السؤال بسيط ووجيه أيضا , فبعد كل هذا الدمار والكوارث , يحق للانسان السؤال عن ضرورة الثورة , لابل من واجب كل مواطن أن يسأل اذا كانت الثورة ضرورية أم غير ضرورية , فالشعب السوري يدفع الآن ثمنا لشيئ قد يعتبره البعض وهمي , والبعض يقول على أن ماتريده الثورة يجب أن يتحقق بدون ثورة تحرق الأخضر واليابس , فهناك من يدعي على أن الوضع السوري بلغ , حتى قبل سنين من اندلاع ى الحراك في أوائل عام 2011, درجة من الانهيار تجعل الثورة بشكلها الحالي غير ضرورية .
ماذا يعني الانهيار ؟ .
الانهيار يعني وصول البلاد الى درجة من التأخر والانحطاط , الذي يجعل من استمرار المنظومة الحاكمة أمرا مستحيلا , الانهيار يعني وصول السلبيات درجة غير قابلة للتصور والتحمل , الانهيار هو النتيجة الحتمية لفساد بلغ حدا وشكلا أسطوريا , ومنظومة حاكمة وفاسدة بالشكل السوري لاتحتاج الى ثورة لكي ترحل وتعتذر من الشعب , الذي يقدمها للقضاء لكي تنال العقاب الضروري بسبب افسادها للبلاد , استمرار المنظومة الحاكمة غير قلبل للتصور في بلد تناقص به دخل الفرد مقارنة لعام 1954, كما ان استمرار المنظومة الحاكمة أمر غريب جدا في بلاد أصبح 5% من مواطنيها مالكا ل 95%من الثرورة القومية , كما ان استمرار منظومة حاكمة هو أمر فريد من نوعه في بلاد تداعى بها القضاء , بحيث يمكن القول على انه لايوجد قضاء في البلاد , كما أنه لايوجد في البلاد سلطة تشريعية , والسلطة الرابعة في البلاد ميتة ومشوهة , هل يوجد في سوريا الأسد صحافة ؟, ومن يعتدي على حرية الرأي في بلاد من الدرجة العاشرة لايمكنه الاستمرار في التواجد كمنظومة حاكمة , ورئيس يزور نتائج الاستفتاء عينك عينك ولعدة مرات ثم يستمر في التواجد على رأس السلطة , فهذا أمر لاتعرفه الا سوريا الأسد , أين هو رئيس رئيس دولة يزور ؟ من يزور لايرأس دولة , وانما يجلس في السجن .
أما من يسرق أموال الشعب ويريد أن يكون رئيسا لمنظومة حاكمة , فهذا أمر لاوجود له حتى في كوريا الشمالية , ومن أين للرئيس هذه المليارات , ومن أين لابن خالته من المليارات ما يفوق ميزانية سوريا لعام كامل , ومن أين لعمه جميل من المليارات ما يعادل نصف ميزانية سوريا , ولعمه الآخر رفعت مايفوق ميزانية سوريا لعام كامل , ثم لأقربائه ,وأخصهم صهره المتوفي , فكيف يمكن أن يملك هذا الجنرال أكثر من عشرة مليارات من الدولارات …وغيرهم ..ثم غيرهم , ولا يعرف التاريخ وضعا مشابها احتاج الى ثورة , انهيار المنظومة الحاكمة هو في هذه الحالات تلقائي , ولا يحتاج الى مظاهرة احتجاجية واحدة …فمن يسرق بهذا الشكل المفضوح يخجل عادة ويرحل بدون حروب .. هذه الحالات هي حالات قضائية اجرامية , ومعالجتها لاتستلزم ثورة وانما أدنى مستويات القضاء …منظومة حاكمة تسرق الأخضر واليابس لاتحتاج الى ثورة وثوار وانما الى سجون وقضاء ,لا أكثر .
الثورة على منظومة حاكمة غير ضرورية اطلاقا , عندما يثبت على أن هذه المنظومة تمارس حكما ديكتاتوريا , والرئيس قال عن منظومته على أنها ديكتاتورية , ففي بلاد البشر ترحل المنظومة الحاكمة عندما تعترف بدكتاتوريتها وبالتالي اعاقتها للتطور الديموقراطي , الديكتاتورية ليست فضيلة , ومن يعترف بكونه ديكتاتورا , هو كمن يعترف بكونه مجرما , وهل من المعقول ان يعترف مخلوق بكونه مجرما ثم يبقى على رأس منظومة تحكم البلاد , وهل يحتاج هذا المجرم لثورة لازاحته ؟, المجرم يحتاج الى قاض يحكم عليه بالعدل , وكيف يكون العدل بالنسبة لمجرم مزمن , هل بترقيته الى رتبة سيد الوطن ؟ , أو بزجه في أحقر السجون !,، ولماذا الثورة هنا والأمر بهذا الوضوح ؟.
ان كانت الاشكالية تخص الاجرام أو انها تخص النفاق والرياء , أو مصادرة الحريات , أو قتل 15000 طفل , أو ارتكاب المجازر , أو نشر الفساد , أو ممارسة الطائفية أو تهديم مليوني بيت , أو تدمير مدن بالجملة , او الاعتداء على القانون بخصوص العمر الضروري للرئاسة …فكل هذه الأمور والكثير غيرها هي معالم انهيار للسلطة الحاكمة , التي عليها في هذه الحالة أن ترحل بدون ثورة وبدون تحطيم وتهديم للبلاد , هذاهو الطبيعي في الحياة السياسية .
لاتعرف المنظومة الأسدية ماهو طبيعي في الحياة , لقد فقدت الطبائع البشرية , وتدنت الى مستوى الحيوانية , ولا توجد قوة حضارية انسانية تستطيع الوقوف بوجه الوحوش الضارية الا قوة متوحشة مماثلة , هل من سؤال حول ضرورة جبهة النصرة ؟.