فعلا انه للأسف مختل !

سؤال.. المشكلة أن هناك أحاديث كثيرة يروج لها.. هناك أناس يتحدثون عن تقسيم جغرافي وتقسيم طائفي وحتى مذهبي.. سيادة الرئيس.. هل هذا حقيقة فعلا.. أم هو يدرج في إطار الترهيب والحرب النفسية التي لا تزال ركنا أساسيا من أركان هذه الحرب الدائرة على سورية.

السيد الرئيس: طالما أننا لا نخشى من الطائفية.. فلا أعتقد أن هناك أسسا حقيقية للتقسيم. التقسيم لا بد له من حدود دينية أو طائفية أو عرقية.. عمليا هذه الخطوط غير موجودة لأن المجتمع السوري مندمج تقريبا في كل منطقة من سورية.. وأحيانا في كل قرية من القرى الصغيرة.. أحيانا على مستوى ما نسميه “مزارع” وهي أصغر من قرية وغير موجودة على الخريطة الإدارية.. نرى هذا الاندماج على مستوى التزاوج والعائلات فمن الصعب أن يكون هناك تقسيم من دون خطوط من هذا النوع.. لكن أعتقد بأن ما ينشر من خرائط أو يسوق بطرق مختلفة ويسرب للسوريين بمختلف المستويات هو جزء من الحرب النفسية وجزء من الهزيمة التي دائما أتحدث عنها والتي أسميها الهزيمة الافتراضية أو الهزيمة المجانية.. أي أن يرسلوا رسالة للسوريين ويقنعوهم.. بـ “أنكم لن تكونوا قادرين بعد الآن على أن تعيشوا كما كنتم في السابق.. بلدا موحدا..، أنتم غير قادرين أن تعيشوا مع بعضكم البعض.. أنتم شعب مقسم بطبيعته” عملية إيحاء الهدف منها تكريس هذه القناعة لدى السوريين.. أيضا هذا الطرح لا يقلقني طالما أن الطرح الأول وهو الطرح الطائفي..وهو الأكثر خطورة قد فشل.. ولم يعد هناك عمليا من أسس لكي تبنى عليها هذه الخرائط.. أو أي تسريبات وأفكار يمكن أن تنقل إلينا بشكل مشابه.

لقد اقتبست من مقابلة الرئيس مع الاخبارية السورية سؤال واحد وجواب واحد فقط , والقصد هنا ليس مفاكرة السيد بشار الأسد  , لأنه لامفاكرة بدون فكر وأفكار ,وعندما يتحدث شخص ما  عن قضية ما  , فاما أن يقال  على أنه متمكن  من حديثه وأفكاره , أو أن يقال على سبيل المثال على  انه ينظر , أي يتحدث نظريا عن أمور لاخبرة شخصية  له بها , أو يقال على أنه يراوغ ,او ينافق , أو يكذب  ,  وتوصيف الحديث  بمفردة “مختل”  يرتكز على وجود خلل في الحديث , فالحديث الانفصامي هو حيث مختل , حديث  بدون  نسيج وبدون روابط   وهذا مايسمى  في علم النفس  الحديث “السلطة”   تشبيها بالسلطة   المؤلفة عادة من عدة مواد مختلفة  من  البندورة الى الخيار الى الزيت والملح  وغير ذلك ,وفي جوابه  المرفق  طيا  قدم السيد بشار الأسد صحنا  ليس شهيا (اننا في مجال الحديث السياسي ) من السلطة  , حيث  عدم الترابط وعدم الاستقامة وعدم  المنطقية وعدم التركيز ..خلط الحابل بالنابل  , والنتيجة “سلطة” . ولكي لايتهمني  أحد  بأني أتحدث “سلطة”  , لذا  وجب على البرهنة على “سلطة” الرئيس السيد بشار حافظ الاسد  قدس الله سره   وحفظه من كل مكروه .

قال سيد الوطن :”طالما اننا لانخشى من الطائفية, فلا أعتقد ان هناك اسسا حقيقية للتقسيم ” ,  فهو لايجد لتقسيم البلاد أي أساس ,  واذا لم يكن للتقسيم أي أساس , فلماذا يحذر الرئيس ليلا نهارا من مخاطر التقسيم , وكيف لاير الرئيس أي أساس للتقسيم  عندما  يحارب الأكراد منذ عشرات السنين من أجل دولة مستقلة   ,  ثم  لماذا    حرمت السلطة الأسدية  110000 كردي من الجنسية السورية  , ولماذا  كان  توطين الأكراد في مناطق ضمن الحزام العربي ضروريا , ولماذا  أحيط الحزام العربي بحزام آخر هو الحزام العلوي , , ولماذا يريد 95% من العلويين دولة علوية  ,  , ولماذا  يتحدث اذناب النظام عن دولة سوريا الشمالية  , وماذا عن الماضي  وعن التقسيم  الذي كان واقعا لأكثر من عشرة سنوات  , ألم تكن هناك دولة علوية ؟  , ولا  أريد  هنا  ذكر أسماء من باركها ومن ارادها … انه الماضي  وما فات مات .. كل ذلك  يتم تتويجه  بالمساعي الحميمة  من قبل الرئيس ومن يرأسهم  لانشاء دولة علوية  عند فشل الرئيس  بابقاء السلطة العلوية حاكمة ومتحكمة في كامل البلاد .. هل كل ذلك هراء  واختراع مغرض , أو انه  قناعة  فقط أو واقع أو كلاهما ؟؟.

 ثم  العبارة التي بدأ الرئيس جوابه بها  “طالما  اننا لانخشى  من الطائفية   , عندئذ لاتقسيم , والأسد فعلا لايخشى من الطائفية لأنه  يريدها وقد حقق لها وجودا في المجتمع اتلسوري  ؟  وقد يفهم البعض  مدلولا آخر لعبارته , انه متأكدمن  أن  طيفنة المجتمع السوري غير ممكنة, وهنا أسأل  ان كان له عين واذن وعقل ؟ ألا يرى الواقع السوري المتشبع  بالطائفية   ؟ألا يدري على أن ترتيباته الادارية من الألف الى الياء  ترتكز على  السلم الطائفي  الذي عكسه الاسد , لحوالي 10% من الشعب السوري  حصة 90%  من  المناصب الادارية والعسكرية (من بين أكبر 90 ضابط في الجيش السوري , 83 من الطائفة العلوية ) , ولحوالي 90% من الشعب السوري  مايقرب 10% من المناصب الادارية  , والبعثات الى الخارج  100% من الطائفة العلوية , الجمارك 94% من الطائفة العلوية  الخ .

اللخبطة (كصحن السلطة) في حديث الأسد تكمن في عدم وجود رابط بين عدم خشيته  المنافقة من الطائفية , وبين ادعائه بعدم وجود أساس للتقسيم , ثم  بتنكره للواقع الطالئفي في البلاد , وتنكره للتقسيم,  الذي أصبح واقعا , ثم محاولته  ازالة الشبهة عن شخصه في موضوع التقسيم , الذي يريده  في حال تعرض رئاسته السورية الى المخاطر , عندها يلجأ  مرغما الى الرئاسة العلوية ,انه يفضل  المملكة الأكبر , ويكتفي بالأصغر, عندها يجب تدمير الأكبر طبقا للشعار ..الأسد أو نحرق البلد !

فعلا انه للأسف مختل !” comment for

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *