قراءة متأنية لمقابلة بشار الأسد مع الاخبارية

في البداية ليس من الخطأ القول أن المقابلة كانت تكراراً لخطاب النظام الرسمي ولطريقة فهمه ( للأزمة ) منذ بدايتها ، الشئ الجديد هو في وضوح الخطاب الموجه للغرب ولو بألفاظ عدائية ومفاده : ألم أقل لكم ؟ إنها القاعدة … ومصلحتكم في أن تستفيدوا من أخطائكم في أماكن أخرى وتقفوا معي ضد القاعدة وإلا ستدفعون ثمن ” دعمكم ” للقاعدة ” في بلدانكم
وفي التفاصيل :
في توصيفه للأزمة قال الأسد ما معناه : إنها حرب والأعداء فيها هم ثلاثة ، ( الغرب وأمريكا – لصوص ومرتزقة – متطرفون تكفيريون ) ، وفي هذا تأكيد على الخطاب القديم ذاته في نكران أي دور للجماهير المنتفضة والمطالبة بالحرية ، فالقضية كلها اعتداء خارجي أول من بدأه هم أطفال درعا ، أما الشعب فليس له أي دور فيها
في جوابه على ما يقال عن الطائفية واستخدام الفكر الطائفي ، يقول الأسد : إننا نراهن على وعي الشعب …. الوضع الآن أفضل من بداية الأزمة … الان صرنا ندرك قيمة الأمن والآمان والتجانس الذي كنا نعيشه …. ويدلل على ذلك بمجالس العزاء التي أقيمت للبوطي وهي مجالس عفوية لا دخل للدولة فيها وقد أقام بعضها مسيحيون حزنا على البوطي
إذا كان رئيس البلاد يرى أن مستوى الحديث والسلوك المبني على أساس طائفي هو اليوم أفضل مما كان في بداية الأزمة ! ، فهذا يعني مصيبة كبيرة في تقدير الأمور وكيف يكون ذلك منسجما مع ما يقوله النظام نفسه عن السلوك الطائفي لقوى المعارضة ؟ هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن كل منصف يدرك أن الخطاب الطائفي قد تصاعد في الآونة الأخيرة ، وبعد أن كانت أشد المناطق محافظة مثل دوما ترفع شعارات مثل ( الشعب السوري واحد ، اسلام ومسيحية دروز وعلوية نحنا بدنا حرية ) ، فقد صار الخطاب الطائفي سائدا في كثير من المناطق ، ثم كيف يستوي أن نكون أدركنا قيمة الأمن والتجانس الذي كنا نعيشه – اي بعد أن فقدناه – مع القول أن الوضع الآن أفضل من البداية ، ثم وإذ لا يستطيع أحد أن ينكر أن للبوطي مؤيدون كثر ومريدون ، ربما كان أكثرهم يؤيده ويحبه لعلمه الديني قبل أي شئ آخر ، لكن هل يريد الأسد أن يقنعنا أن مجالس العزاء الاستعراضية كانت عفوية حقا ؟ تلك المجالس التي أقيمت في المحافظات وتبارى فيها ممثلي الطوائف المصنعون في أقبية الأمن تباروا على الاشادة بالبوطي ، بطريقة مفضوحة !
ومن جملة التبريرات التي ساقها لتفسير وجود مناطق تسمى ( محررة ) خارج سيطرة الدولة ، ما قال أنه أولوية الحرص على المدنيين أي أن الجيش ينسحب من منطقة ما أو يتركها إلى حين تحت سيطرة المسلحين حرصا على المدنيين ولإعطاء الأولوية للناحية الإنسانية
يستنتج السامع أن 100 ألف شهيد ( غير شهداء الجيش ) مع أسرهم و 60 ألف مفقود مع أسرهم و أكثر من 100 ألف معتقل مع أسرهم و7000 شهيد طفل مع أسرهم وحوالي مليوني نازح خارجي وخمسة ملايين نازح داخلي ، كل هؤلاء مستثنيون من الرأفة الإنسانية لقوات الأسد وهم ليسوا مدنيين بأي حال من الأحوال ، ويخرج من تصنيف المدنيين أولئك الذين تسقط على رؤوسهم صواريخ سكود وقذائف الطائرات الحربية ، وإن كان الجيش قد انسحب من الرقة حفاظا على المدنيين فلماذا قصفت ساحة الرقة وهي ممتلئة بالمدنيين وشاهد العالم ذلك على الهواء ؟ أم أن مجرد احتفالهم بدخول المعارضة واسقاط التمثال يخرجهم من صنف المدنيين ؟!
أما في جوابه عما يتداوله الإعلام عن سيناريوهات التقسيم ، وهو يعلم أن الكلام بمجمله يستند على اتهام النظام في السعي للتقسيم ، فإن المشاهد كان ينتظر كلاماً يظهر مدى حرص النظام ولأسباب مبدئية على وحدة سوريا الشعب والوطن ومدى استعداده للدفاع عن هذه الوحدة بالحماس ذاته الذي يدافع به عن الكرسي ، بدلا عن ذلك راح يطمئننا أن التقسيم لا يمكن أن يحصل لأن التقسيم يحتاج لحدود واضحة ، يحتاج لخطوط ولا توجد أسس للتقسيم لأن هذه الخطوط غير متوفرة ، شكرا سيادة الرئيس لقد اطمأنينا ، طالما لا توجد خطوط فلا يوجد تقسيم ، وكأن أعمال العنف والقتل والتي صارت وللأسف تمارس من الطرفين ، لا تكفي لرسم تلك الخطوط التي تتحدث عنها ، بل و حفر جروح يعلم الله متى تندمل ؟؟
مشكلة الأكراد برأي الرئيس محلولة وأكبر دليل على أنهم جزء أساسي من النسيج السوري أن كثيراً من أهل الشهداء ( طبعا شهداء الجيش والأمن والشبيحة ) الذين التقاهم كانوا أكراداً ، مع التنويه أنه لم يكن يعلم أنهم أكراد ، وللمرء أن يلاحظ مدى العفوية باستقبالات الرئيس لمواطنيه لدرجة أن أجهزة الأمن لا تضطر لدراسة تاريخ من سيقابل الرئيس لعاشر جد على الأقل !!!
بعد أن يقدم شرحاً ورؤية لمفهوم العلمانية يقول : نحن بحاجة للأخلاق ومن ثم نحن بحاجة للدين … أجل يا سيادة الرئيس بحاجة للأخلاق التي تدفع لمحاسبة عناصر أمنية معروفة بالصوت والصورة والإسم على دوسها على أجساد ورؤوس الناس ، بحاجة لأخلاق تحاكم عناصر أمنية شوهدت وعرفت وهي تسحل شخصاً في شوارع حلب وتطلب منه أن يسمح لهم باغتصاب زوجته حتى يسمحوا له بوداع أولاده قبل الموت … بحاجة لأخلاق تدفع لمحاسبة مجموعة من العناصر الأمنية تقتل أسراها بطعنات السكاكين والرجم بالطوب ، بمنظر من يراه يحتاج للأخلاق فعلا حتى تهتز مشاعره الإنسانية … نعم يا سيادة الرئيس إنها الحاجة للأخلاق
قدم بشار الأسد عرضاً لتنامي الإرهاب في سوريا بقوله : بوادر التطرف كانت عام 2004 لكنه كان بداية فكر عابر لسوريا ، تمت مكافحته بالطريقة الأمنية … إنها لاشك زلة لسان أن يقول تطرف عابرلسوريا ، ففي ذلك التاريخ إلى أين كان يعبر التطرف ؟ ألم يكن يعبر إلى العراق وبتنسيق مخابراتي سوري ، وكنتم يا سيادة الرئيس تدعونه مقاومة؟ وفوق ذلك تتباهون أنكم تخترقون مجموعات هؤلاء وتتحكمون بتوجيه حركتهم؟ طالما تنصح الغرب اليوم بالاستفادة من دروس الماضي في علاقتهم مع التطرف فلماذا لم تعتبروا يا سيادة الرئيس من تجربة أمريكا التي احترقت أيديها عندما لعبت بنار التطرف في افغانستان وهي الدولة العظمى ، بينما رحتم تلعبون اللعبة ذاتها ؟! …. وفي زلة لسان أخرى يبرر سماح الدولة بعمل الداعيات يقول : قد كان غير رسمي ( سري ) ولكنه نشاط غير سياسي فكان لابد أن يصبح علنياً تحت نظر الدولة ، إذا السماح استند إلى أنه نشاط غير سياسي وبالتالي لو كان نشاطا سياسياً فهو ممنوع ، ولنتذكر لو أن أحداً من المواطنين قال يوما أنه لا توجد حرية نشاط سياسي في سوريا ، لكان ذلك كافيا لرميه في أقبية المخابرات والحكم عليه بتهمة الخيانة ووهن عزيمة الأمة !! واللافت أن الأسد يؤكد أن معالجة موضوع التطرف كانت أمنية حتى 2008 وهو ما يعكس طريقة تفكير النظام وشعوره بالذكاء والقدرة الخارقة التي تمكنه من التوفيق بين المتناقضات وهي هنا الإستفادة من التطرف كورقة ضغط سياسية في العراق واتقاء مخاطره الداخلية من خلال القبضة الأمنية ، فهو يعترف أنه من 2004 حتى 2008 لم يبذل النظام أي جهد لمكافحة فكر الإرهاب مكافحة مبدئية وفكرية ، لماذا ؟؟ لأنه كما اعترف كانوا يظنونه فكراً عابراً !!!
حديث الأسد عن الحوار ، كان موضوعا ذا شجون ، فبعد شرح مطول عن مفهوم المعارضة الوطنية ، نستطيع أن نستنتج أن المعارض الوطني الوحيد الذي ينطبق عليه تعريف الأسد ، هو المعارض الذي أعلن منذ اليوم الأول تأييده للنظام ومعارضته للإنتفاضة واستمر في ذلك دون تردد أو فتور ، ولو بحثنا في خارطة القوى السياسية السورية لوجدنا أن هذا التعريف لا ينطبق إلا على ( قدري جميل وعلي حيدر ) أولئك اللذان يخرجان من اجتماع حكومة النظام ويسافران إلى موسكو للمطالبة بإعطائهما تمثيلا متوازنا في صفوف المعارضة التي ستحاور النظام ، فهنيئا للشعب السوري بهكذا ( معارضة وطنية ) ، ثم أن الأسد يعتبر أن أي معارض ومهما كان رأيه لا يتعبر وطنيا طالما أنه موجود في الخارج ، فهو حسب قول الأسد يختار العيش في الخارج وشعبه يعاني ، على أساس أن النظام لا يحاسب أحدا على رأيه المعارض ، وهذا يؤكده أن النظام لم يعتقل عبد العزيز الخير إلا لأنه وقع مع الصينيين صفقات أسلحة لتوزيعها على الإرهابيين ، ولم يحجز على أملاك ميشيل كيلو ويحيله لمحكمة الإرهاب إلا لأنه يقود جحافل القاعدة في سوريا …. والأمثلة كثيرة
نقطة أخرى ملفتة قالها الأسد ، وفيها يتساءل أين الإنتخابات التي تحدد حجم المعارضة في سوريا ؟! .. فعلا يا سيادة الرئيس الديمقراطي جدا والاصلاحي جدا .. أين الانتخابات ؟؟؟ أين الانتخابات الحقيقية النزيهة … أم تراك تقنعنا أن الذي عطلها هو هيثم مناع ؟؟
يعتبر الأسد أن مؤتمر الحوار الوطني ، هو مؤتمر حوار بين مكونات الشعب السوري ولا دخل للدولة به ، الدولة ستنفذ ما يتفق عليه السوريون ! هذ الكلام يذكرني بمقولة طالما رددها النظام في تعاطيه مع الوضع اللبناني وهي : نحن نؤيد ما يتفق عليه اللبنانيون بالوقت نفسه يعطل هذا الاتفاق من خلال حلفائه هناك ، واليوم يريد أن يلعب اللعبة القديمة المستمرة مع الشعب السوري ، فكما كانت الانتخابات والاستفتاءات ذات شكل ديمقراطي وتزور بالمضمون بكل وسائل الضغط والترهيب ، فإن الحوار المزعوم يريده حوارا بالشكل وإذعانا بالمضمون من خلال اختياره للمتحاورين حسب معايير يضعها هو ومن خلال وسائل الضغط والإكراه التي تمارسها أجهزته الأمنية من جهة أخرى ، والقول أن الدولة لا علاقة لها في الحوار إنما هي منفذة لنتائجه يعني فيما يعني ابعاد الأجهزة الأمنية صاحبة السطوة ودورها في الحياة السياسية من أن تكون موضوعاً من مواضيع الحوار
أما الشئ المذهل والمهين لعقول الناس في الوقت ذاته ، أن يقول الأسد وبعد سنتين من القتل والدمار ، وبعد أن صدع رؤوسنا بالكلام عن الحوار ، أن يقول أن اللجنة الوزارية ما زالت في طور البحث التمهيدي ، ودراسة شكل ومواضيع الحوار ذاك ، وللسوريين أن ينتظروا ويتأملوا نتائج جهود الحلقي وحيدر ، مع استمرارهم بعد أرقام شهدائهم
يقول الأسد لم يكن أحد يصدقنا في البداية عندما كنا نقول أن الجيش لم يكن يطلق النار على المتظاهرين ، كان هناك طرف ثالث يطلق النار على الجيش وعلى المتظاهرين ، شكرا سيادة الرئيس لقد اعترفت أخيراً بشئ لم يكن إعلامكم الرسمي ولا محليلوكم السياسيون يعترف به ، وهو وجود متظاهرين وأن هؤلاء كانوا يتعرضون لإطلاق النار من جهة ما ، ولننسى أن منعكم للإعلام الأجنبي من تغطية الأحداث يشكل قرينة على حاجتكم لإخفاء ما تفعلون ، ولسوء الحظ فإن تقنية كمرات الهواة والناشطين لم تصل لإمكانية تصوير مسار الرصاصة من فوهة بندقية مطلقها حتى جسم الضحية ، فهل تستطيع يا سيادة الرئيس أن تنكر مسؤولية أجهزتك الأمنية عن قتل المعتقلين الذين قبض عليهم أحياء وأعيدوا لأهاليهم جثثاً مخضبة بآثار التعذيب الوحشي ؟ ثم إذا كان المتظاهر قد سقط برصاص طرف ثالث ، أليس من واجب قوات الأمن ساعتها أن تبادر إلى إسعافه إن لم تستطع حمايته بداية ؟ وإذا كان ذلك كذلك فكيف تفسر لنا يا سيادة الرئيس الصور الكثيرة جدا التي تبين مجموعة من الأمن والشبيحة التي تهجم وتتكالب على المتظاهر الذي يسقط بالرصاص وتنهال عليه بالهراوات وأعقاب البنادق ثم تسحله على الأرض وصولا إلى السيارة؟؟ هل هي تكمل ما قام به الطرف الثالث المزعوم ؟ أرجوك أن تفسر لنا يا سيادة الرئيس تلك الصور التي تظهر جنوداً ورجال أمن بوجوه واضحة ولا شك معروفة ، تظهرهم وهم يدسون على لحية ورأس مدرس ، ليعثر على جثته بعد ذلك ؟ هل قام هؤلاء بجزء من عملية التعذيب والقتل وتركوا إكمالها للطرف الثالث ؟ وهل الطرف الثالث هو من قدم القضيب الحديدي للجنود حتى يقتلوا به أسيرا وقع بين أيديهم ولنفترض أنه كان مسلحا وإرهابيا ؟ هل يجوز لمن يحارب الإرهاب أن يسكت عن مثل تلك التصرفات التي يخجل منها عتات الارهابيين ؟ يتحدث سيادة الرئيس عمن يهاجمون الجيش ويسيئون له ، والحقيقة أن أكثر من هاجم الجيش وأساء لصورته بعيون الناس ولدوره الوطني المفترض هو من أقحمه في مواجهة الشعب ومن سكت على ارتكاب الأعمال الخسيسة بحق المدنيين
رغم كلامه عن أن الوضع اليوم أحسن منه عند بداية الأزمة لجهة وعي الشعب ، يعود في مكان آخر و في سياق لومه لدعم الغرب لنشاط القاعدة في سوريا ، ليقول : إننا نرى ما فعلوه من تخريب البنية التحتية … وتخريب الفكر وهو الأخطر ، لا أدري كيف ينسجم الحديث عن تخريب الفكر مع تحسن وعي الشعب لحقيقة الأزمة وصمود الدولة المستند إلى وعي الشعب ؟؟ إنها مقولات صماء تردد بشكل صم !
قبل أن يتحدث عن التفاؤل الذي يستمده من الشعب ومن عائلات الشهداء الجبارة ، يتساءل الأسد ، كيف لنا أن نجعل الطفل يخرج أكثر إيمانا بالله؟ والجواب بسيط يا سيادة الرئيس ، دع الأطفال يرون الكم الهائل من الفيديوات التي تظهر رجال الأمن والجنود والشبيحة يجبرون المعتقلين على القول أن ربهم بشار وأن من خلقهم بشار وقد يظيفون معه ماهر ، وإجبار المعتقلين على السجود لصورتكم يا سيادة الرئيس !
من يدقق في المقابلة يلاحظ أن الأسد كان يستهل معظم أجوبته بعبارة ( هناك خلط كبير في فهم هذا الموضوع ) في انعكاس صريح لشعوره بأن فهمه وتفسيره للأمور مختلف عن فهم أكثرية الآخرين
لن أطيل كثيراً في مناقشة ما قاله في الشأن الخارجي ، لكن فقط بعض نقاط سريعة
لم يتطرق للعلاقة مع لبنان ، لأنه محكوم بحقيقة صارت ناصعة الوضوح عن التدخل المفضوح لإيران من خلال حزب حسن نصر الله ، هذا الحزب الذي كنا نظن أنه قاعدة متقدمة لإيران على حدود إسرائيل من أجل ابتزاز الغرب ، فإذا به قاعدة متقدمة لإيران ضد الشعب السوري
لم يهاجم تركيا بصفتها دولة ، بل هاجم شخص اردوغان ، وذلك لاقتناعه بعقله الباطن بعدم القدرة على ذلك من جهة ، ولأسباب لها علاقة ببعض الأوراق الطائفية والسياسية التركية الداخلية ، والتي يظن أنه يمكن أن يلعبها ، إضافة لذلك إدراكه أن الهجوم على تركيا الدولة يعني الهجوم على حلف الأطلسي والذي لا يريد الأسد أن يغلق الأبواب معه بل على العكس فهو يراهن على تحول موقف الغرب من مخاصمته إلى دعمه تحت عنوان مكافحة الإرهاب
لكنه بالمقابل يهاجم الأردن الدولة وهذا يعكس نوع من الإستقواء الفارغ على الأردن ، ومحاولة الابتزاز ، إضافة لما هو أهم ، وهو استشاعره لخطر انتقال مركز ثقل المعارك من الشمال إلى الجنوب وما يعنيه تقدم المعارضة في جبهة الجنوب من تهديد مباشر للعاصمة دمشق ، وإن أية معركة حقيقية في دمشق سوف تهز شرعية نظامه إن لم تقوضها كلياً
أخيراً أحسن ما يمكن للمرء أن يختم به هذه القراءة لمقابلة الأسد هو كلام الأسد ذاته ، فبعد حديثه عن الأردن …. وأن على الأردن أن يدرك أن الحريق لن يتوقف في سوريا … وأن على الأردنيون أن يتعلموا … أضاف الأسد :
دعنا ندع هذا الكلام جانباً ونلقي به في سلة المهملات

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *