تعليقا على مقال نارام سرجون حول الأسد المفترس
الموت هو الحل لجميع المشاكل. لا يوجد انسان—لا توجد مشكلة: ستالين
هناك متوحش يكتب حول كل صغيرة مقالة كبيرة , فنارام سرجون يحتاج على الأقل ثلاثة أو أربعة صفحات لكي يعطي الأسد حقه من المديح ,وآخر مدائحه كانت مقالة عنونها بالعنوان التالي :”الأسد يلتهم اردوغان , وملك البنكنوت على باب العنكبوت” والعنوان بحد ذاته لافت للنظر , ففي هذه الأيام أي في القرن الحادي والعشرين , وبعد مرور آلاف القرون على عصر الحجر , يتكلم الانسان بلغة فيها بعض الرقي , وقول نارام يرجون على أن الأسد يلتهم اردوغان يذكر بالغاب وأكلة لحوم البشر , وما بقي من العنوان لامعنى له على الاطلاق .. عبارة ليس فيها الا السجع ..وما معنى البنكنوت على باب العنكبوت ..؟ وما هو القصد من هذه العبارة الملخبطة ؟ التي سوف لن أتوقف عندها طويلا , وسأعود الى الالتهام والى أكلة لحم البشر , فنارام سرجون لم يصف بشار الأسد بالملتهم قدحا به , وانما مدحا به ,انه فخور جدا بخاصة الالتهام , التي هي أصلا من خواص الحيوانات …الانسان الراقي لايلتهم !.
بعد مديح مخلوق بكونه من أكلة لحم البشر , أطل علينا نارام سرجون بصفحاته العديدة الطويلة , التي تتضمن نقطتين , النتقطة الأولى هي ترويجه للعنف الحيواني والنقطة الثانية تصوير بشار على أنه عنتر ,لغة أيام زمان ففي هذا العالم لايوجد مكان للعنترة ولا لعنتر .
في ترويجه للعنف الحيواني قال السرجون “لاتسألوا الجندي عن البندقية فلن يكون انحيازه لها الا انحياز العاشقين الصامتين .. ولاتسألوا البارود عن حجرة النار فهناك تولد لغة البنادق وأبجدية الرصاص .. ولاتسألوا الرصاصة عن البندقية .. لأنها بيتها ورحم أمها ولن تقول فيها الا الحب والاعجاب .. ولاتسألوا الجرح عن الرصاصة لأنه مدين لها بوجوده وولادته المؤلمة وشفاهه التي كانت مغلقة قبل وصول الرصاصة.”, هل هذا الكلام عن عاشق البندقية معقول ومقبول ؟, لقد نسي السيد نارام سرجون نفسه في العصور الحجرية , فحب البندقية ليس الا حيوانية , ونارام يضيف على ذلك قائلا “مشاعرنا بارود وقلوبنا حجرات نار ” يأخي ألا تخجل من ذلك؟,ومن قال لآرام على أن بعضنا “رصاص وبعضنا بنادق” , نارام ورئيسه هم رصاص وبنادق , والدليل على ذلك مئات الألوف من القتلى , وهل يفخر انسان الضمير بالقتل ؟ الا اذا كان لايزال في مرتبة الحيوانات … هكذا تدنينا والى هذا المستوى من الانحطاط يحاول الاسد قيادتنا .
بعد رصاص وبارود نارام والأسد يقفلز المرتزق الى النقطة الثانية , والتي هي من اختصاص شعراء البلاط عادة , فالكاتب يريد التريث في الكتابة , خاصة عندما يكون موضوع الكتابة زعيم كبير , لأن الافتتان بهذا الزعيم الكبير ضار للموضوعية , ويخاف نارام سرجون أن يتلعثم بالكتابة من شدة عشقه وافتتانه بالأسد , الذي أصبح من زعماء العالم , شاء”الثورجيون أم أبوا” ونصف الكرة الأ{ضية تدور حول هذا الزعيم العملاق , الذي “تنظر اليه كل الأرض باعجاب أو قلق “وكون النظرة اليه مرفوقة بالقلق , لذا فانه حسب معايير المرتزق عملاق …جبهته تناطح الغيوم …ولا اعرف كيف يرى الشعب السوري في هذا العملاق قزما ومافيوزي , قياسا على جرائمه فهو من أكبر المجرمين , اما القول بأنه من أعظم العظماء فهذا ليس الا هراء .
هذا الزعيم العالمي ” يتحدى العالم “..قال السرجون, وأضاف ” ولم تهزه كل حفلات اللعب بالمسدسات” ومن المتوقع أن لاتهزه حفلات اللعب بالمسدسات , لأنه لاعب مسدس مرموق , ولا أصدق عيني عند قراءة أسطر نارام سيرجون , التي يقصد بها مديح الأسد , وما يقوله هو قدح بالأسد ,فالرجل الذي لايهتز أمام حفلات اللعب بالمسدسات لايمكن أن يكون رئيسا لجمهورية الحضارة سوريا , وانما من المتوقع أن يكون أحد الزعران أو أحد الشبيحة .
يستمر السرجون في ممارسة مديحه الغريب للأسد , حيث يتحدث عن عدم خوفه من العلوج (اقتبسها من محمد سعيد الصحاف ) ولا من ابناء العلوج …حيث لامعنى لهذه العبارة في حقل السياسة .., والهدف من تركيبة العلوج والعجول هو السجع .. موسيقى الكلمات وليس مضمونها , ومع نارام سرجون يجب أن يكون الانسان صبورا عند البحث عن المضامين أو الأفكار , وكما تلاحظون اننا في الصفحة الثانية , ولحد الآن لم يقل شيئا الا العنتريات والمديح الرخيص المبتذل للسيد بشار الأسد .
متابعة القراءة لاتترافق مع شيئ من المتعة ا , وفي الصفحة الثانية بدأ الصبر يتآكل , ومن يريد أفكارا من السرجون سيخيب أمله , اني انتظر فكرة واحدة على الأقل من الكاتب الملهم ,, الذي تابع مقالته النارية بالقول “في أحاديثنا عن بلادنا لسنا محايدين ولارماديين ولامجاملين .. مشاعرنا بارود وقلوبنا حجرات النار .. وأفواهنا شفاه جراح شقّها الرصاص .. وليس هناك أحلى على قلوبنا من أن نقيم مهرجانات انفجار أشلاء القلوب .. بعضنا رصاص وبعضنا بنادق .. وما أخطر الحديث مع الرصاص والبنادق عندما تنفعل .. وماأخطر أن يكتب أحدنا بالبارود على صفحات قلبه عندما تأكله النار ..” أن يقول نارام سرجون على أنه لايجامل فهذا أيضا هراء , وأن يقول على أن مشاعره بارود وقلبه حجرة نار , فهو يصف نفسه بالشبيح المجرم القاتل , وأين هي الفضائل عندما تكون المشاعر بارود والقلب حجرة نار , ثم يتابع العنتريات والانحطاط بقوله “بعد أحاديث الرئيس الأسد لاتمتلئ الأقلام بالحبر بل بالبارود .. وتستحيل المقالات الى مخازن رصاص “, هذا وصف لقاتل بربري وليس لانسان حضاري .
ثم يتابع السرجون حديث الرصاص والنار, الذي وجده في في كلمات الأسد , الذي أطلق التار بين رجلي الملك الانكليزي عبد الله …للتخويف …الأسد كاوبوي الشرق , يرشق الرصاص بين الساقين للتخويف , ويا لها من هزالة فكرية ومهزلة مسلكية !..ولا يفخر بهذا المستوى المنحط , الا من هو أكثر انحطاطا .
ثم يصور السرجون الأسد ..انه مدجج بالسلاح والصواريخ ويملك أبا عن جد أقوى جيش الشرق الأوسط ,والناتو يرتجف أمامه ويبلع ريقه قبل التورط في مواجهته واسرائيل ترتجف أيضا , والعجب هو ان اسرائيل تهاجمه دون أن ترتجف وعندما تريد ,وأول صفعة اسرائيلية تلقاها المدجج بالسلاح قبل عشرة سنوات وكان هناك في السنين الماضية أكثر من أربعة أو خمسة صفعات ’ آخرها قبل أسابيع ..ولا يزال الأسد يبحث عن الزمان والمكان للرد , واذا صح قول السرجون على أن كتائب الأسد هي الأقوى في الشرق الأوسط , وعدم رد الأسد يجعلني أشك في أقوال السرجون , أي أنه يكذب , أو أن الذي يرتجف هو الأسد , وهل هناك تفسير آخر ؟؟.
ثم يأتي السرجون الى توصيف اللقاء بين الأسد واردوغان, حيث “اقترب الأسد في حديثه من أردوغان الذي ملأ الشرق الأوسط بأنفاسه العفنة وزفراته الحرّى .. وصفعه على وجهه بكل قسوة كما يصفع الأستاذ المشاغبين والطلبة الغوغائيين المجانين في الصف .. ثم حلق له شاربيه .. وحلق له شعره على الصفر كما جناة الجرائم الأخلاقية .. ثم شده من أذنيه حتى احمرّتا .. وقال له (لاتفعلها ثانية يا رجب .. وتعلم الأخلاق والسياسة والصدق)..”هنا أذكر القارئ على أن نارام سرجون يتحدث في هذه العبارات عن “رئيس جمهورية” وليس عن واحد من” زعران باب التبانة “, وما قاله السرجون اضافة الى ذلك بخصوص اردوغان لايستحق فعلا أي تعليق ,فكلام الخوازيق السوقي , والكلام عن تأنيب الأسد له هو كلام لايمت للثقافة والتداول السياسي بصلة ..انها زعرنة , ومن الطبيعي أن يلتف الزعران حول نظام أزعر .
بعد الانتهاء من اردوغان , تحول السيد الكاتنب الى الأردن والى المدح والقدح , والى الثرثرة والكلام الفارغ , وفي القسم الأردني من مقالته الطويلة لم أجد فكرة لمناقشتها , وأصلا لاضرورة لما كتبته بخصوص مقالة نارام سرجون , الانسان يناقش أفكارا ,وعلى الانسان أن يناقش ولا يثرثر , وقد يكون التعرض للثرثرة ثرثرة أيضا , أعتذر من القارئ واعدا بأن لا أتعرض لثرثرات نارام سرجون مرة أخرى