بمراجعة تطور الأحداث حول الكيماوي , نجد على أن اعلام الأسد هو أول من نشر خبر استخدام هذا الكيماوي في خان العسل من قبل المعارضة المسلحة , وهو أول من طلب لجنة تحقيق دولية , الا أنه أيضا أول من رفض هذه اللجنة , بحجة امتهان سيادة الدولة , وهل هناك دولة ؟, اليكم القصة التالية :
جلس فيلسوف سوري من مدينة اللاذقية في مقهى على شاطئ البحر يدخن أركيلته ويحتسي فنجان من القهوة , فجأة دخل المقهى بعض الشباب , بأمرة شبيح قرداحي اسمه فواز الأسد , الشبيح وجماعته اعطوا الأوامر للحضور بالانبطاح وافراغ الجيوب وتجميع الساعات وغير ذلك من المتاع , فما كان من الفيلسوف الا أن انبطح تحت الطاولة مدمرا من جراء سرعة الانبطاح الأركيلة , حيث اندثر الماء والتنبك على الأرض ,الفيلسوف اللاذقاني بقي منبطحا أكثر من ساعة من الزمن , وفي هذه الساعة لملم الشبيح ماخف وزنه وغلي ثمنه , وغادر المكان , وبهذه المناسبة فكر الفيلسوف بالشأن العام والدولة والقانون , وقال في مقال معروف العبارة التالية , الدولة تسقط عندما يسقط القانون , والقانون في سوريا سقط على يد الأسود والشبيحة , لذا يمكن القول , على أنه لاتوجد في سوريا دولة , لقد سقطت على يد الأسود , ولاوجود لسيادة دولة عندما لاتوجد دولة , ولا يمكن امتهان سيادة غير موجودة أصلا ,لذا فان تبرير رفض لجنة التحقيق بامتهان سيادة الدولة هو هذيان وهراء .
اعلان اجهزة اعلام السلطة المبكر عن الهجوم الكيماوي من قبل المعارضة المسلحة هو أمر تكتيكي , والهدف منه تأليب الغرب ضد المعارضة المسلحة , أي تخويف الغرب من مغبة وقوع اسلحة كيماوية بيد المعارضة واستعمال هذه الأسلحة ضد اسرائيل , كما ان الاعلان يتضمن تذكيرا بالخط الأحمر الأمريكي , أي على أمريكا ضرب المعارضة لأنها تجاوزت الخطوط الحمراء , وعلى أمريكا أن لاتميز بين السلطة والمعارضة في هذا الشأن .
أغلب الظن هو أن السلطة تخوفت من قدوم اللجنة , لذا سارعت في اختلاق اسباب للرفض ,والسيادة الوطنية هي قميص عثمان , لأنه من غير المفهوم كيف يتوافق احترام السيادة الوطنية مع التحقيق في حادثة خان العسل , أما التحقيق في أحداث شبيهة فيمثل امتهان للسيادة الوطنية ..لله درك ايتها السيادة الوطنية ..لله درك ياهيبة الدولة , التي سبب امتهانها الافتراضي في سجن الألوف من السوريين لعشرات السنين …
قصر الفترة بين الموافقة والرفض , يمثل قصر حبل الكذب , ويمثل أيضا نوعا من الاستحمار للأمم المتحدة , التي لها نظرة مغايرة لنظرة سلطة الأسد, فالأمم المتحدةلاتريد استخدام الكيماوي , الا أنها لاتريد أيضا تواجد الكيماوي في يد لاتستطيع منع تسرب هذا الكيماوي الى جهات أخرى , ومن أين أتت المعارضة المسلحة بالكيماوي ؟؟ هل اشترت المعارضة المسلحة الكيماوي من كتائب الأسد ؟ والمعارضة تستطيع شراء كل شيئ من الكتائب , أو انها استولت عليها من الكتائب , وفي الحالتين يمكن التحدث عن ” مقتل “سياسة الكذب الأسدية .
الطرف الأسدي أصيب بناء على ذلك بالفلتان وعدم الانضباط ثم عدم المقدرة على حماية الكيماوي من النهب أو البيع , اضافة الى الشك بكون هذا الطرف هو الذي استخدم هذا الكيماوي , وهذا الطرف هو الذي رفض مؤخرا التحقيق في الحدث وأحداث مشابهة , لذا فان الادانة مؤكدة , وثعلبيات الأسد لم تنجح في التمويه والتعتيم , نكسة جديدة , كذبة جديدة وخداع جديد , واين هي الجدوى من كل ذلك ؟؟؟كل ذلك مسمار جديد في نعش الدولة , التي انقرضت حتى قبل اشكالية الكيماوي ..
تذكروا مقولة اللاذقاني … تسقط الدولة بسقوط القانون !!! رحم الله ترابك يا أستاذ أنطوان مقدسي !
اذا كان الاسد لايريد اسخدام السلاح الكيماوي داخليا , ولايتجرأ على استخدامه خارجيا غلماذا اشترى الاسد هذه القمامة السامة ؟ قد يكوزن رامي مخلوف الوكيل الحصري لاستيراد هذه السموم , لااعرف بالتاكيد , الا أن ذلك قابل جدا للتصور
على فكرة , رامي يرسل هذه الايام رسائل sms للمشتركين في هاتفه , انه يعطي تعليماته بخصوص الوطنية وممارساتها , لا اعجب شيئا في سوريا الاسد