الأخبار الجديدة لاتحتوي من جديد الا قضية الغازات السامة , التي تقذفها طائرات كتائب الأسد بشكل كبسولات تنفجر وتحرر الغاز السام , الذي يسبب أعراضا اختناق عن من يتنفسه , هل هذه الممارسة تعبير عن “حكمة” القيادة الحكيمة ؟. والسلطة الحاكمة الحكيمة متهمة بالتفجيرات التي حدثت مؤخرا في جرمانا (أكثرية درزية) وقبل ذلك في باب توما (أكثرية مسيحية), وذلك لأنها الجهة الوحيدة , التي لها مصلحة بتأليب الدروز ضد الثورة , وبتأليب المسيحيين ضد الثورة , هذه المساعي فشلت في الماضي الى حد كبير , وسبب الفشل هو أيضا المصلحة , لامصلحة للمسيحيين بربط مصيرهم بعهد بائد , ولا مصلحة للدروز أيضا , , اضافة الى ذلك فساد العهد البائد وعدم قدرته على الاصلاح الذاتي , ثم افلاس وعوده وتعهداته , التي لم يعد يصدقها أحد .
الأخبارالمكتوبة والمرئية والمسموعة تقول يوميا على أن كتائب الأسد تدك المدن والقرى ببراميلها وسمومها وقنابلها العنقودية وصواريخها , وهذا بحد ذاته اعلان صريح على افلاس هذه السلطة , التي بلغت حدا لايوصف من الاجرام والفظاظة , السلطة تؤكد ممارستها للقصف الجوي من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب , لابل تفخر بهذه الممارسة , وهذا أمر غير مسبوق في تاريخ الدول , لا أعرف سلطة في دولة تمارس القصف العشوائي لمدنها وقراها واحيائها مهما كان السبب, والسبب لايمكن ان يكتمل بتسمية الثائر على أنه ارهابي , فالثائر ثار لوجود اسباب للثورة , وهذه الأسباب تعترف بها السلطة صراحة , الا أنها بالرغم من ذلك لاتعترف بفشلها وتصر على بقائها , حتى ولو كلف ذلك حرق البلد , الذي للأسف تم بشكل مفجع وموجع .
السلطة تعترف بسوئها وقصورها , الا أنها لاتعترف بامكانية وجود أفضل منها , فبعد ولادة الأسد توقفت النساء عن انجاب ماهو أفضل , لذا فان الأسد يريدها “مقابرة” والى الأبد , وهنا نختلف معه في هذه النقطة , ونطلب منه” بكل تهذيب” ان يرحل عن السلطة , وأن يبقى في البلاد ويتحمل مسؤولية ماقام به أمام قضاء محلي أو دولي , ومقاضاة الأسد ثم تحمل الأسد مسؤولية ماحدث ضروري جدا , وذلك للوقاية من نشاطات انتقامية يمكن أن تقوم بها فئة ضد أخرى , حيث لاشرعية اطلاقا لنشاطات من هذا النوع , فالعلوي بشكل عام ليس مسؤولا عن أخطاء الأسد , خاصة وان الأسد يمثل السلطة بأكملها ويمثل مصدر القرار بأكمله , وحتى وزير الدفاع ليس مسؤولا , ورئيس مجلس الوزراء أيضا , لأنهم موظفين تنفيذيين ولا حول لهم ولا قوة .
محاكمة الأسد العادلة والمدنية مع احتفاظه بحقه الكامل في الدفاع عن نفسه هو ضرورة تاريخية وملحة , لأنه بدون هذه المحاكمة قد يتحول الأمر الى تطور من الصعب السيطرة عليه ,و لما يخاف الأسد المحاكمة اذا كان على حق , عليه المثول أيضا أمام محاكم دولية , ولما الخوف اذا كان على حق !, الم يسجن رياض الترك قرابة ثلاثين عاما وغيره عشرين عاما وامثالهم عقود من الزمن مع التعذيب والاهانة والتشويه والتشنيع , وفي سوريا الجديد لاوجود للتشويه أو التشنيع أو التعذيب , ذلك لأنه على سوريا الجديدة ان تلنزم بالقانون , الذي ستلغى منه بدون أي شك المادة 49 والمادة 298 وغيرهم من المواد التي تدستر الاستبداد والطغيان , لا استبداد ولا طغيان في سوريا الجديدة , شبعنا مهانة واستبداد ومافيوزية وتشبيح , وحتى الشبيحة ليسوا مسؤولين عن اعمالهم ,انه الرئيس الذي بيده كل حل أو ربط .
قد يسأل أحد , كيف نصدق موضوع القاء الغاز السام على أحياء حمص؟ , نعم نصدق ذلك لأنه للسلطة سوابق أفظع من القاء الغاز السام على الأحياء , فمن يمارس الاعدام الميداني والمجازر ضد الأطفال وضد السجناء (تدمر) , ومن يقصف عشوائيا بامكانه القاء الغاز السام على الأحياء , وقصة الغاز السام ليست أصلا بتلك الأهمية البالغة , فماحدث لحد الآن كاف لاصدار أقسى العقوبات بحق مرتكبيه , مثلا السجن المؤبد , ولا غرابة أن يتحول الرئيس المؤبد الى السجين المؤبد , حيث يبرهن التاريخ دائما على أن لايوجد مستحيل , وكل شيئ ممكن