نصر الله في المستنقع السوري

دخل حزب الله المعركة السورية  بكل صراحة , ولم يعد لورقة التوت أي وظيفة  , القواد يمارس الآن البغاء مع الأسد على قارعة الطريق ..عينك ..عينك  , فتية حزب الله  يحتلون القرى السورية  ويحاربون  في سوريا  تحت راية الفقيه  , وتحت  غطاء جوي أسدي , فهل هذه وقاحة ؟ أو انها  “واقعية” ؟.

الأرجح انها واقعية  وحتمية  , ولم يصدق أحد الشيخ نصر الله عندما قال  على أنه لايريد  نقل الحرب السورية الى لبنان  ,وقد كانت هذه نصف الحقيقة , الا أن النصف الآخر والمهم  فلم يتلفظ به زلمة الملالي , لم يقل نصر الله على أنه يريد نقل الحرب اللبنانية  الى سوريا , وها هو يقوم بذلك , وليس له الا أن يقوم بذلك , انها  حتمية  يفرضها العمق المتبادل بين سوريا ولبنان ..عمق اجتماعي , وعمق اقتصادي  وعمق عسكري  أيضا  , ونصر الله يتعمق الآن في العمق السوري .

لقد قال نصر الله ألف مرة على أنه  لايريد التدخل في سوريا , في الوقت الذي تدخل , وتدخل غيره  من خصومه أيضا  ..وكل ذلك واقعي , ولا يستطيع أحد أن ينتظر من نصرالله  , أن يقف متفرجا  على حليفه المذهبي  , وهو  يقفز من  هزيمة لأخرى   ويترنح تحت ضربات  الجيش الحر .

في حين  يبتعد الأسد  بشكل متزايد عن الواقعية  (انفصام مرضي ) , يقترب الجيش الحر بشكل متزايد  من  الواقعية  , والجيش الحر  لم ينشغل بعد   تدخل حزب الله في الداخل السوري بشكل رسمي  بممارسة الاستنكار والاستهجان  , وانما بالاعلان  عن  انه   في سياق مقاومته لحزب الله  يعتبر  محاربي حزب الله كمرتزقة  ,  وبناء عليه سيتم التعامل معهم  على أنهم مرتزقة   وليسوا أسرى حرب , والتعامل معهم كمرتزقة   لايتعارض مع القانون الدولي  ولا مع اتفاقيات جينيف  , التي تصنفهم كمرتزقة  , خاصة وبعد أن كسبت الثورة الاعتراف  من قبل أكثر من مئة دولة , على أنها الممثلة الوحيدة للشعب السوري.

 ميثاق جنيف الثالث من 1949، يشترط في أسير الحرب أن يكون مقاتل شرعي  وقع في يد الجهة الأخرى  مهماا كان السبب , أسير الحرب هو  الجندي في دولة معترف بها  , ورجال حزب الله  ليسوا جنودا  , او انه جندي في كيان سياسي  ولو لم يكن معترف به , ولبنان دولة  معترف بها , وأسير الحرب قد يكون عضوا في ميليشيا  بدون دولة , على شرط التزام الميليشيا  بالمواثيق الدولية , وحزب الله لايعترف بكل ذلك  ,والأكثرية لاتعترف به الا كمنظمة ارهابية , وأسير الحرب قد يكون مدنيا  يحمل السلاح للدفاع عن وطنه  , وهل يحمل حزب الله السلاح في الداخل السوري  للدفاع عن لبنان ,  ثم ان محاربي حزب الله  ليسوا مدنيين , وانما ميليشيا, لذا   فان  محاربي حزب الله هم بنظر القانون الدولي نوع من المرتزقة أو الارهابيين  , ولا ينطبق عليهم قانون  الأسر  الذي نظمته اتفاقيات جينيف ,. لاعلاقة لهذاالتعريف   بمعتقدات  المرتزق  , ولا  بطريقة ممارسته للحرب  , وقد يكون في مماساته للحرب  أفضل من جندي نظامي , الجندي يعتبر بالرغم من ذلك أسير  , ومحارب حزب الله  يبقى ارهابي مرتزق , وانطلاقا من هذه النظرة تحدث  القائد العام للجيش الحر  عن حزب الله .

سقوط الأسد يعني سقوط حزب الله , لذا فان دخول حزب الله الحرب  هو أمر  منطقي , كما ان خسارة حزب الله للمعركة داخل سوريا  هو أمر  أكثر منطقية , هناك في لبنان قوى  لاتكتفي فقط بالتفرج على حزب الله  , هناك قوى تتدخل  وستتدخل بشكل أوضح , ولطالما  تحولت الحرب الأهلية السورية الى حرب طائفية بين السنة والشيعة  , فسيكون  لبنان  بتكوينه الطائفي  مرتعا جيدا لها  , وستتنتقل الحرب من سوريا الى لبنان , بالرغم من رفض نصر الله لذلك

كلنا شركاء

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *