بشرت المستشارة بثينة شعبان في أواخر شهر آذار من عام 2011 بنهاية التظاهرات اذ قالت “خلصت” , أي أن الموضوع حسب اعتقادها كان موضوعا أمنيا ..عبارة عن شغب لالزوم له واعادة الأمور الى نصابها يتم عن طريق الأمن ..الحل الأمني !!, ولماذا التظاهر والشغب وحالة البلاد حسب رأيها ممتازة جدا !, لم تنتبه السيدة بثينة الى وجود الفساد , ولم يعكر مزاجها عنف السلطة , كما أنها وجدانيا لم تتأثر بفقدان العدالة الاجتماعية , ولطالما أصبح زوجها , الذي لايزال عراقي الجنسية سفيرا لسوريا في الخارج , فكل شيئ على مايرام , تسمية زوجها كسفير هو ممارسة بعثية للوحدة العربية , كما أن عدد المساجين السياسيين لم يقلقها بتاتا , وانحدار القضاء الى قاع الانحطاط لم يربكها , ونيل السيد الرئيس حوالي 99% من الأصوات في استفاء , كان أمرا تفخر البثينة به لكونه حقيقي وليس مزور , والاعتداء على الدستور بمناسبة افتقار الوريث الرئاسي للعمر المطلوب وجدته شكلا من أشكال الديناميكية , وهل يمكن لجمهورية أن تستغني عن عبقرية الرئيس السياسية , فناقص العمر ليس ناقص العقل , وفرخ البط عوام ..شبل ابن أسد !, وماذا تريد قطعان البهائم في سوريا من رئيس أفضل من الأسد ؟
على أي حال لم تتحقق توقعات البثينة , ولم تخلص , بل انها بدأت , فالبثينة ناقصة المعارف في علم الثورات , ولم تعرف على أن اندلاع ثورة ما يتعلق أولا بالوضع الذي هو موضوع التغيير الثوري , واندلاع ثورة ما ليس هواية عند البعض من الثوار , وانما هو ضرورة وطنية , أي أنه أكثر منطقية لو قالت البثينة “خلصت” قاصدة بذلك نظام الأسد , لأن نظام الأسد هو المسبب للثورة وليس المعارضة , ولا يمكن عندئذ أن تخلص الا بالخلاص من الأسد ونظامه .
البثينة ليست من أغبى خلق الله , اذ يوجد من يزاحمها على المركز الأول في الغباء , اللواء الايراني فيروز ورئيس اركان الجيش الايراني , قال قيل أيام …انتهت ! وبالتأكيد قصد السيد اللواء بالكلمة غير مايمكن توقعه منطقيا , الجنرال قصد بذلك نهاية الثورة , وكيف يمكن للثورة أن تنتهي مع استمرار الأسباب التي قادت الى ندلاعها ,فالوضع يجب أن يتغير جذريا لأن تلف السطة جذري ومتجذر , وضع السلطة من أولها ألى آخرها ومن رأسها الى أخمص قدمها ساقط , والجنرال يريد من الشعب الثوري الاستكانة للطاغية …ألم يسأل اللواء فيروز نفسه عن ديناميكية اندلاع الثورة في ايران , وهل ديكتاتورية الأسد تختلف عن ديكتاتورية الشاه , مع العلم على أن الشاه لم يبلغ درجة الأسد بالفساد والاستبداد , وكل حر في هذا العالم قال على أن الشاه يجب أن يرحل , ورحل دون أن يدمر البلاد , وهنا الفرق الأخلاقي يين الشاه وبين بشار الأسد , الا أن الأسد لايدرك هول ماقام ويقوم به .
ماهو مصير دولة يرأسها الغباء؟انظروا الى المصير السوري , ماذا تشاهدون ؟ أنشاهدون غير الخراب ؟,والخراب لايقتصر على الأبنية , وانما يشمل مؤسسات ادولة , وأولها الجيش ,فالجيش تحول الى عصابة ومتزقة يكرهها الشعب , وللكره أسباب موضوعية ,لايزول الكره عند تكرار السلطة لمديح الجيش …انه الجيش الباسل ..الجيش الوطني المتفاني في خدمة المواطن , وأي تفاني هذا الذي تقصده السلطة ؟ هل افناء البلاد تفاني ؟وهل قتل طفل تفاني , وماذا يشعر من فقد طفله تجاه هذا الجيش ؟.
الجيش وجد من أجل الدفاع عن الانسان السوري والشعب السوري ,الجيش التونسي دافع عن الشعب ,والجيش المصري دافع عن الشعب , أما الجيش السوري فقد دافع عن العائلة, وبالتالي تحول الى جيش العائلة …الى جيش خاص في دولة ,وبالتالي الى عصابة من المرتزقة كمرتزقة القذافي , وهذا يعني نهاية الجيش القومي , ففي سوريا تتصارع الآن مجموعات مسلحة في اطار حرب أهلية , وحالة الحرب الأهلية ترفع عن السلطة كل امتيازات الحكومة (المادة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة ), ووضع الأسد قانونيا أصبح مماثل لوضع قائد جبهة النصرة ,ثم ان أوجه التشابه لاتقتصر على مايدعيه الصليب الأحمر الذي يرعى مقررات مؤتمر جينف الخاصة بتعربف حالة ما على أنها تمثل حربا أهية أو لاتمثل حربا أهلية, التوحش هو وجه من وجوه التشابه , الأصولية هو وجه آخر , الطائفية أيضا هي من اوضح وجوه الطرفين , الديكتاتورية والدوغماتيكية واحتقار الانسان وعقله , ثم الاجرام بأبشع صوه , ناهيكم عن الفساد وعن الغيبية واحتقار الديموقراطية , ولا توجد خاصة عند جبهة النصرة الا ونجدها عند الأسدية , ومن يخاف من جبهة النصرة عليه بالخوف من الأسدية , التي هي اعظم شرا من جبهة النصرة .