65 عام بين دير ياسين والبيضا, ادارة التوحش !!!!

بين دير ياسين  والبيضا مع رأس العين  توجد نقاط تقاطع لافتة للنظر , كما انه توجد تباينات   ,وأهم تباين هو الفرق بين عدد القتلى  ففي دير ياسين  بلغ العدد حوالي 200 قتيل , أما في البيضة  ورأس العين فقد بلغ عددهم  لحد الآن 1160 قتيل  .وقد  تحدث العالم أنذاك  عن “النكبة” , ولا شك بأن  الانسان الغير متوحش يرى في مجزرة البيضة “نكبة”  , الا أن النظام وأتباعه يرون  في  أحداث البيضا  “تربية”  أي أن  جيش الأسد قام بتربية  أهل البيضا  , والجيش مع قائده لايرون قي مجزرة البيضا الا النصر على العصايات المسلحة  , وبهذه المناسبة  فان اسرائيل  لم تصف أهل دير ياسين بالعصابات المسلحة , ولم تفخر يوما ما بمجزرة دير ياسين ولم تعتبرها نصرا , أما الأسدية  فترى في البيضة مفخرتها وفي مذابيحها ال 1160 فطائص وفائض بشري  يجب  التخلص منه .

دير ياسين وقعت ضحية  خصام بين حركة قومية استوطانية احتلالية وبين حركة مقاومة قومية فلسطينية , أما البيضا فقد وقعت ضحية  تطهير طائفي  , ضحايا دير ياسين كانوا بالدرجة الأولى فلسطينيين من مختلف الأديان  , ولم تقصد عصابات الأرغون قتل السنة أو المسيحيين  أو  غيرهم حصرا  , اما في البيضا  فما تسميه السلطة “تطهير”  استهدف  فقط السنة والمسيحيين  , اذ بين الفتلى ال 1160 تقريبا 80 مسيحي .

آلة القتل التي استخدمتها  ادارة التوحش مشابهة   , ففي دير ياسين تم الذبح بالسكين  بشكل رئيسي  , وفي البيضا أيضا  , في دير ياسين تمت العملية على يد جماعة ارهابية تسمى “الأرغون ” وفي البيضة تمت العملية عل يد جماعة  تسمى قوى الدفاع  برئاسة  جزار  أتى  من لواء اسكندرون   , واللافت للنطر هنا الشبه الكبير في المظهر بين  قائد فرق الموت  الموالية للسلطة السورية  , وبين  شارون   , الذي برز اسمه في مناسية أخرى هي مجزرة صبرا وشاتيلا .

التمثيل بالجثث  كان مطابقا بين دير ياسين والبيضة , استهداف الأطفال  أيضا قي منتهى التطابق  , والهدف  أيضا متطابق  ..انه الترهيب للترغيب  بالنزوح  , فمنطقة  دير ياسين وجوارها مهمة بالنسبة للحركة الصهيونية  , والبيضة مهمة بالنسية للأسدية العلوية  , خاصة لمن يفكر  بانشاء دولة علوية  , ومن يرغب باقامة دولة علوية هم 95% من ابناء الطائفة , في حين ان الرئيس يحذر من مشاريع التقسيم , ويصف هذه المشاريع بأنها مؤامرة , فمن يتآمر على سوريا ياترى ؟

هناك تطابق بما يخص   التواريخ , دير ياسين حدثت قبل 65 عام في يوم 9-4-1948, ومجزر البيضا في أوائل  الشهر الخامس من هذا العام ,واعلان قيام الدولة الاسرائيلية الذي كان منتصف الشهر الخامس من عام1948 , أي أن مجزرة دير ياسين حدثت مباشرة قبل اعلان قيام الدولة الصهيونية , وبما يخص الدولة العلوية  فيقال  على أن اعلانها أصبح قريبا جدا ..هدف  مجزرة دير ياسين قبل اعلان قيام الدولة الايرائيلية  كان “التطهير  “,وهدف مجزرة  البيضة هو التطهير .. اعتذر عن استخدام  مفردة “التطهير” , انها كلمة مقيتة ومقززة للنفس , كلمة أحتقرها  وأجدها في منتهى الانحطاط  فالبشر ليسوا جراثيم  لكي يتم تطهير الجسد منهم ,ادبيات الأسدية  اتحفتنا بالعديد من المفردات المنحطة , التي لم تعرفها اللغة العربية من قبل    ..الشبيحة ..المنحبكجية ..الذبيحة …التطهير …الخ .

بعد مجزرة دير ياسين اقتاد رجال الأرغون 25 من الرجال الأحياء من قرية دير ياسين  في حافلات ليطوفوا بهم داخل القدس طواف النصر على غرار الجيوش الرومانية القديمة، ثم تم إعدامهم رمياً بالرصاص بعد ذلك  ثم ألقيت الجثث في بئر القرية وأُغلق بابه بإحكام لإخفاء معالم الجريمة، وهنا يوجد فرق بين البيضا ودير ياسين .  حيث أن ضحايا البيضا كانوا أكثر عدد  ,وقد  ثم قتلهم  قبل وضعهم في الشاحنات  والطواف يهم في القرى العلوية  المهللة  للنصر الذي حققته عصابة الرجل  الآتي من اسكندرون ,ثم  ان رجال الاسكندروني  لم يحاولوا  اخفاء الجثث  في بئر  , كما فعل رجال الأرغون , بل افتخروا بفعلتهم …ويا للعار !.

عمليات القتل استمرت في دير ياسين يومين , ويا للصدفة !, فقد استمرت عمليات القتل في البيضا أيضا يومين , وبخصوص  عمليات التمثيل بالجثث , فهناك تطابق  فيي ممارسات ادارة  التوحش  , الصهاينة  بتروا الأعضاء  وبقروا بطون الحوامل , وفي البيضا تم ذبح  الكل  , وفي الشوارع  ألقيت الجثث  المبتورة الأطراف ,  في دير ياسين لم يسمح  لمبعوث الصليب الأحمر  أن يدخل القرية الا بعد يوم من ارتكاب المجزرة , أما في البيضة فدخول  مبعوثي المنظمات الانسانية ممنوع  والى أجل غير مسمى.

ماذا  يمكنني أن أقول لكم  أيضا ؟عمليا لاشيئ , عذرا …,هناك عبارة يحب قولها , أخجل أن أكون سوريا .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *