  المناطق التي بقيت تحت سيطرة اسرائيل.

لا اريد  هنا القيام بتحليل للوضع العسكري  وللأخطاء  التي حدثت أو لم تحدث ,فتحليل الوضع  العسكري  هو أمر يفوق طاقتي , اضافة الى ذلك هناك العديد من النقاط الغير معروفة  , الا اني كواطن سوري ينظر الى النتيجة  ويقارن الكلمات مع الواقع , فمن السهل  ملاحظة فجوة كبيرة بين  كلمة “تحرير”  وبين الواقع ,  انها في أحسن الحالات  وأصدق النيات  “محاولة تحرير” فشلت فشلا ذريعا , وأهم معالم الفشل  هي التعهد السوري  بالتزام الهدوء على الجبهة مع اسرائيل , كما أن الكارثة  كان لها أن تكون أكبر لولا  الوساطة ولولا اتفاقية الهدنة ,  ومن كان يستطيع منع اسرائيل من احتلال دمشق  بعد اليوم السابع  من العمليات العسكرية ؟واذا كان بامكان الجيش السوري  تحرير الجولان في أيام , فقد تمكنت اسرائيل من اعادة احتلاله في أيام أيضا , وتقدمت باتجاه دمشق الى بعد حوالي 40 كم .

الأسد اعلن  نتيجة الحرب على أنها انتصار  صاعق لسوريا , ونفس الأسد اعلن نتائج حرب 1967 على أنها انتصار صاعق  لسوريا ,وسبب الاعلان  الأول كان عدم تمكن اسرائيل من  ترحيل البعث , أما احتلالها للجولان  فهذا أمر  لالزوم لذكره ..ثانوي وهامشي , وفي المرة الثانية  تجلى النصر الأسدي  بتحرير الجولان  لعدة أيام  في معركة من حرب , والحرب  كمايعرف كل أمي تتألف من العديد من المعارك , والمهم النتيجة  ..نتيجة الحرب الاجمالية , وليس نتيجة معركة فقط .

بالنسبة للأسد  كان تسويق المعركة مهم جدا  .. آن الأوان ليصبح بطل الجولان  الها  , وقد بدأ بالتأليه الذاتي  , الذي نرى نتائجه هذه الأيام ..خراب  وأنقاض  ودموع  وثكالى وأيتام  …كل ذلك لأجل  الأسد , أليس من حق المواطن أن يسأل الأسد عن عدد الأمتار المربعة  التي كسبها  بعد عام 73 , وبعد عام 67 , أو عدد الأمتار المربعة التي كسبتها اسرائيل بعد 67   وبعد 73 , أخشى أن تكون الاجابة مؤلمة جدا .

هذه البلاد شقة مفروشة !!” comment for

  1. النظام يقف عاريا .ولم يعد هناك اي شك على انهلايتردد في القيام بأي جريمة من اجل البقاء. ولا يتردد في اعتبار كامل الشعب السوري خائن وليس عنده اي مشكلة في قتل الملاين , انه متوحش منذ البداية وتوحشه ازداد بشكل مريع وبدون اي خجل يقصف المدن والاحياء بالطائرات مدعيا تطهير المدن من الارهابيين ,الا ان الانقاض تتكلم لغة اخرى والتاريخ يرى الامر من وجهة نظر اخرى ومعظم دول ومجتمعات العالم ايضا
    منطقيا هناك نهاية للديكتاتورية وقد تستمر الحرب شهور وسنين نهايتها تعني نهاية الاسد , تطاول مدتها سيرفع من اسلمة الثورة ومن قدر المشاكل بعد رحيل الأسد , الفاتورة التي ستدفع عالية , حقيقة اننا ىجميعا شركاء للاسد في تخريب البلاد , ولو لم نكن كذلك لما سمحنا لهذه الديكتاتورية ان تعمر اكثر من اربعين عاما

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *