طريق نصر الله الى القدس عبر حمص
قول نصر الله بمناسبة الذكرى ال 25 لانطلاق اذاعة النور على أنه جاهز لتسلم سلاح سوري كاسر للتوازن مع اسرائيل مثير للتعجب , ولم يقل نصر الله اذا كان هذا السلاح الكاسر متواجد حقيقة في مستودعات الجيش السوري , ولنفترض ان السلاح متواجد , هنا يسأل المواطن السوري لماذا يقبل الجيش السوري الاهانة تلو الأخرى دون أن يجرأ على الرد؟, وذلك على الرغم من كون سلاحه كاسرللتوازن .
ولنفترض فرضية أخرى , وهي ان السلاح غير متواجد , والاعلان فقط يخص رغبة نصر الله في تسلمه من سوريا , التي عليها أن تشتريه أولا من روسيا , ثم تعطيه لسيد المقاومة…في هذه الحالة فان الطريق الى السلاح الكاسر للتوازن طويل جدا ..أصلا لايوجد توازن , وانما تفوق اسرائيلي فاقع , ويلزم نصر الله الكثير من الجهد لكي يقترب من التوازن , نصر الله يثرثر , وحديثه عن السلاح “الكاسر” ليس الا خدمة لأهداف دعائية أصبحت معروفة للصغير والكبير .
ليست فلسطين فقط هي هم ومحط اهتمام نصر الله , انه سيحرر فلسطين بكل تأكيد بعد كسره للتوازن بعد تسلمه السلاح السوري , فكسر التوازن عن طريق السلاح السوري سيمنع سقوط سوريا في يد المثلث الاسرائيلي-الأمريكي -التكفيري , ومن المؤكد ان يقصد نصر الله بكلمة سوريا شريكه بشار الأسد , الذي سينقذه نصر الله من السقوط , وذلك بغض النظر عن ارادة الشعب السوري , وهذا يعني على أن نصر يتواجد في وضع “مستعمر ” لسوريا , والى هذا الحد أوصل بشار الأسد سوريا , التي أصبح لها من المستعمرين ثلاثة , وأحطهم حقيقة هو نصر الله , حيث أن ايران وروسيا أقل صفاقة ووقاحة منه .
نصر الله يريد توسيع جغرافيا ” المقاومة “…من لبنان الى الجولان , وأسأل نفسي كمواطن سوري ,ماهو نصر الله بالنسبة لسوريا ؟ هل هو رئيس البلاد أو وزير حرب أو الأمين العام لحزب سوري , أو حتى مواطن سوري ؟؟؟والى أين وصلت وقاحته واستباحته لسوريا ..ولماذا أصلا توسيع رقعة المقاومة , وهل يعني ذلك على أن الجولان لم يكن في حالة مقاومة , وماهو موقف الأسدية من هذا الادعاء ؟ صحة الادعاء مضمونا تعني على أن الأسدية تكذب منذ أكثر من أربعين عاما , وعدم صحة الادعاء تعني على أن نصرالله يكذب , فمن يكذب منهما ؟.
الكذبة العملاقة لاتخص ادعاء حزب الله هذه الأيام , انما تخص طريقة تقييم حرب 2006 مع اسرائيل, فبعد اختطاف الجنديين الاسرائيليين من قبل عناصر حزب الله ’ اندلعت الحرب , التي توقفت بعد اسابيع بناء على قرار مجلس الأمن رقم 1701, الذي نص على انسحاب اسرائيل الى الخط الأزرق أي الى الحدود الاسرائيلية السايقة , وذلك بعد احتلالها جنوب لبنان الى الليطاني , وبعد انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني , حيث منع قرار 1701 حزب الله من التواجد جنوب الليطاني , ومنع تواجد أي قوة عسكرية غير تابعة للحكومة اللبنانية والأمم المتحدة جنوب الليطاني ,أي أن الحزب فقد بعد الحرب التي دامت 34 يوما شرعية وجوده جنوب الليطاني , الا أنه ربح ثناء الأسد , الذي وصف انسحاب الحزب الى شمال الليطاني نصرا مجيدا,والايراني نجاد وجد في ذلك الزمن إن حزب الله افشل خطط أمريكا للسيطرة على الشرق الأوسط ومن جهته، قال نصر الله إن “مقاتلي الحزب سطروا نصراً تاريخياً ليس للبنان فقط بل لكل الأمة” وقد سموا النصر بـ” النصر الإلهي “لأنهم أنتصروا على أقوى جيش في الشرق الأوسط وأقوى سلاح طيران وقال إنه لن يدخل في جدل نزع سلاح الحزب وقال إن طرح هذا النقاش في هذه المرحلة وهذا الوقت ” يخدم العدو ولا يخدم لبنان ولا الوحدة الوطنية”,من ناحية أخرى قال نصر الله للتلفزيون اللبناني ولصحيفة “الحياة” اللندنية في سبتمبر 2006: “لو علمنا إن عملية الأسر ستقود إلى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعاً.”هكذايقلب الدجل الهزيمة الى نصر , ولمعلومات البعض يجب القول , على أن مغامرة نصر الله كلفت لبنان أكثر من ستين مليار دولار وآلاف القتلى من المدنيين , ثم تخريب الدولة اللبنانية , التي عليها أن تحتوي دولة نصر الله ..دولة ضمن دولة .. نصر الله غير الهزيمة الى نصر , والشعب اللبناني عليه تحمل نتائج مغامراته , والآن هو بسياق توسيع قطر مغامراته ليصل الى الجولان , والشعب السوري سيدفع الثمن كالعادة , وكالعادة نسأل عن الامتار التي حررها نصر الله فلا نجد الا الكيلومترات التي كسبتها اسرائيل في سياق انتصار نصر الله الالهي !.
رد الأسد على التحدي الاسرائيلي غريب جدا , لايرد في منطقة الجولان , انما ,كما قال نصر الله , كان رده “استراتيجيا “والرد الاستراتيجي يعني تزويد حزب الله بالأسلحة , ولماذا الآن ؟ وحزب الله ليس في حرب مع اسرائيل ! , بل انه كان يحارب في القصير , لذا فان عملية “كسر التوازن ” لاتعني اسرائيل , وانما تعني القصير وغيرها من المناطق السورية ..تحرير فلسطين يبدأ بالقصير , هكذا يفكر سيد المقاومة , ويقول اضافة الى ذلك على أنه في سياق رد الجميل السوري الذي مكنه من نصر 2006, نصر الله سيحرر البلاد والعباد ,وفي رمضان القادم سيصلي في الأقصى….ياسبحانه