من أخذ بالسيف , بالسيف يؤخذ,
يسوع الناصري
مانراه الآن وما رأيناه في الشهور الثلاثين السابقة فظيع ومن الصعب تصوره ..أن يلتهم كانيبالي قلب انسان , أو يدفن الانسان حيا أو تنشر رقبته بالمنشار الكهربائي أو يعدم ميدانيا أو تقطع أطرافه ..الخ فهذه ة أفعال حيوانية , فمن أتى كل هذا ؟البعض يقول على أن هذه الأفعال جديدة في المجتمع السوري , وهناك من يقول على أن هذه الأفعال هي استمرار لتوحش سلطوي حكمت به البلاد أكثر من أربعة قرون ..الخلاصة , ليس من جديد في البلاد !.
أصحاب نظرية “الجديد في البلاد” يقولون ان سوريا لم تعرف سايقا هذا النوع من التوحش , وهذا التوحش أتى مع المحاربين الأغراب , وهنا ثمة تساؤلات حول هذا الادعاء ,اذ ليس من السهل البرهنة على ان المحاربين الغرباء هم وحوش دموية , انهم متطرفون عقائديا ويحاربون من أجل قضية , بغض النظر عن سمو أو انحطاط هذه القضية , ليسوا مرتزقة تبحث عن المال , وفي بنية ايمانهم هناك نوع من الاحتقار للحياة الدنيا ..انها عابرة بالنسبة لهم ولغيرهم أيضا , وهؤلاء يمثلون نوعا من الاستمرارية الجهادية المعروفة في الاسلام مننذ أيامه الأولى , وما يقوم به هؤلاء هو عين الصواب “اسلاميا”, وبعض الجهات التي تتقزز هذه الأيام من أعمالهم , صفقت لهم كثيرا عندما كانوا منهمكين في تفجيرات المدارس والمقاهي في اسرائيل , كما أن السلطة السورية قدمت لهم رعايية امومية ونقلتهم الى العراق وزودتهم بالمال والسلاح وصفقت لأعمالهم ضد الأمريكان , والآن انقلب السحر على السااحر .
تداول السلطة في نصف القرن الماضي كان دمويا ومتوحشا , ومثيله كان تداول السلطة في العراق ( البعث ) ,والآن يقول تقرير مجلس حقوق الانسان ان افعال السلطة السورية متوحشة ودموية , كذلك حال المعارضة المسلحة , الا أن التقرير يميز كميا بين توحش السلطة وتوحش المعارضة , فالسلطة سباقة الى التوحش من المعارضة المسلحة وتوحش السلطة يفوق بأضعاف توحش المعارضة , من هنا يمكن القول على أنه توجد في البلاد ثقافة عنف وتوحش , وهذه الثقافة لاتسقط من المريخ , وانما تولد وتنمو وتكبر وتتطور في في الحضن المناسب لنوها وتطورها , والحاضن لها لمدة نصف قرن كانت السلطة , التي مارست لعشرات السنين ..أجهزة أمن ..شبيحة .. مخابرات ارهابا دمويا ومتوحشا ضد الانسان السوري , الذي تغير حسب ارادة السلطة , التي علمته القمع والتلفيق والتعصب , والآن يمارس ماتعلم .
مع انطلاق الرصاصة الأولى في سوريا ظهر التوحش جليا , اطلاق النار على متظاهر هو توحش , تقليع الأظافر أيضا والسجون السورية تعرف توحشا لم يعرفه العالم لحد الآن …هل سمعتم عن التعذيب موديل بساط الريح ؟ أو التعذيب موديل الدولاب ..الخ وهل يعرف المواطن شيئا عن عدد القتلى يوميا في السجون السورية , وعن وسائل قتلهم …ألم تقطع الألسنة في هذه السجون , ألم تقطع الأطراف في هذه السجون ..أتذكر تسجيل لجولة قام بها ماهر الأسد في سجن صيدنايا وقد اصطحب معه كاميرا للتصوير , وما صوره كان أطرافا مقطوعة ورؤوس مقطوعة ..اذ لاجديد في البلاد !!.
والاعدام الشنيع الفظيع لطفل بعمر الزهور في حي الشعار بحلب من قبل جماعة اسلامية لأنه تتطاول على النبي كلاميا , ليس بالجديد في جمهورية الخوف , التي تعرف قتل أكثر من 15000 طفل في الثلاثين شهر السابقة , وهؤلاء لم يتطالوا على النبي الكريم اطلاقا , ألم ترو صورهم وهم مكدسين فوق بعضهم البعض بأكياس بيضاء بعد كل غارة جوية , الم ترو اطفالا مذبوحين من الوريد الى الوريد بعد كل مذبحة قام بها حماة الوطن من الشبيحة , هل غابت عن ذهنكم مجزرة البيضا الأخيرة ومئات المذابيح وعشرات المجازر , ألم تقطع الشبيحة التيار الكهربائي عن مشفى في حماه حيث “اختنق ” المواليد الجدد (الصورة المرفقة) , انها ثقافة احتقار الانسان وحياته , التي لم يبرع بها أي من المجرمين أكثر من براعة عصابة الأسد بها …قتلوا وشردوا وعلموا غيرهم القتل والتوحش , انها مدرسة الأسد!انه مصنع الموت الأسدي الذي لايزال منذ حوالي نصف قرن ينتج الموت …موت في كل مكان وطوال عقود من الزمن , لانسمع الا أخبار الموتوالاعتقالات والمداهمات ..كل ذلك من أجل حفظ الأمن , وكيف يكون حفظ الأمن بقتل البشر ,في حين ان حفظ الأمن يعني الحفاظ على أرواح وأرزاق وحريات وكرامة الناس , هل احترمت الأسدية ارواح الناس قبل 2011 , وهل حافظت على كرامتهم وحرياتهم ؟
لاجديد في البلاد, وفاجعة مقتل الطفل في حلب هي استمرارلفاجعة التوحش في الغابة السورية ..هل هناك فرق بين النصرة والشبيحة ؟ ,اين هو الفرق بين بشار والجولاني ؟
نعم يوجد فرق بين النصرة والشبيحة , رجال النصرة يقتلون ويحاربون من أجل مفهوم عقائدي في الحياة , رجال الشبيحة هم رجال تشتريهم بالمال انهم مهنيا قتلة , ومن يريد محاسبة النصرة عقائديا عليه بمحاسبة الاسلام , وما تقوم به النصرة هو بشكل أو بآخر اسلامي
بين الأسد والجولاني يوجد فرق أيضا وهذا الفرق هو ذات الفرق بين النصرة والشبيحة