يتميز من يكتب تحت الاسم الحركي “نارام سرجون” عن غيره من زبانية الأسد بأنه متمكن من اللغة العربية , ومتمكن من ممارسة الديماغوجية وتوابعها من تلفيق ونقيق ..من قدح ومدح , انه يصفق بالكلمات , ويلفق بالعبارات , الا أنه , والحق يقال, ليس من نمرة الرعاع مثل طالب ابراهيم وخالد العبود , انه كتابيا من مستوى أفضل من المذكورين الأفاضل انه creme de la creme السلطة , مزور محترف وطائفي مقرف .
لقد نظر الطائفي سرجون الى الثورة السورية , فوجدها مقلوبة , وقد بدأ بشرح “مقلوبية “الثورة السورية بالحديث عن داروينية الاسماء والمصطلحات , التي شبهها بتناطح الحيوانات (ركاكة لغوية غيرمسبوقة), ولا يعرف مخلوق أي شيئ عن علاقة هذا التناطح مع الموضوع الذي اراد بحثه , لقد قال على انه توجد ثورة شعبية , وثورية زراعية وثورة عمالية وثورة انقلابية وثورة الخبز ثم ثورة جماهيرية وثورة من فوق ثم ثورة من تحت ..وكل هذه التوصيفات صحيحة , لأنها توصيفات تارخية صنعها التاريخ , وليس لها علاقة باجتهادات سرجون الثورية , هكذااراد الثوار ان يكون اسم ثورتهم , وهكذا اراد التاريخ تسمية هذه الثورات .
والآن يدعي السيد سرجون على أن التاريخ يقف حائرا أمام الربيع العربي , حيث لايعرف التاريخ اسما مناسبا لهذا الربيع , وهناأخطأ السيد سرجون , التاريخ يعرف اسما واضحا وجليا ومناسبا للربيع العربي , انه ثورة التحرر من الاستبداد والاستعباد , ثورة التحرر من الديكتاتورية واللصوصية , ثورة ضد الاستغلال والاقصاء , ولا يعرف التاريخ الحديث أو القديم ثورات تعددت وتكاملت موجباتها كما هو حال ثورات الربيع العربي , وهل يوجد في الديكتاتوريات العربية أي ايجابية ؟؟, وبما أن الثورات تستمد موجباتها وشرعيتها من الوضع الذي تثور عليه , لذا فان أحداث الربيع العربي هي أحداث ثورية بامتياز , ثورة ضد السلبي المطلق , وعدم ايجابية تطور الثورة المطلق لاينقص من ضرورتها المطلقة , وانما من قيمتها الايجابية المطلقة , ولا يحلم أحد أن تكون نتائج ثورة على السواد المطلق ناصعة البياض بشكل مطلق , ثم انه من الجهل بعلم الثورات أن يتم تقييم نتائج هذه الثورات بعد أشهر من اندلاعها , بعض نتائج الثورة الفرنسية أتت بعد مئة سنة من قيامها , والثورة الفرنسية تعثرت بعد عشر سنوات من قيامها , ويكفي أن نثبت على أن ممارسة الحريات تحسنت كثيرا بعد الثورات التونسية والمصرية والليبية في تلك البلدان, يكفي حدوث انتخابات حرة هناك ويكفي بعض الاحترام للقانون والقضاء , أما أن يكتشف السيد سرجون , بعد عناء البحث , اسم “ثورات الناتو” لهذه الثورات , فهذه زعرنة ثقافية وسوقية منحطة , ولم أكن انتظر من السيد سرجون فهما اعمق للثورات ولا أخلاقا ارفع , لأنه ذيل أسدي وما قاله عن” ثورات الناتو ” هو من زبالة ماقيل وما كتب بهذا الخصوص .
بالرغم من قوله على أن اسم “ثورات الناتو” كان الاسم الصحيح ..”كان الماء العذب الذي يسقي حلق الحقيقة “!!! , غير السيد سرجون رأيه بعد سطرين قائلا ان مصطلح “الثورة الاسرائيلية الكبرى” هو الأدق والأقرب الى قلب الحقيقة, وذلك لما قدمته ثورات الربيع من انجازات لاسرائيل لايضاهيها كل حروب اسرائيل مجتمعة؟؟, وهنا أخطأ السيد سرجون مرة أخرى , ذلك لأن اسرائيل تشاطر الديكتاتوريات العربية خوفهم من الربيع العربي , ولم تسعد اسرائيل بحاكم عربي كما سعدت بالأسد ابا وابنا , 40 سنة من الهدوء المطلق , وما حدث في لبنان هو لبناني وليس سوري وحتى هذا اللبناني لم يكن سببا للفخر , فالشيخ نصر الله لم يعكر سعادة اسرائيل بالشكل الذي يروج له , ومن يريد التأكد من ذلك عليه بمراجعة بنود الهدنة مع اسرائيل ,والتي تنص على منع مقاتلي حزب الله من التواجد في لبنان جنوب الليطاني , وتنص أيضا على نزع سلاح حزب الله , وعلى هذه الشروط وقع الشيخ نصر الله الى جانب توقيع الجانب اللبناني .
بدون رابط مع الموضوع ينتقل السيد سرجون ليمارس القدح بحماس , ودون أن يشير الى أسباب الطلاق بين حماس والنظام السوري , حيث يدعي على أن حماس تحولت الى حليف لاسرائيل , لأن حماس قاتلت في حلب وفي ادلب ضد الأسد , وهنا يرتكب المراهق السيد سرجون الفاحشة , اذ قال على ان من يحارب الأسد هو حليف طبيعي لاسرائيل , وهل قاتل الأسد اسرائيل أصلا ؟ الثابت على انه لم تطلق رصاصة واحدة خلال اربعين عاما في منطقة الجولان , والثورة في ادلب وحلب هي ثورة ضد فساد واستعباد الأسد ولا علاقة مباشرة لها باسرائيل , فساد الأسد وافساده أضعف الدولة السورية وبالتالي حقق مكسبا نسبيا لاسرائيل , فهل الأسد هو حليف اسرائيل ؟وهل هناك سبب للقول على أن راشد الغنوشي” والأبله ” المرزقي هم عملاء اسرائيل , الا الوقاحة التي لاينازع السرجون أحد عليها ..زعرنة وسوقية لامثيل لها , فالسيد المرزوقي هو الرئيس المنتخب في تونس واسمه المنصف المرزوقي وليس الأبله المرزوقي , ويبدو على أن الcreme de la creme هومخلوق قليل الأدب اضافة الى سوقيته وزعرنته , وما يمكن ان ننتظر من ذيل للسلطة ؟.
يبدو على أن الذيل استقر على اسم “الثورة الاسرائيلية في سوريا “, وهذه الثورة حسب ادراكه لها “مقلوبة” , لذا سيكتب المؤرخون بالمقلوب عنها , ولا أعرف كيف يكتب مؤرخ بالمقلوب , لحسن الحظ يعرف السرجون ذلك, فالمؤرخ سيكتب “من النهاية الى البداية وليس من البداية الى النهاية ومن الأسفل الى الأعلى .. فهي الثورة التي تركب البغلة بالمقلوب .. وهي الثورة الوحيدة في العالم التي ستسمى (الثورة بالمقلوب) فيسارها يميني ويمينها يساري .. وأعلاها أسفلها (مثقفوها أقل سوية من الدهماء) .. وأسفلها أعلاها (الدهماء تفرض منطقها) .. وبياضها أسود وسوادها أبيض .. فهي ثورة ملتحية وقياداتها شيوعية ومسيحية وعلمانية (رياض الترك وجورج صبرة والغليون) .. وهذا شذوذ يدل على أن الثورة مقلوبة وتسير على رأسها وتنتصب ساقاها في الهواء ..فمن المدهش أن ليس للقياديين مقاتلون يتبعونهم على الأرض .. فيما النشاط العلماني والمسيحي المحدود اقتصر على البروتوكولات ولقاءات الفنادق والتلفزيونات حيث المال سخي والثرثرة مجانية وغير مكلفة .. فأنا لم أسمع في كل الثورة عن مسلح مسيحي معارض يباهي جورج صبرة باستشهاده أو استشهادي انتحاري من قياس جول جمّال المسيحي السوري وأستاذ الاستشهاديين الشرقيين الذي دمر بارجة فرنسية قبالة شواطئ بورسعيد المصرية .. ولم أسمع برفيق شيوعي استشهد مع كتيبة من كتائب الصحابة الكثيرة .. ولم يظهر لنا لواء لينين أو كتيبة تروتسكي أو فيلق كارل ماركس مثلا .. ولم أسمع بكتيبة الرسول بولس ولا كتيبة يوحنا المعمدان ولامريم المجدلية ولابطرس التي يقاتل فيها مسيحيون يعلقون الصلبان على صدورهم بل ظهرت مجموعة من الاسلاميين الملتحين التي تكفر المسيحيين والتي سمّت نفسها باسم المسيح ثم اختفت الى الأبد عن الواجهة بعد انتهاء العرض الدعائي الذي استمر أقل من دقيقة ولم تقم بعملية عسكرية واحدة ..”
المقلوب هنا هو منطق المراهق نارام سرجون وليس الثورة , التي بلغت موجباتها حد الاشباع , وعن النهاية والبداية , الأسفل والأعلى , وعن ركوب البغلة وغير ذلك من الثرثرات العديمة الفكر لايمكن التعليق , انه قيئ كلامي لامعنى له اطلاقا , اما عن الثورة الملتحية وعن قياداتها الشيوعية والعلمانية والمسيحية , فيجدر الكلام . حيث ان اعتراف نارام سرجون بأن القيادة علمانية وشيوعية ومسيحية له دلالاته , القيادة هي انتخابية وليست انقلابية , وهذه القيادة هي عبارة عن تمثيل صحيح للثورة بشكل عام , والثورة متعددة الأطياف , كحال المجتمع السوري المتعدد الأطياف , فهناك الثائر بالقلم , وهناك الثائر بالبندقية , وهناك الثائر بالصمت , ثم هناك من يغلق دكانته كمساهمة بالثورة , هناك من يهرب .. ومن يضحي بماله , وهناك من يضحي بحياته , وليس مطلوب من كل ثوري أن يقوم بنفس العمل , فالسلطة ارادت النزال العسكري ,وكارتكاس لذلك انبرى لها الطيف العسكري , ارسلت الشبيحة للفتك بالانسان السوري , فكانت لهم الذبيحة بالمرصاد , لا أخلاقية كتائب الأسد قابلتها لاأخلاقية قسم من الثوار , وهكذا حرض الأسد افرازات ثورية لم تكن مرغوبةاطلاقا , فالثورة بدأت سلميا , واستفزاز السلطة العسكري لها قاد الى جواب عسكري , ولا أعجب هنا من تعدد أطياف الثورة , انها ثورة شعبية بامتياز , ذلك لأنها متعددة الأطياف هدفها الأساسي هو اسقاط النظام ورأسه , انها ليست ثورة حزب أو مجموعة متجانسة , وحال السلطة مشابه , اذ ليس كل سلطوي يحمل القلم , ولايحمل كل سلطوي البندقية , فنارام سرجون هو شبيح قلم , وفواز الأسد هو شبيح بندقية , ورأس الشبيحة في القصر ذو مواهب عريضة , الا أنه أقرب الى فواز الأسد منه الى نارام سرجون .
ليس مطلوب من جورج صبرة أن يكون له فيلق محارب , وليس مطلوب منه أن يستشهد , وليس مطلوب من المسلم المحافظ أن يسمي فرقته كتيبة يوحنا المعمدان ,ولهذه التسميات خلفية تعبوية , اننا نتذكر محاولة صدام التعبوية قبل اجتياح العراق , وكيف لصق البعثي صدام عبارة “الله أكبر” على العلم العراقي وتأبط نسخة ذهبية من القرآن , كما أنه من الممكن التذكير بجهود الأسد الأب التعبوية , لقد كان الأسد ذلك الرئيس “الورع” الذي بنى من حسابه الخاص (من أين له كل هذا المال)حوالي 600 مدرسة تحفيظ قرآن , وفي عهده بني حوالي 18000 مسجد , لجهود البعث عن طريق صدام وعن طريق الأسد خلفية تعبوية ,ولأسماء كتائب الثورة ذات الخلفية , والمسيحي المتعقل , والذي يريد رحيل الأسد لاينزعج من هذه التسميات اطلاقا ,فالمهم هو حشد أكبر الطاقات من أجل ازاحة الأسد ونظامه , وبعد رحيل الأسد ستستمر القيادة الحالية العامة التي وصفها السيد سرجون بأنها علمانية وشيوعية ومسيحية , وقد غاب عن نباعة السيد سرجوت وجود العديد من القياديين من مذهب علوي أو سني أو قومية كردية ..الخ انهم صورة عن التعددية اشعبية السورية , حيث أن الجيش السوري فشل في يكون ممثلا لكافة أطياف الشعب السوري ,من أكبر ضباطه التسعين هناك 83 علوي ونصف هؤلاء ينتمي الى عائلة الأسد , وبناء عليه لايمكن اطلاق اسم الجيش السوري على الجيش , انه كتائب الأسد , وهذه التسمية هي من انتاج السلطة الأسدية وليس من انتاج “الخونة” , كما ان تسمية سوريا بسوريا الأسد هو من انتاج السلطة , وليس من انتالج” العملاء “.
ثم يتابع السيد سرجون تجنيه على الثورة بالقول على أنها ثورة بالمقلوب , لماذا ؟ يقول السرجون لأنه “لايوجد أحد من قادتها في الداخل السوري على عكس كل الثورات .. فكل قادتها ومنظريها يعيشون في الغرب منذ عشرات السنين ومعظمهم لم يكونوا معارضين بل مستفيدين من فساد النظام ” وهل يسمح النظام”الفاسد” لمعارض ان يكون الا داخل السجن ؟وكم من السنين بقي رياض الترك مسجونا , وكم هي محبوسية حسن عبد العظيم , ولماذا؟ , وكم من السنين بقي عبد العزيز الخير سجينا , ثم ميشيل كيلو و اللبواني وياسين الحاج صالح وحبيب صالح وعشرات الألوف غيرهم ,انحطاط السلطة وعنفها وبربريتها هو المسبب لهروب ملايين السوريين (يقدر عددالسوريين في الخارج بحوالي 18 مليون سوري), وهل اعترفت السلطةالبربرية بشيئ اسمه “معارضة” قبل عام 2011 ؟ القيادة متواجدة في الداخل أيضا (سري) وخاصة في المناطق المحررة (علني) , وكون معظم المعارضةفي الخارجح هو وصمة عار على جبين الأسدية وهو برهان على حملقتها وديكتاتوريتها , ويشرف كل سوري في الخارج أن يعمل من أجل بلاده , وذلك بالرغم من تمكنه من أن يعيش في بلد الاستضافة بكل رغد وهدوء وكرامة , فشكرا لهؤلاء الذين لم ينسوا وطنهم , بالرغم من غربتهم , انهم الفئة التي تقدم للشعب السوري كل يوم وكل شهر وكل عام مبالغ ضحخمة من القطع النادر (حوالي20%من الميزانية العامة ), والانتقاص منهم بسبب غربتهم ولهفتهم على وطنهم ليس الا ضربا من ضروب الانحطاط الأخلاقي وعدم الاعتراف بالجميل .
وعن تشكيلة المقاتلين في صفوف الثورة فيقول الأستاذ الكريم سرجون على أن “نصف مقاتليها مستوردون من جهات الدنيا الاربع ونصفهم الآخر بلطجية وأصحاب سوابق وأميون سوريون .” قدس الله سرك وسر معلمك ياسيد سرجون !, فالمعلمم قال قبل اسابيع على انه يوجد في سوريا حوالي 5000 مقاتل أجنبي وقد محق الجيش الباسل هؤلاء عن بكرة ابيهم , اما الوثائق التي تثبت وجود هؤلاء فقد تدنت لتصبح 142 وثيقة ( بطاقة شخصية ..الخ ) , لذا فان الرئيس أخطأ في العديد من النقاط , لقد بالغ بالعدد 5000 !, وكيف يمكن لعدد من 5000 هاوي حروب أن يلحق بكتائب الأسد تلك الهزائم ويسيطر على أكثر من نصف البلاد , والأمية ليست عار على الأمي , وانما على السلطة التي تنفق 80% من الميزانية على كتائب الأسد والمخابرات , وليس على التعليم , الذي انهار في المدارس والجامعات , وكلمة بلطجية وأصحاب سوابق هي كلمة بقصد التشنيع التافه , المفارقة هي التالية ياسيد سرجون , من ناحية تعترف بفساد النظام , ومن ناحية أخرى لاتعترف بوجود ثورة أو حتى ضرورة لثورة , أليس الفساد سبب لثورة ؟.
السيد سرجون يرى مقلوبية الثورة في رساله معاذ الخطيب الى المسيحيين , متهما الثورة بالتنكيل بالمسيحيين وهدم كنائسهم , وهذا لايراه مسيحيو سوريا , الذي ذاقوامن التمييز الطائفي تحت نير الأسدية المرارة واليأس , تحولو الى فائض بشري والى متهم لاتزول التهمة عنه الا بالدفع للمخابرات والتملق للسلطة وقراءة الخطب التي كتبتها المخابرات , ولم يسلم من القراءة حتى البطريرك , الذي كان عليه الاشادة بالأسد والقيادة الحكيمة , لقد هاجر أو هرب نصف المسيحيون في عهد الأسود , الذي برمج كل شيئ في البلاد حسب البرنامج الأمني والموالاة , الجامعات والمدارس والمعاهد تحولت الى مؤسسات أمنية , انهار مستوى العلم والتعليم , وهجرة المسيحيين لم تتم على يد الا يد الأسدية , وحتى في عهد الاخونجي معروف الدواليبي كان من الممكن أي يتسلم مسيحي رئاسة الجمهورية , وفي عهد الدواليبي أو القدسي كان هناك تعليم وكانت هناك مبادئ , الشخص المناسب في المركز المناسب , ثم يأتينا ذنب مثل نارام سرجون ويريد اقناعنا بأن الثورة هي التي هجرت المسيحيين وطاردتهم وهدمت بيوتهم وكنائسهم , ويستطيع نارام سرجون ترداد ذلك ألف مرة ومعلمه مليون مرة , كل ذلك لايغير من ادراك معظم المكون المسيحي الذي يقول ان الأسدية هي التي الحقت بهم الأضرار وليس معروف الدواليبي , وكيف يستقيم ادعاء الأستاذ سرجون بأن المسيحيين في خطر , مع ادعائه بأن قيادة الثورة هي في يد علمانية -شيوعية -مسيحية, وكيف يمكن لانسان أن يمتعض من رسالة معاذ الخطيب الى المسيحيين , رسالة في منتهى الحضارة والرقة والحب , حيث قال الخطيب في آخرها مايلي :
“أيها الأحبة .. أبقوا معنا .. بالله عليكم .. يا أهل سوريا أحبوا بعضكم، ويا أيها المسيحيون لا ترحلوا أرجوكم .. “وهذه الجملة بالذات اثارت عضب الذنب سرجون , الذي لم يجد بها أي ذكر لبقية الطوائف , التي يقول على أنها خائفة أيضا , مع العلم على ان معاذ الخطيب ارسل رسائل للجميع بما فيهم العلويين.
النظام يحاول تخويف وترهيب بعض الفئات , ليس حرصا على هذه الفئات , وانما محاولة منه لجر هذه الفئات الى حروبه الأهلية , الأمر مكشوف تماما والدجل , حتى ولو كان ثعلبي لايفيد ومعظم مسيحيو سوريا يعتقدون على أن مستقبلهم في دولة علمانية , وليس في جملوكية الخوف والارهاب الأسدية ,معظمهم لايعارض قيام دولة علوية أو أسدية بشرط أن يرحل الأسد وترحل معه شبيحته وفساده وديكتاتوريته , ولا اعتراض على ان يطبق الأسد في دولته الجديدة شعاراته المعروفة ..الأسد أو لا أحد ,الأسد أو نحرق البلد , الأسد الى الأبد … ولنرى ماذا سيقول له الشعب العلوي في هذه الحالة , شخصيا اتمنى له كل خير بشرط ان يتركنا بخيرنا .
في القسم الأخير من مقاله يسترسل الأستاذ سرجون بتوصيف معاذ الخطيب تشريحيا ..فمه المنقبض , سحنته , طريقة جلوسه الخ , ومن المعروف على ان البعض يلجأ لأساليب من هذا النوع الشخصي عندما يفلس , وقد أفلس نارام سرجون عندما حاول طعن معاذ الخطيب في بنيته الجسدية وبسبب جملة من أحب الجمل في رقتها وتواضعها وصدقها , من الطبيعي أن لايسترق مخلوق بقي في طور الحيوانية تلك الكتابات الحضارية.
يتنبأ السيد سرجون شكل المحاكمات الثورية المقبلة حيث يقول المدعي العام في قراءة الاتهام: هذا رجل علوي أو شيعي أو درزي أو مسيحي .. وهنا تنتهي المحاكمة لأنها تعني النطق سلفا بالحكم ..فهذه الانتماءات هي ذروة الكفر ولاكفارة لها .. ولاتكفي دفوع الدنيا لمنع عقوبة الاعدام ..وكأن السرجون يجتر نوع من الممارسات الأسدية , فلا يا أيها المتنكر تحت اسم حركي , سوف لن تكون هناك حاجة في سوريا الجديدة للتنكر تحت الاسماء الحركية , وسيكون هناك قضاء , وستسطيع ان تشتم الرئيس المقبل دون ان يعلقك أحد على الخشبة , وستكون هناك معارضة وحق عام واذا شعر الرئيس المقبل بأنك أسأت له فيسرفع عليك دعوى قضائية , كما يفعل الرئيس مرسي أو الرئيس المنصف المرزوقي وسيكون هناك رئيس لايتملك البلاد , وسوف لن يكن لهذا الرئيس شبيحة , وسوف لن يكون بامكانه سرقة الجيش والبترول وكرامة الانسان ,وهل يمكنك ياسرجون تصور انسان يقف في ساحة المرجة ويهتف ..يسقط بشار الأسد ..هل يمكنك تصور مصيره ؟في السجن الى الأبد بأمر من الأسد الى الأبد , هكذا بقيت سوريا في حضيض الانحطاط , بينما تسير الدول الأخرى في طريق التقدم في ظل الربيع العربي , ربيع الثورات المحقة , ربيع اليقظة العربية , وهل لايمكن لنارام سرجون , ان يتصور العالم العربي تحت سيطرة القذافي وبن على ومبارك وبشار وصدام ويقارنه بالعام العربي تحت سيطرة الديموقراطية والحرية والانتخابات الحرة والشفافية , وليأتي من يحصل على أصوات الأكثرية , فالالتزام بالديموقراطية مطلق ولا يخضع لمساومات التخويف والترهيب والفساد .
بعد أن طفح كيل السيد سرجون , وبلغ كيده وكذبه القمه , تواضع وكتب عبارات لاشك بجمالها “سندق أجراس الكنائس من قلب الجوامع .. ونرفع الأذان من أبراج الكنائس .. ونعتنق المسيحية عندما لايبقى من يدق أجراس الكنائس في دمشق .. ويعتنق مسيحيونا الاسلام اذا لم يبق من يرفع الأذان في دمشق .. ونحن سنمنع دولة سورية الاسلامية علنا ودون مواربة لأن سورية دولة الجميع للجميع .. هذا هو الضمان لدولة التعدد الاثني والعرقي والديني .”ولا اريد هنا البدء بديباجة حول كلمات الاثني والعرقي والديني ,حيث لا يجوز تفكيك السيد سرجون بحيث لايبق منه شيئ , ولا يجوز الوقوف عند كل كلمة قالها , لايدرك مايقول , دعونا نستبدل هذه الكلمات الثلاثة بعبارة “دولة التعدد السياسي ” حيث ان الانتماء الاثني والعرقي والديني لايلعب أي دور في الدولة العلمانية ولا يشكل معيارالأي شيئ , وهذا هو العكس تماما من مزرعة الأسد , سؤال أخير , هل تساوى الجميع من علوي ومسيحي ودرزي وكردي وآشوري وسني واسماعيلي ..الخ في المزرعة الأسدية ؟؟؟وهل كانت المزرعة مرتعا للجميع ؟؟