الحاشية التي صاعتها وكالة سانا قالت بحق ..الثورة عادة هي ثورة الشعب لا ثورة المستوردين من الخارج,والرئيس الأسد أضاف بدون حق .. في البداية أرادوها ثورة مزعومة.. فثار الشعب عليهم حارما إياهم من حاضنة شعبية أرادوا فرضها بالمال والإعلام والسلاح خفية وعندما فشلوا انتقلوا إلى المرحلة الثانية فأسقطوا أقنعة “السلمية” وكشفوا الغطاء عن السلاح الذي كانوا يستعملونه منذ البداية خفيةً فرفعوه علناً.. وبدؤوا بمحاولاتهم احتلال مدنٍ لينقضوا كالذئاب من خلالها على باقي المدن.. ضربوا بوحشية.. وكلما كانوا يضربون كان الشعب الكبير بوعيه وصموده ينبذهم ويكشف زيفهم.. فقرروا الانتقام من الشعب بنشر الإرهاب أينما حلوا وفي أي مكان ودون تمييز”هذا جزء من تحليلات الرئيس للثورة , انها زيف حسب قناعته
وقال الرئيس الأسد.. يسمونها ثورة وهي لا علاقة لها بالثورات لا من قريب ولا من بعيد..وبهذه العبارة يبرهن الأسد عن جهل غير مألوف , اذ أن المامه بالعلاقة بين الثورة وبين الوضع الذي تريد الثورة تغييره قاصر جدا , فالرئيس على سبيل المثال لايعرف على أن الفرق بين ثورة وتغيير له علاقة فقط بسرعة الحدث وكمه , حيث ان التغيير يحدث تدريجيا والثورة فجأة , التغيير قد يحافظ على بعض معالم الماضي والبناء عليها , بينما الثورة تريد بأشكالها المتطرفة بتر الماضي والتحول بنسبة ١٨٠درجة .
ثم انه من الواضح جهل الرئيس بموضوع الشرعية ,وقد ظن البعض وبالتأكيد الرئيس أيضا , على أنه لاشرعية للثورة , لأنها لم تنتخب من قبل الشعب , الا أنه لاسبيل لانتخاب الثورة والثوار في ظل وضع تسيطر عليه السلطة التي تريد الثورة الاطاحة بها , والثورة مبدئيا هي منتج عكسي للسلطة , فشرعية الثورة تأتي من لاشرعية السلطة , وعقلانية الثورة تأتي من جنون السلطة ..الخ , ولايمكن للثورة ان تحظى على شرعية الانتخاب الكلاسيكسية , ولافراز أي شرعية انتخابية يجب اجراء انتخابات حرة بالمطلق , انتخابات يقوم بها ويشرف عليها جهاز من مرتزقة الأسد المنتشرون في كل دوائر الادارة الحكومية , هي انتخابات لاعلاقة لها بالنزاهة , اولا يجب اجتثاث سلطة الفرد وبعدها اجتثاث الزبانية من البعث ومن الأقرباء والمرتزقة الأسدية وتشكيل جهاز اداري يمثل الشعب , الجهاز الاداري الحالي يمثل البعث المتأسد , لايمكن لأي انسان أن يصبح موظفا الا بموافقة البعث والمخابرات , والمخابرات لاتوافق الا على الأسدي أولا والبعثي ثانيا .
البحث عن شرعية الثورة يتطلب البحث عن شرعية أو لاشرعية السلطة الأسدية , وقد امتلكت السلطة العديد من المناسبات لكي تؤكد شرعيتها , الا أنها لم تفعل أي شيئ من هذا القبيل , ولطالما امتلكت السلطة السجن والساطور فلم تجد أي ضرورة لاجراء يعطيها شرعية معترفا بها ,فالبداية لم تكن شرعية اطلاقا , لقد كانت انقلابية عسكرية ، وأول استفتاء , وليس انتخاب , جرى بعد سنوات ,كانت نتائجه المهزلة بعينها ,حيث صوت ٩٩,٩٩٪ للرئيس حافظ الأسد وفي استفاء آخر نال المرحوم ١٠٠٪ من الأصوات , تزوير بدون خجل , ولعدم الخجل علاقة بمنهجية احتقار الغير واحتقار الشعب فالشعب جرثومة أو فأر ,وثورة الشعب “مزعزمة” وفي أحسن الحالات فقاعة صابون !.
لو تغاضينا عن موضوع الانقلابات العسكرية وموضوع التزويرات والديكتاتورية والسجون والسواطير والقمع والفسلاد ..الخ وأتينا الى عام 2000, عام الشاب بشار الأسد وعام خطاب القسم, الذي روجت له الأسدية لأنه عمليا هو دستور البلاد , ومن تلك اللحظة بدأت الصدمات , التي كانت أفدح من صدمات العقود الماضية , الشاب اغتصب الدستور عينك عينك , وفتك بمواد هذا الدستور, هاج وماج وعاث فسادا وسجن وقتل ومارس العنف وفتك بعد ذلك باعلان دمشق وبيروت وأقحم البلاد في مطب المشاكل ..الحريري .. ثم عمل سمسار عند القاعدة التي تولى تصديرها الى العراق ثم تسليحها ورعايتها , وحتى العراق الشيعي اشتكى بسبب القاعدة على الأسد الى مجلس الأمن , وكما هو متوقع انتهت مهزلة مهازل بشار الأسد في الحرب الأهلية , قبلها نصب نفسه ملكا ..الأسد الى الأبد , وقبلها روج لشكل غير مسبوق في قيحه وانحطاطه , اذ أصبح الوضع السوري عدمي , اما الأسد أولا أحد , ومنتهى الفجور وجدتموثيلا في شعار الأسد أونحرق البلد , وحرق البلد لم يكم الا واقعا ..هاهي الصواريخ متوسطة المدى تنطلق من طرطوس باتجاه ادلب وحلب وحماه , وهل يعرف التاريخ رئيسا قصف مدن بلادهؤبالصواريخ , وقبل ذلكبالطائرات وقنابل الTNT والغازات السامة , ثم يريد الى الأبد أن يبقى رئيسا وواليا وولي أمر يتكلم باسم الوطن , من يحاربه يحارب الوطن! , من يحارب جزار البلاد والشبيح الأول يحارب الوطن , من يحارب رأس الفساد , يحارب الوطن!