الموت يحاصر أهالي حمص قصفاً وجوعاً ومرضاً

لم يكن أشد المتشائمين بالوضع المعيشي لسكان بعض المناطق المحاصرة في مدينة حمص يتوقع أن تصل الأمور إلى الحال التي آلت إليه، بعد أن أطبق النظام السوري حصاره الخانق على الأحياء الثائرة في المدينة، والذي تجاوز السنة وعدة أشهر.

وأكّد بعض الأهالي في الخالدية وحمص القديمة والقصور في شهادات متقاطعة أنّهم ينتظرون الموت بإحدى القذائف التي يرميها جيش النظام يومياً بفارغ الصبر، باعتبارها ستكون أكثر رحمة من مفارقتهم للحياة بسبب الجوع أو الأوبئة أو لوعة على الأطفال الذين يتساقطون يوماً بعد آخر نتيجةً لعدم تمكنهم من إيجاد ما يسد رمقهم ويسكت صراخهم.

حليب الأطفال
وقالت أم مصطفى التي تبلغ من العمر 64 عاماً والتي كانت مديرةً لإحدى المدارس في حمص قبل التقاعد لـ”زمان الوصل”: “لم أكن أتخيل يوماً أن تكون نهايتي بهذه الطريقة، أريد أن أنتقل إلى الحياة الآخرة في أسرع وقت، قبل أن أموت قهراً على ما أراه بأم عيني، لقد حرمنا النظام من حليب الأطفال والطعام والشراب، وأبسط المواد الطبية، هذا إضافةً للأمور الحياتية الأخرى كالكهرباء والمحروقات التي باتت من الرفاهيات”.

وأوضح أبو قتادة – من عناصر الحر في حمص- أن القوات الموالية للنظام احتشدت بالآلاف لإعادة احتلال حمص، متوعداً بإلحاق “خسائر كبيرة بهم”.

وتعتبر محافظة حمص (عاصمة الثورة) من أكثر المحافظات السورية التي لحقت بها المجازر، أمام صمت دولي مطبق، مما جعل معظم الناشطين يعتبرونها أكثر المدن دماراً وخطورةً.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *