ولاية الفقيه في الساحل ..اسدتستان !

ماهو سر اصرار الأطراف المتحاربة في سوريا على  الاستمرار في الحرب  وعلى رفض  أي حل سلمي ؟ بالتأكيد هناك لكل طرف مبرراته  , والمبرر الرئيس  هو اعتقاد كل طرف على أنه سينتصر, فالمعارضة المسلحة لاتعتقد على أن 20 مليون سوري  سيرفعون الرايات البيضاء في النهاية  أمام الأسد والبعض من الطائفة العلوية مهما طال أمد الحرب ..حيث ان المعارضة المسلحة  تعرف على انها تمثل حقيقة الأكثرية ,  ونصر الأكثرية  تاريخيا حتمي  , وهذا لايعني على  أن  نصر الأكثرية  من الممكن أن يبقي  في سوريا حجرا على حجر , نصر   الأنقاض على العمران , الا أن النصر آت  , ولو بعد عشرات السنين  .

الأسد يعتقد  على أنه سينتصر  , ذلك لأنه متفوق  عدة  على  تفوق الآخر عددا  , الا أن موضوع العدة والعد  فهو  أمر  يتضمن ماهو ثابت وما هو متحول , فالعدد سيبقى ثابتا , أما العدة فمتحولة  ,  وقصر نظر طبيب العيون يمنعه  من ادراك هذه الحقيقة , اذ أن احتكار العدة مرحلي  , لأنه يوجد في العالم الكثير من الأطراف , التي  تستطيع قلب تفوق العدة رأسا على عقب , وبدون مقابل , وهذا ما أثبتته الأشهر السابقة , حيث ظهرت أنواع جديدة من “العدة” في أيدي الثوار , وهذه الأنواع الجديدة قلبت مسيرة بعض المعارك رأسا على عقب .

في زمن قياسي لايتجاوز  العشرين شهرا  سيطرت المعارضة المسلحة على أجزاء  كبيرة جدا من البلاد , ومن كان يتصور انحسار سلطة الأسد  خلال هذه الفترة الزمنية  بالشكل  الذي انحسرت به , فسلطة الأسد على كامل البلاد كانت أكثر من مطلقة  , وقبضته كانت أكثر من محكمة  ,ولم تخل زاوية في سوريا , الا وتواجد بها ازلامه  وعسكره , ان ذلك حقيقة كان مفاجأة كبيرة .

حسابات الأسد تختلف عن حسابات المعارضة المسلحة , فالأسد يظن على أنه سينتصر  , حتى ولو انتصرت المعارضة  , ذلك ان انتصار المعارضة في دمشق  , يعني بالنسبة للأسد ترك الداخل  والرحيل باتجاه الساحل , ثم تأسيس دولة علوية  , والفرحة هنا  ستدوم في الجبال  سبعة أيام وسبعة ليالي , الأسد انتصر في  انشاء دويلة “الحلم ” , ولا فرق عند الأسد ان ترأس دولة سوريا  أو ترأس دويلة علوية , أما حسابات المعارضة  فلا تعرف  تلك البدائل  , وانتصار المعارضة في دمشق  , سيرغمها على شق طريقها الى الساحل  , حيث  يبدأ نوعا جديدا من الحرب بين دولتين  , قد ينال الساحل بعض الاعتراف من بعض الدول , وهذه الأطراف  ستقوم بدعمه   على المكشوف  وبدون تمويه , كما يحدث الآن مع ايران . 

للمعارك في المنطقة الوسطى من سوريا دلالات مهمة , السلطة تحاول  وضع حمص والقصير   والغاب  ..الخ  تحت سيطرتها , السبب هنا  هو  , اما ضم هذه المناطق الى الدولية العلوية  , التي تصبح عندئذ بأكثريتها البشرية   سنية ,  أو  استخدام هذه المناطق   كورقة  في محادثات حول الحدود وةالاعتراف المتبادل   وغير ذلك من الاشكاليات عند ترسيم حدود جديدة .

ماذا لو    كانت الدويلة العلوية مرغمة على   الاحتفاظ بالمناطق ذات الأكثرية السنية ؟, هنا  تلوح مشكلة كبيرة في الأفق  , انها مشكلة التهجير  وةالفرز الطائفي  , وةما يتضمن ذلك من  كوارث انسانية  وخلافات .

لايمكن الجزم على أن كل ماذكر سيكون في المستقبل  “واقع” , الا أنه بالتأكيد “امكانية” ..قد يحدث  ! وقد لايحدث  ,الا أن امكانية حدوثه كبيرة جدا  , واذا حدث   فستزمن الحرب  عشرات السنين ,  عندها  تستحق سوريا اسما جديد ..ليس قمعانستان  أو  أسدتستان  , وانما صوماليستان !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *