كيف سيتطور الحال في المستقبل ؟ الشيئ الثابت هو أن سوريا الأسد ستتحول الى سوريا بدون الأسد , وهذا شيئ مفروغ منه , سيان ان كان الأسد من عظماء التاريخ , أو كان من اقزام السياسة , سيان ان كانت هناك مؤامرة دنيئة , أو ثورة مجيدة .. فالأسد متواجد تحت ضغوط عالية جدا , ورفضه تقريبا عالمي , والمقاومة المسلحة سوف لن تنهزم والتآكل في سلطته سيحول السلطة يوما ما الى هيكل فارغ , لذا فان من يبحث في موضوع تطور سوريا , يجب عليه حذف امكانية انتصار الأسد , الا أن هزيمة الأسد قد تترافق مع خسائر عالية أو خسائر متوسطة الضخامة , هزيمة الأسد بخسارة قليلة هو أمر يجب حذفه أيضا , لأن الخسائر لحد الآن أكثر من متوسطة .
يبقى هناك اامكانيتان , اولهما أن يستمر الأسد كما استمر القذافي , وان، ينتهي كما انتهى القذافي , والأسد يقامر في هذه الحالة بحاياته وحياة عائلته , انه يعرض اولاده وزوجته الى مخاطر لايستحقونها , وما هو ذنب الأطفال , لكي يموتوا تحت وابل الهاون .
الأسد عنيد جدا , والعناد هو نوع من الغباء , واجتماعالعناد مع الغباء عند انسان ما يحوله الى وحش مفترس أحمق , ولا أظن على ان الأسد مهتم بمصير أولاده , ولو كانت عنده هذه الصفة الأبوية لما استهان بحياة أولاد الآخرين , من يحب أولاده ويحافظ عليهم , يحب أولاد الآخر ومن لايستطيح حب أولاده , لأنه لايحب الا نفسه , لايستطيع حب أولاد الآخر , والأرجح ان الأسد سيسير في طريق المغامرة والمقامرة , وسيخسر كل شيئ وسينتهي كالقذافي وصدام .
نظريا هناك للأسد مخرج أمين , فالأسد يستطيع حزم حقائبه ومع زوجته وألاده ويطير الى الخارج , عمليا لاتوجد دولة ترغب بوجوده, وحتى روسيا لاتريده حتى في سيبيريا , وايران حقيقة لاتريده , لأنه متعب لدولة ايران ,و وجود الأسد في ايران يكون ضارا بالعلاقات , التي يمكن أن تنشأ بين السلطة الجديدة ودولة الفقيه .
حتى لو بقي الأسد بعد انتصاره على المعارضة المسلحة والسلمية , فسوف لن يكون أسد الماضي , وسوف لن تعود سوريا الى سابق عهدها , وانتصار الأسد لايعني الا تحويلا كامل سوريا قبل ذلك الى أنقاض , حيث يرأس الأسد عندها الأنقاض .. سوريا الأنقاض , والأفضل القول سوريا المصوملة أو سوريا المؤفغنة , وانتصار الأسد لايمكن أن يتم الا بازمان الحرب , لتستمر سنوات بل عشرات السنوات , انتصار سريع ونظيف غير ممكن .
هل تستطيع سوريا أن تتقدم وتتطور وتصبح دولة محترمة وديموقراطية بدون الأسد ؟نعم وألف نعم , حتى أنه يمكن القول على أن غياب الأسد ضروري لانقاذ سوريا . وهل يمكن للأسد أن يعيش بدون سوريا ؟ نعم يستطيع بملياراته أن يعيش بدون سوريا ,ولا قيمة عملية لكون سوريا ضرورية للأـسد , حاجة الشعب أهم من حاجة الشخص , الأولوية للشعب , وليست للشخص .
حل الاشكالية السورية سهل جدا , على الأسد الرحيل , وتنتهي المشكلة , ولاصحة للادعاءات التي تقول , عل أن التذبيح سيبدأ بعد رحيل الأسد , التذبيح متواجد لطالما الأسد متواجد , وهناك العديد من الحلات المشابهة, حيث لم يبدأ التذبيح بعد رحيل الطاغية , وأوضح الأمثلة هو المثل اليوغوسلافي .