موضوعي هنا في هذا المقال هو امتداد للموضوع السابق “سوق الموت السوري”، وسأحاول أن أسلط بعض الضوء على الممارسات التي أدت إلى هذا الوضع المؤلم الذي تعيشه البلد. وسأركز هذه المرة على اللجان الشعبية أي العصابات المرتزقة الموالية للنظام. الاسم كما نلاحظ مشتق من “شعب” على الرغم من أن هذه اللجان لا تمثل “كل” الشعب وإنما “شعبيتها” محصورة بفئة معينة منه.“سوريا الله حاميها” هكذا تقول العبارة الشهيرة التي روجتها شركات رامي مخلوف في سوريا. الحقيقة أن هذه العبارة تستحق الوقوف عندها لأن بلداً كسوريا ينخر فيه السوس لهذه الدرجة كان من المفترض أن ينهار بدون تمرد مسلح أو”مؤامرة” خارجية. لا بد أن من ابتكرهذه العبارة لاحظ هذا الأمر وهو ما دفعه إلى الإيمان بوجود قدرة إلهية إعجازية مكنت هذا البلد من الصمود…العبارة لم تعد تعني شيء بعد أن تحولت سوريا إلى دولة مفتتة، أما حامي سوريا الحقيقي هو “حراميها” كما سأوضح فيما بعد.الكل متورط بتجارة الموت من أجهزة الأمن وكلابها ولجانها الشعبية إلى وزارة المصالحة “المناكحة” الوطنية التي تقوم بدور السمسار بين عصابات النظام والجيش الحر، وتأمين نجاح الصفقات وتبادل الأسرى والرهائن في جو من “الوحدة الوطنية” حيث يخرج الكل من هذه الصفقات راضي وسعيد و”رابح” في نهاية المطاف. الجميع يركز على هذه المرحلة وكأنها فرصة العمر يريد من خلالها تحصيل أكبر قدر ممكن من المكاسب بغض النظرعن الأخلاقيات أو المنطق. كل شيء له سعر ويباع ويشترى في سوريا من السلاح إلى قطع غيار البشر. من يقوم بحماية البلد إضافة إلى جيشنا “الباسل” الذي يسطر ملاحم مذهلة في الفترة الأخيرة، هم أجهزة الأمن وشرطة حفظ النظام والظاهرة الجديدة التي تدعى بالجان الشعبية المخلوفية (نسبة إلى المحسن وفاعل الخير الكبير رامي تيريزا مخلوف). في بعض الأحيان يطلق البعض تسمية شبيحة على هذه اللجان وهنا يجب التمييز بينها وبين عناصر الأمن الذين يوضعون غالباً في نفس البوتقة. وسأتحدث بشكل أساسي عن هذه اللجان المنتشرة في دمشق وريفها والتي يطلق عليها سكان دمشق اسم “اللجان الكلبية”. كل المعلومات التي جمعتها عن هذه الكائنات “الشعبية” من أشخاص أعرفهم في دمشق (حياديين أو حتى مؤيدين)، تؤكد أن هذه اللجان عمقت الشرخ الطائفي في سوريا وهي أحقر وأخطر الأساليب الخاطئة التي اتبعتها الأسرة الحاكمة في إدارة الأزمة. لكي ندرك حجم المصيبة التي حصلت من هذه اللجان لا بد من شرح آلية عملها ومن يقف وراءها. اللجان الشعبية في دمشق وريفها تضم بشكل رئيسي أبناء التجمعات العلوية ربما باستثناء صحنايا وجرمانا حيث يقوم أهالي هذه المناطق (الدروز) بحماية أنفسهم ضمن تسمية اللجان الشعبية أيضاً -واعذروني للتفصيل الطائفي ولكن لا بد من توضيح الأمور- فاللجان الشعبية وبأغلبيتها الساحقة 90% تتكون من شباب الطائفة العلوية “الكريمة”. أما تمويل هذه العصابات فيتم عبر جمعية البستان ورئيسها الأستاذ الفاضل رامي مخلوف الذي تفرغ لأعمال الخير بعد بدء الأحداث في سوريا، فيما تقوم المخابرات الجوية بإصدار رخص السلاح والبطاقات الأمنية لهذه اللجان ومراقبة وتنظيم عملها. طبعاً الأم تيريزا مخلوف تدفع لعناصر اللجان الشعبية في دمشق راتب شهري حوالي 12-15 ألف ليرة سورية وهو مبلغ تافه في ظل الغلاء الفاحش، لذلك تم ابتكار نظام حوافز ونهب يشبه نظام “الغنائم” التي تتبعه المليشيات الإسلامية لتشجيع العصابات على “العطاء” والتفاني في حب الوطن والقائد.سرقة ونهب ورسوم عبور وتواطئ مع زملائهم العاملين في العصابات الإسلامية المعادية كل هذا يحصل الآن في سوق الموت السوري ويضع النقاط على الحروف في الكثير من التفجيرات التي تمت في مناطق تخضع لسيطرة هذه اللجان الشعبية (على سبيل المثال تفجيري قدسيا والمزة 86 ) وكيف استطاعت المليشيات الإسلامية عبور حواجز أشقائها في اللجان الشعبية وتمرير المتفجرات. وهنا سأورد بعض الحوادث “الموثقة” التي تكشف فضائح هذه العصابات “الطائفية” المسعورة في دمشق وريفها. قبل عدة أيام قام عدة شبان من قرية الفوعة (قرية شيعية في محافظة إدلب) وهم دورية لجان شعبية يتنقلون بسيارة كيا بيضاء بخطف رجل مسن عمره حوالي 70 سنة من داخل محله في منطقة المرجة مع حفيده (17 عاماً). السبب ببساطة هو أن الرجل من جوبر ولأنه في المقابل فإن مليشيات جوبر الإسلامية قامت تحت قيادة شخص يدعى “أبو هارون” بخطف أحد شباب “الفوعة”. أي أن عصابة اللجان الشعبية المؤلفة من أبناء إحدى القرى “الشيعية” في إدلب خطفوا شخصاً “سنياً” من جوبر رداً على خطف شخص من قريتهم ومن طائفتهم من قبل عصابة تابعة لما يسمى بالثوار. العين بالعين والخطف بالخطف والخروف بالخروف وهذا للتذكير والتأكيد يحصل في دمشق وفي مركزها تحديداً. أي لا وجود لأي شكل من أشكال القانون حتى في العاصمة وهذا يعني أن النظام وعصاباته لا يختلفون كثيراً عن عصابات الثورة الإسلامية.قصة أخرى وأكثر أهمية وهي قصة شاب يدعى كنان الحريري ابن المدير السابق لإدارة الهجرة والجوازات. ذهب كنان إلى قطر قبل عدة أشهر بحجة التجارة بقطع السيارات وبدأت مظاهر النعمة والثروة تظهرعليه بشكل ملحوظ. وقبل فترة قريبة وبينما كان مع صديقه (شاب من آل زرزور) في المزة قرب مشفى ال 601 العسكري، قامت سيارة كيا بيضاء بخطف كنان الحريري وصديقه. أهالي المخطوفين أجروا الاتصالات وعند سؤال حاجز الأمن العسكري المتمركز قرب الكازية القريبة من مشفى ال 601 علموا أن سيارة الخاطفين تتبع للجان الشعبية وأن الخاطفين وعند مرورهم من الحاجز قاموا بتقديم بطاقات أمنية صادرة عن المخابرات الجوية فقام عناصر الأمن العسكري بالسماح لهم بالعبور.استطاع الأهالي التواصل مع اللواء جميل حسن مدير المخابرات الجوية الذي غضب وجن جنونه عندما علم أن الخاطفين وهم من اللجان الشعبية طلبوا مبلغ كبير حوالي 3 ملايين دولار مقابل الإفراج عن كنان الحريري. ليكتشف جميل حسن أن هناك أمر وراء هذه الحادثة أكبر من قصة خطف بسيطة. فالمدعو كنان الحريري عندما كان يزور قطر كان يلتقي برسلان الخياط، شقيق زوجة محمد حمشو رجل الأعمل الشهير والمقرب من النظام. علماً أن “الحاج” رسلان وهو شريك للحمشو غادر إلى قطر مع زوجته وأولاده وهو منذ سفره لا يخفي دعمه للكتائب الإسلامية وبشكل خاص لواء الفرقان وزعيمه أحمد الخطيب “كلينتون”. كنان الحريري على علاقة صداقة مع أبناء رسلان وكانوا يقومون بإرسال المبالغ المالية عن طريقه ليوصلها إلى لواء الفرقان. وآخر دفعة وصلت إلى كنان هي مبلغ ال 3 ملايين دولار فقرر كنان أن يبلعها الأمر الذي دفع كتيبة الفرقان إلى ترتيب عملية الخطف عن طريق عميل لها في اللجان الشعبية. وهكذا تمت عملية الخطف وتسليم كنان للواء الفرقان الذين يطالبون أهله بالمبلغ “كامل” وهو 3 ملايين دولار.هذه عينة عمن يقود الثورة والمبالغ الخيالية التي تحول لهم وفساد وتواطئ الأمن واللجان الشعبية. قائمة الحوادث تطول فهناك مثلاً حاجز للجان الشعبية في اتوستراد العدوي يتقاضي على عبور أي شاحنة قادمة إلى دمشق مبلغ 5 آلاف ليرة “للإعفاء” من التفتيش. وهناك قصة أجمل رواها لي نفس المصدر عن عضو في اللجان الشعبية في حلب كان يتلقى كل يوم 100 طلقة كحصة له يطلق منها بضعة طلقات ويقوم بإخفاء الباقي إلى أن يصبح عددها ثلاثة آلاف طلقة ويبعيها لمليشيات الجيش الحر!في حلب أيضاً انتشرت ظاهرة أن المشرف على كل عصابة من هذه اللجان يدفع لهم 7 آلاف أي أن زعيم العصابة يشارك عناصره في رواتبهم مقابل إطلاق أيديهم على السرقة والتشليح والأتاوة (تكتيتك دبر حالك الشهير).الجيش الباسل والمخابرات والأمن يطبقون أيضاً تكتيك “دبر حالك” مع عناصرهم، وهكذا تتحول السرقة والنهب إلى محرك وحافز للقتال، لأن الموضوع هو مسألة حياة أو موت ولا بد من مكافأة تشجيعية وهي السرقة التي تتم غالباً بعد فرار الأهالي والمسلحين من المناطق “المعارضة” وعلى ثلاث مراحل، الأولى بعد السيطرة على هذه المناطق مباشرة حيث تقوم عناصر الحرس الجمهوري والأمن بتحميل العفش بسيارات الجيش الباسل، والثانية دخول عناصر الأمن الداخلي (الشرطة) واللجان الشعبية لسرقة “العظام” التي تركها الجيش والأمن ثم المرحلة الثالثة والأخيرة عندما يأتي اللصوص “المستقلون” الذين قد لا يبقى لهم سوى الشبابيك والسيراميك أو تمديدات الكهرباء، وهكذا تتم إعادة هذه البيوت المنهوبة إلى حالتها قبل الكسوة أو كما نقول بالعامية على”العظم” ناهيك عن الخراب والدمار. طبعاً عمليات النهب هذه ولدت أسواقاً وتجارة رائجة لتصريف هذه المسروقات للناس التي تعرف غالباً تعرف مصدر هذه البضاعة ومع ذلك تشتريها.الشعب يريد حبة “بالتان”الشعب يريد حكم إسلامي لأن الشعب إما مرتزق وينفذ أجندة لحرق سوريا وتفكيكها أو متخلف وجاهل وأصبح يعتقد أن السلاح الذي يحمله يخوله أن يفرض رأيه مهما كان تافهاً ولا قيمة له كرأي شيخ المجاهدين أبو الطيب الذي أعلن في رسالة وجهها للائتلاف أن “كل” الشعب بما فيهم كاتب هذه السطور يريدون رفع راية لا إله الله وتطبيق شرع الله. طبعاً أبو الطيب لم يستشرني أنا و “كل” الشعب بالموضوع ولكنه أبو الطيب!! كل شيء بعد أن يغلف بالقشور الدينية، يصبح مقدساً وذو قيمة “ثورية”. هناك حاله حرب يعيشها الشعب السوري تشبه الصراع بين أنصار النبي وقريش. أي أن ثوار “الله أكبر” تقمصوا شخصيات صحابة الرسول ووضعوا أعداءهم أي “النظام” في مرتبة كفار قريش. الاعتقاد السائد لدى جماعة الصحابة أنه بمجرد سقوط النظام “الكفار”ستقوم دولة الخلافة السعيدة في سوريا ويعم الخير والسلام وتصبح سورياستان من الدول المتقدمة التي نجحت فيها التجربة الإسلامية المباركة كالصومال وأفغانستان…أحد أصحاب السوابق في مجال المخدرات في ركن الدين بدمشق ويدعى”المجاهد” سعدو الغزاوي أصبح بعد هبوط الوحي عليه فجأة قائداً لكتيبة شهداء ركن الدين، ليتحول سعدو إلى مخلوق نوراني ملائكي، لايقدر على نطق جملة واحدة إلا إذا بدأها ب “قال الله تعالى، وقال رسول الله…….” ولا يستطيع أن يحرك قدمه من مكانها إلا بعد أن يبرر ذلك بآية أوبحديث مسند وصحيح. مع ذلك فإن سعدو اكتشف أن بإمكانه استخدام خبراته “القديمة” في عملية التحضير النفسي والمعنوي للمعركة، فابتكر تكتيكاً يحسب له ليرفع من معنويات عصابته عند المواجهات مع الأمن والجيش وذلك بإعطائهم حبوب “البالتان” المخدرة والتي تبين أنها “تثبت أقدام” أبطال كتيبته في الموجهات مع الكفار لكن لا نعلم إن كانت “تسدد رميهم” أيضاً. في برزة أيضاً أهم “أبطال” الجيش الحر هما فهد وشقيقه عهد المغربي ،من تجار المخدرات وأصحاب السوابق وكأن هذه الفئة “الكريمة” من المجتمع تعتقد أنها إذا ما تم سقوط النظام سيتم حرق أرشيف وملفات الأمن الجنائي. الطرفان يمارسان أساليب قذرة، المجاهدون لا يهمهم سوى أن يعززوا شعبيتهم على الأرض ولو كان ذلك بسرقة ونهب الدولة. فعلى سبيل المثال قرأت قبل عدة أيام دعوة من أحد “الثوار” للمجاهدين لمهاجمة المصارف ومخازن الغذاء والسلاح والدواء والألبسة ونهب مؤسسات الدولة وأي شيء على علاقة بالنظام “الكافر” وتوزيع “الغنائم” على الأهالي المنكوبين ليكسب المجاهدون ودهم وبذلك يكون ولاء الاهالي لهم فقط وليس لمنظمات الإغاثة الدولية. وهذا نص الدعوة أنقله كما هو:” المجاهدون الكرام … الشعب السوري يعيش في حالة من الضنك والجوع .. ويجب على المجاهدين أن يساعدوه على كسر حالة احتكار النظام للغذاء والدواء…. اعلموا أن بلدنا غنية بالسلاح والمال والمؤن ولكن يجب الوصول إليها بسواعدكم المفتولة وأذهانكم الذكية والله معكم ويوفقكم ويسددكم”. طبعاً “الأذهان الذكية” تقوم بهذا من دون أن تقراً هذه الدعوة الكريمة وخير دليل على ذلك هو أن مستودع الأدوية في عين ترما (ريف دمشق) والذي يحتوي على أدوية السكري والسرطان تم نهبه بالكامل قبل عدة أيام!جمهورية سوراقياقرأت مؤخراً عن عزم العراق وسوريا إعلان وحدة فيما بينهما. لا أعرف مدى مصداقية الخبر لكنه يشبه الأخبار التي تسربها أجهزة النظام وأبواقه لرفع المعنويات. هل هذا ممكن أو قابل للتطبيق؟ الكلام جميل لكن التجربة والتاريخ يؤكد أن هذه الشعوب لم تصل إلى مرحلة نضج كافية لإعلان وحدة فيما بينها. الوحدة لا تتم بين بشار ونوري ولا بين زيد وعمر، الوحدة تكون بين شعوب ودول متماسكة. الدولتان (العراق وسوريا) عاجزتان عن بسط سيطرتهما على كامل أراضيهما. شمال العراق يخضع لسيطرة الأكراد تحت مسمى الحكم الذاتي أو الفدرالي وهؤلاء الأكراد لديهم جيش (البشمركة) أقوى من الجيش العراقي ولا مانع لديهم من إعلان حرب على بغداد من أجل الحفاظ على هذا الوضع كما شاهدنا في التطورات الأخيرة في كردستان العراق، وفي الوسط هناك مشاكل بين السنة والشيعة ونشاط كبير لتنظيم القاعدة، وفي الجنوب لدينا مقتدى الصدر ومليشياته الطائفية. وإذا افترضنا صدق القصة ووجود النوايا النبيلة وأن الدول العظمى والإقليمية سمحت لهذه الدمى بالوحدة أو الاتحاد فكيف يتوقع الحمقى والحشاشون أن يرى النور اتحاد بين دولتين فاشلتين أو بين النظام السوري الذي فقد أصلاً السيطرة على حدوده مع العراق، وبين العراق الذي يعيش حرب أهلية بين السنة والشيعة وقد يشهد في أي لحظة حرب أخرى بين العرب والأكراد. لنتوقف عن تعاطي المخدرات والحشيش وحبوب “البالتان” وسيمو الأخضر… ولو ليوم واحد كي نستطيع أن نفكر بجدية كيف بإمكاننا أن نوحد العراق وأن نوحد سوريا قبل أن نوحد العراق مع سوريا. دولة حلب الإسلاميةبيان الكتائب الإسلامية المقاتلة في حلب أثبت أن “الثورة الإسلامية” من المستحيل أن تقدم إلى سوريا سوى الخراب والتدمير والتخلف، ومن يقف معها ويحاول إيجاد مبررات لها إما أحمق أو مرتزق أو مريض نفسي!! وهنا سنردد اسطوانتهم بتحريف بسيط وهي: الرحمة للشهداء والشفاء للمجانين والمسعورين أما الحرية فلا فائدة منها إذا كانت بعد الموت أو بعد فقدان الملكات العقلية.في كل مرة يحاول من يدّعون الفكر والثقافة بالتبرير أو محاولة الإخفاء والتعتيم على أجندة “المجاهدين”، يقوم الثوار بحركة لا يمكن إخفاءها كحيوان أكل وشرب ويقوم بشكل عفووي غريزي باستكمال دورة الحياة بالمكان الغير المناسب. نحن أمام ثوار لا يقرؤون المفكر الكبير ياسين الحاج صالح والذي لم أستطع أن أكمل السطر الثالث أو الرابع من الملاحم الثورية الدونكيشوتية التي يكتبها. نحن أمام أشخاص تمولهم وتقودهم أجهزة مخابرات وأنظمة وشيوخ وعندهم مخطط واحد وهو القضاء على دولة الكفار(أي تدمير سوريا) وإقامة حكم إسلامي يدار من بدو الخليج وليس من فلاسفة “الرقة”. أصبح في حلب هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإدراة مطاوعين من السعودية يحملون بنادق الكلاشينكوف “لتذكير” الناس بضرورة الصلاة. ائتلاف معاذ الخطيب حتى لو وقفت وراءه فرنسا والولايات المتحدة وقطر وتركيا، لن يرى النور على الأرض لأنه لا يمثل الكثير من السوريين ولا يمثل أغلب الكتائب الإسلامية المجاهدة التي تريد إقامة نظام إسلامي “عادل”. فهؤلاء أصبح السلاح بأيديهم بعد أن كانوا ضعفاء ويعتقدون أنهم الآن وحدهم أصحاب القرار في دولة الخلافة القادمة. دولة حلب الإسلامية ليست أول إعلان إسلامي واضح، فتجمع أنصار الإسلام لعصابات دمشق وريفها تبنى أيضاً “راية لا إله إلا الله” وأعلن عن سعيه لإقامة دولة إسلامية. في الختام سلام وأريد أن أوجه كلامي للمرتزقة أو للحالمين من تجارهذه الأزمة الذين يعتقدون أنه وبعد سقوط النظام سيكون لهم دور في سوريا (منصب أو أي شيء آخر)….. وأقول لهم: لن يكون لكم شيء في سوريا وربما لن تعودوا إليها. ومن يعتقد منكم أنه “مفكر” وفيلسوف وأنه يكتب أدبيات هذه الثورة…. أريد أن أطمئنه وهو في مقر إقامته في منزل السفير الأميركي في دمشق أن قيمة ما كتبه ويكتبه عن هذه المهزلة “فكرياً” وثقافياً” و”أكاديمياً” لن تتجاوز قيمة كتاب الأبراج لعام 2005 لماغي فرح في رأس سنة 2013.