بمناسبة تفجيرات القاعدة قبل سنوات في منطقة المزة ,سأل صحفي وزيرا سوريا , لا أتذكر اسمه ولا اسم وزارته , الا أنه لم يكن بالتأكيد وزيرا للداخلية ., عن أهداف بن لادن من تفجيرات المزة , الوزير قال ,وما علاقة بن لادن بتفجيرات المزة ؟, أجاب الصحفي ,بن لادن هو زعيم القاعدة هنا قال الوزير , لاتوجد قاعدة واحدة , وانما عشرات الألوف من القواعد , وكل قاعدة لها زعامتها وتعمل مستقلة عن بن لادن .
القصد من هذه المقدمة هي الحالة الثورية السورية , وبنفس المنطق أقول هناك العديد من الثورات السورية , وكل ثورة سورية تحارب النظام الأسدي بطريقتها الخاصة ولأهدافها الخاصة بها , وما يجمع الثورات السورية هو هدف واحد : اسقاط النظام الأسدي بكامل طاقمه من الرأس الى القدم , وهذا االأمر ينطبق على كل الثوار وجبهة النصرة أيضا , التي تبادل السلطة انحطاط الممارسات , انها الخصم الأمثل بالنسبة للسلطة , وجبهة النصرة لاتحرج النظام أخلاقيا , ذلك لمساواتها له أخلاقيا أحيانا تتفوق عليه , الا أن الفرق الأخلاقي زهيد .
لطالما لايوجد فرق اخلاقي مهم بين الأسدية والنصرة , لذا فانه من مصلحة الأسدية اعتبار الثورات السورية ثورة جبهة النصرة فقط , ومن مصلحة السلطة الاسدية وضع المواطن السوري أمام خيارين , اما الأسد أو جبهة النصرة , والخيار هنا صعب جدا بالنسبة اللمواطن , الخيار سهل عندما يكون بين الأسد والديموقراطية ..بين الأسدية والمدنية . بين الطائفية واللاطائفية ,..في هذه الخيارات يسقط الأسد سقوطا مدويا .
عندما دفع الأسد الثورة السورية الى العسكرة , كانت له حسابات معينة, لقد ظن على أنه عسكريا قوي , وبامكانه سحق كل خصم عسكري داخلي , وحتى قبل اسبوعين كرر الأسد هذه الرؤية قائلا على أنه بامكانه حسم الوضع خلال اسبوع , ولا أظن على أنه بالامكان اقناعه برؤية أخرى , لذلك سيبقى بهذا الاعتقاد حتى النهاية المرة , لقد كر وفر مع النصرة ,والآن يفر في معظم الحالات امامها , يحاربها من خارج الدولة ,لأن الأسد فاقد لشرعية تمثيل الدولة , وتحاربة من خارج الثورة السورية السلمية , لأنه لاتوجد قواسم مشتركة كافية بين النصرة وبين الثورة السلمية …خوارج يحاربون خوارج !. فلا علاقة للأسد بالدولة , ولا علاقة للنصرة بالثورة السلمية .
من يريد اسقاط السلطة العفنة , لايمكن أن يختار النصرة كبديل , الا أن النصرة قد تصبح مشكلة بعد سقوط الأسد , والديموقراطية التي ننتظرها كفيلة بحل مشكلة النصرة , ولنا هنا في تطور الاخوان في مصر خير مثال ,فمنذ عام 1928 لم يتراجعوا الا في ظل الديموقراطية وبدون مشانق وتقتيل , واذا رشح مرسي نفسه للرئاسة هذا اليوم , فلن ينال أكثر من 30% من الأصوات ..النصرة واخوان مرسي والسلفية وغيرهم من الغيبيين لايقتدرون على ممارسة السياسة , على الرغم من مقدرتهم على ممارسة التدين ,ولحد الآن يظن هؤلاء على أن السياسة والدين شيئ واحد , انهم جماعات فولوكلورية , جماعات تحارب , الا أنها لاتستطيع أن تحكم , لذا فان من سيحكم في سوريا بعد سقوط الأسد هم جماعة المجلس الوطني والائتلاف وهيئة التنسيق , وبينهم قسم اخونجي بدون بنادق , قسم محافظ سيسقط تلقائيا في مجال السياسة وبدون مساعدة أحد , المهم هو الالتزام بالديموقراطية , واذا لم يلتزم بها الاشتراكي أوالعلماني أو السوري القومي أوالبعثي … الخ ,فلن يلتزم بها الاخونجي , وبالتالي نعود الى فترة مابعد الاستقلال والى الديكتاتوريات والمشانق والانقلابات , أي اننا لم نتعلم شيئا من أخطائنا .
الوضح واضح الملامح , الأسد يحارب بالفئة العلوية من الجيش وبالشبيحة واللجان الشعبية , ومن يراقب اشرطة التسجيل الموجودة بعشرات الألوف يصل الى القناعة التي تقول على أن من يحارب الى جانب الأسد من الجيش والشبيح وغيرهم هم من الطائفة العلوية , التي سيلحق الأسد بها أعظم الأضرار عن طريق استهلاكه لها , انه يستهلكها ويهلكها أيضا ثم يوقعها في مطب العدجاء مع غيرها من الطوائف ,’ وهذاليس من مصلحة الطائفة اطلاقا
الجيش مجبر على التخلي عن خدمات افراده من الطوائف الأخرى , أي أن الجيش يحارب بحزالي 10% من طاقمه , وهذا ما أعلنته قيادة الجيش أيضا , من الصعب ارسال ضابط أو مجند سني للتشبيح والتشليح في ادلب أو حلب أو غيرهم من المدن …
لم يعد موضوه طبيعة الحرب الأهلية مشكوك به انها حرب أهلية طائفية بامتياز .
هل من مصلحة اقلية من حوالي10% من مجموع السوريين أن تحارب أكثرية كما هوالحال في سوريا ؟ , مصلحة العلوي لاتختلف عن مصلحة السني أو المسيحي , والمصلحة تقول على أن اهم شيئ في الوجود بالنسبة لفئات الشعب المختلفة هو العيش مع الغير بمحبة وسلام وتعاون وبمنصارحة , وليس من العيب أن يخطأ الانسان الاعتراف بالخطأ ضروري والدفاع عن المصلحة ضروري ,الا أنه ليس من الضروري ان ينتحر انسامن من اجل بشار الأسد , فبشار الأسد لاينتحر من أجل غيره , والرجل عاش منذ ولادته في القصور وجمع من الدولارات مايكفي له ولولد ولده ..يا أخي حل عن ربنا واذهب الى الملالي مع الحرم الحامل وسمي المولود الجديد (الحرم حامل ) “خمينو” مبروك سلفا , أنا لا أكرهك يابشار الأسد , الا انه عليك بالرحيل دون أي تأخر ..لقد فظعت وشردت وسجنت وعذبت بما فيه الكفاية ..فمع السلامة