في اشكالية “تورط” اسرائيل بعد الغارة !
لا لم تتورط اسرائيل بشيئ , والمتورط هوالرئيس بشار الأسد , الذي اذل سوريا الى الأبد , فسوريا لاتقوى حتى على مجرد التفكير بحماية نفسها , وقد كررت اسرائيل تحدياتها واستفزازاتها عدة مرات في السنين العشرة الأخيرة , وقبل ذلك أيضا ..حلقت طائراتها فوق قصر اصطياف الرئيس في اللاذقية , وضربت طائراتها موقعا بالقرب من دير الزور , والأسد يعيد ويكرر ..الرد في الوقت المناسب وفي المكان المناسب , ونحن ننتظر الرد على أحر من الجمر , لأن الرد الناجح سيردع اسرائيل من محاولة استفزاز جديدة , ولما كان النجاح في الرد مستحيل , لذا سيكون الرد الفاشل سببا لأن تدمر اسرائيل وتخرب في سوريا كما تشاء ا, الأسد أضعف البلاد وشرشحها ودفعها الى الاستسلام , لأن عدم الرد هو بمثابة استسلام , وماذا يمنع اسرائيل الآن من أن تحتل الجزء الذي تريده من سوريا ؟؟ هل قوة الأسد هي التي تمنعها أو القانون الدولي ؟ .
الرد الناجح لايتم بالهوبرة ولا بالشعارات ولا بالكذب والتدجيل , الرد يكون بالقوة , وهل ترك الأسد من قوة في البلاد ؟ , ألم يحول الجيش الى مرتزقة همها الوحيد حماية الأسد ..حرس جمهوري , فرقة رابعة ..الخ ,وبماذا سترد على اسرائيل ايها الحيوان نعيسة ؟؟بالفقر والجوع والنزوح والحرب الأهلية والخراب , أم بالفساد والديكتاتورية والعبودية والعبيد والقطيع أوبجيش أبو شحاطة ؟؟, او بالمواطن المسحوق بين 17 جهاز استخباري ؟ هل سمحت الأسدية للانسان السوري أن يمارس المواطنية ؟؟؟التي تعني استعداد المواطن للتضحية في سبيل الوطن , الأسدية أكرهته وطنه , همه الوحيد أصبح الآن أن يهاجر ,وماذا ينتظر الوطن من مواطن لم يشعر في وطنه الا بالذل والاهانة ؟.
لا أشك برغبة البعض ومنهم بدون ادنى شك السيد نضال نعيسة في أن تقع حرب بين سوريا واسرائيل ,وهذه الرغبة مبنية على قاعدة تصدير الأزمات المعروفة , والتي يستخدمها كل ديكتاتور عندما يضيق الحال به , انهم يجازفون بالحرب وذلك بالرغم من المعرفة الأكيدةعلى أن اسرائيل ستقتص في نهاية الحرب أرضا سوريا بعد ان تمسح الأرض برئيس هذه الجمهورية وبكتائبه , الذي ليس له هدف أهم من هدف بقائه , لأن بقائه يعني بقاء الامتيازات للعائلة وللزبانية , ولو لم تكن هناك امتيازات لما تكالبت الزبانية في الدفاع عن الأسد ,ولو لم تكن لاسرائيل مصلحة في بقائه ولما ترددت لحظة في اسقاطه , الا انه ليس لها مصلحة باسقاط الأسد , فالأسد يحمي حدود اسرائيل , والأسد يعمل بكل نشاط وفاعلية على اضعاف سورية وتدميرها , اسرائيل تريد سوريا ضعيفة , تريدها معزولة ومارقة , تريدها مكروهة ومريضة , ألم يحقق الأسد لاسرائيل كل ما تصبو اليه؟,وتهديد دالسيد نعيسة بأن الاعتداء السافر على السيادة السورية لن يمر دون عقاب عاجل ، هو تهديد “صوتي” واسرائيل تعرف على أنه للاستهلاك , وهو تهديد من جهة الكاتب نعيسة فقط , وليس من جهة الحكومة السورية وبيانها المتأخر , الذي لايتضمن أي اشارة عن الرد , لذا ما عليك يانعيسة الا أن ترد , هاجم اسرائيل ان استطعت !, الوطنية يا نعيسة تحتلف كثيرا عن الغوغائية , والمواطنية لاتعني على الاطلاق “توريط ” الوطن في حروب سيخسرها , ولا تعني تضليل المواطن بمعلومات كاذبة عن وضع ميزان القوى مع اسرائيل ,الا أنه في الديكتاتورية لاقيمة للمواطنية ولا للمواطن ورأيه ,لذا فانه لا أهمية لضلال المواطن أو عدم ضلاله , فمهمة الاستبداد الأولى هي التفكير بالنيابة عن القطيع والعمل بدون مشاركة القطيع , والديكتاتورية لاتهتم في هذه الحالة بحدوث فصام ذاتي أو جماعي , ولا تهتم بتراجع وتشويه الوعي , ولاتهتم اصلا بوجود المواطن ..انا أفكر , اذن أنا موجود , وعدم قيمة الوجود تنفي ضرورة التفكير ..لاحاجة للمواطن ان يفكر , الأسد هو المفكر وعلى الله وعليه التوكل.
قبل أن تنام يا أستاذ نضال نعيسة عليك بقراءة قصيدة الشاعر أحمد مطر عن الثرثرة اعيد نشرها لكي تتمتع بها فورا , انها الرد العقلاني على الهذيان الذي تمارسه :
مقاوم بالثرثرة ,وممانع بالثرثرة
له لسانُ مُدَّعٍ..
يصولُ في شوارعِ الشَّامِ كسيفِ عنترة
يكادُ يلتَّفُ على الجولانِ والقنيطرة
مقاومٌ لم يرفعِ السِّلاحَ
لمْ يرسل إلى جولانهِ دبابةً أو طائرةْ
لم يطلقِ النّار على العدوِ
لكنْ حينما تكلَّمَ الشّعبُ
صحا من نومهِ
و صاحَ في رجالهِ..
مؤامرة !
مؤامرة !
و أعلنَ الحربَ على الشَّعبِ
و كانَ ردُّهُ على الكلامِ..
مَجزرةْ
مقاومٌ يفهمُ في الطبِّ كما يفهمُ في السّياسةْ
استقال مِن عيادةِ العيونِ
كي يعملَ في ” عيادةِ الرئاسة ”
فشرَّحَ الشّعبَ..
و باعَ لحمهُ وعظمهُ
و قدَّمَ اعتذارهُ لشعبهِ ببالغِ الكياسةْ
عذراً لكمْ..
يا أيَّها الشَّعبُ
الذي جعلتُ من عظامهِ مداسا
عذراً لكم..
يا أيَّها الشَّعبُ
الذي سرقتهُ في نوبةِ الحراسةْ
عذراً لكم..
يا أيَّها الشَّعبُ الذي طعنتهُ في ظهرهِ
في نوبةِ الحراسةْ
عذراً..
فإنْ كنتُ أنا ” الدكتورَ ” في الدِّراسةْ
فإنني القصَّابُ و السَّفاحُ..
و القاتلُ بالوراثةْ !
دكتورنا ” الفهمانْ ”
يستعملُ السّاطورَ في جراحةِ اللسانْ
مَنْ قالَ : ” لا ” مِنْ شعبهِ
في غفلةٍ عنْ أعينِ الزَّمانْ
يرحمهُ الرحمنْ
بلادهُ سجنٌ..
و كلُّ شعبهِ إما سجينٌ عندهُ
أو أنَّهُ سجَّانْ
بلادهُ مقبرةٌ..
أشجارها لا تلبسُ الأخضرَ
لكنْ تلبسُ السَّوادَ و الأكفانْ
حزناً على الإنسانْ
أحاكمٌ لدولةٍ..
مَنْ يطلقُ النَّارَ على الشَّعبِ الذي يحكمهُ
أمْ أنَّهُ قرصانْ ؟
لا تبكِ يا سوريّةْ
لا تعلني الحدادَ
فوقَ جسدِ الضحيَّة
لا تلثمي الجرحَ
و لا تنتزعي الشّظيّةْ
القطرةُ الأولى مِنَ الدَّمِ الذي نزفتهِ
ستحسمُ القضيّةْ
قفي على رجليكِ يا ميسونَ..
يا بنتَ بني أميّةْ
قفي كسنديانةٍ..
في وجهِ كلِّ طلقةٍ و كلِّ بندقية
قفي كأي وردةٍ حزينةٍ..
تطلعُ فوقَ شرفةٍ شاميّةْ
و أعلني الصرَّخةَ في وجوههمْ
حريّة
و أعلني الصَّرخةَ في وجوههمْ
حريّةْ
أتوا ليلا , ضربوا , وذهبوا , وزئير الأسد تحول بقدرة قادر الى أخفض من نقيق ضفدعة أو صوت فأر , لا حس ولا حسيس , حتى لاتوعد ولا تهديد , والفرق بين هذه الصفعة وبقية الصفعات الثلاثة الأخرى , التي كان على الأسد المزمجر التعامل معها في السنين العشر الأخيرة , هو انه هدد وتوعد , وحتى على التهديد والوعيد لم يعد قائد العالم والمنتصر على مئة دولة على الأقل لم يعد قادرا , وذلك بالرغم من انه المحتكر وصاحب الترخيص بعداء اسرائيل ومهاجمتها , أي أن له الشرف بالهجوم على اسرائيل ..يا أخي اهجم وماذا تنتظر , وانت القائد المقدام , الذي دوخ العالم , وانتصر على عدد أكبر من الدول , التي انتصر مبدئيا هتلر عليها , لقد تأخر القائد الأسدي عن هتلر بموضوع ابتلاع واقتلاع اسرائيل , الى أن تقدم على الزعيم الألماني بالعديد من الأمور , منها البربرية ومنها الجنون , ومنها الخداع والكذب واللصوصية , وبمناسبة اللصوصية يجب القول على أن هتلر لم يكن على الاطلاق لصا ولم تكن له حسابات في بنوك في الخارج , ولم يسرق المليارات ولا زبانيته فعلت ذلك , ماعد جنرال ألماني واحد هو جيرنج , الذي كانت له ميول مرضية تجاه الأشياء النادرة , الأسد وزبانيته لهم ميول ليس لما ندر , وانما لكل فرنك , بحيث أن الفرنك أصبح بسبب سرقاتهم نادرا ..هنيئا لسوريا ببطلها الممانع والمقاوم