القابون ..اسم مجزرة اليوم

المجازر تتكرر يوميا في سوريا  , منها باسم كمجزرة الصنمين   أو الحولة أو داريا , ومنها بدون اسم معين , ولايوجد عمليا فرق  بين الشكلين  , .

  يوم  14-4-2013   فجعنا بمجزرة القابون  , التي راح ضحيتها  11 طفلا  , منهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة كانت قد نزحت من حلب طالبة الأمان في القابون , طائرات الأسد  حولت الأمان  الى  مجزرة  راح  الأطفال ضحيتها , كل ذلك  يحدث يوميا  وبأمر من الرئيس  , والرئيس  مرتاح في القصور , وليس عنده  القدرة والقابلية ليضع نفسه مكان الأب المفجوع بثلاثة من أطفاله ..ماذا سيحدث لو فجع الأسد بأطفاله ؟؟

هناك بدون شك فروق كبيرة بين أولاد سيد الوطن , وبين أولاد  العامة , كالفروق  بين المقدس والمدنس , وليس في هذه العبارة أي مبالغة  ..الأسد وسلالته مقفدسين  , ولو لم يكن مقدسا  لما قيل  الأسد الى الأبد أو الأسد أو نحرق البلد  أو الأسد أو لا أحد, فكل هذه الخواص   مثل الأبدية  أو لاأحد يمكن أن يكون كالأسد , هي خواص الهية , وليس للسوري الا أن يركع ويقبل المكان الذي يضع الرئيس قدمه به (مطرح مابتدوس نصلي ونبوس), العامة متهمة بالخيانة حتى يثبت العكس  والولاء للأسد هو معيار الوطنية , وهل يوجد في العالم مهزلة من هذا المقياس  الا في كوريا الشمالية , وحتى وضع كوريا الشمالية أفضل من الوضع السوري , فكوريا الشمالية دولة ديكتاتورية توريثية , الا انها دولة “علمية”  تصنع الصواريخ  والطائرات  وتصدر آلة الدمار والحرب الى  ديكتاتورات أخرى  مثل الديكتاتورية السورية  , التي لاتصنع الا الموت .

لقد بلغت التفاهة السورية حدا اسطوريا , الا أن التفاهة والسخف  قد يكون  شريرا (الفيلسوفة الألمانية هنا آرند  وشرور التافه ),  تافه في المضمون  , الا أنه  عملاق في الشرور …شعارات  هزيلة وتهريجية  , الا أنها  تقتل وتبرر القتل  وذلك بالمئات لا بل بعشرات الألوف   , وحتى من الأطفال فقد قتل الأسد لحد الآن مايزيد عن 15000 طفل , وهل يعرف العالم أو التاريخ جزارا من هذا المقياس ؟. القابون لم يتعرض الى مجزرة واحدة  , ومن يتصفح تطورات الأحداث في سوريا  , يجد على أن القابون كان  المكان الذي  تعرض الى عشرات المجازر  , والمكان الذي تم به قتل الألوف من البشر  , وحتى الحجر لم يسلم من شرور التافه .

لماذا كل ذلك؟ , وهل تستحق قيادة  رجل من مقاس الأسد  تدمير سوريا  ومقتل اطفالها وتخريب مستقبلها ؟؟ هل قيادة الرجل حكيمة بالشكل الذي تدعيه زبانيته ؟ هل تقدمت  سوريا ديموقراطيا  واجتماعيا  تحت قيادة الحكيم , أوةان قيادة الحكيم ووالده من قبله دمرت سوريا تدميرا شبه كامل , هل يستحق ابقاء الأسد  حاكما مطلقا ديكتاتوريا جزارا قاتلا كل هذه الخسائر  , ولماذا على أكثر من 40000 شاب علوي   أن يموتوا من أجل الأسد ؟..من أجل تفاهة الشرير !.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *