ليس غريبا عدم تمكن صحافة الرئاسة مثل تشرين أو الثورة من فهم أبسط الأمور , والرئاسة أيضا لاتتمتع بفهم أفضل , ومن يقول على أنه بامكانه عن طريق الانتصار العسكري انهاء الحرب الأهلية في سوريا خلال سبعة أيام هو قليل أو معدوم الفهم , والقائل كان للأسف سيادة رئيس هذه الجمهورية , وبأسم اتباعه أسأله لماذا لايفعل ذلك وينهي الحرب بالنصر المبين؟ ,هل يريد مزيدا من الوقت لاكمال مسيرة تخريب البلاد؟الا يعتقد الرئيس الذي سينتصر بعونه تعالى ! بأن انهاء الحرب ولوترافق مع خسائر مؤلمة أفضل من آلام دون نهاية ؟و حتى في الشهر الثالث من العام المنصرم قال الرئيس على لسان مساعدته بثينة شعبان بانها “خلصت” ولم تخلص ! ثم يأتينا رئيسنا الى الأبد ويبشر بأنه بامكانه الخلاص من الثورة والثوار خلال أسبوع من الزمن, ادراك الرئيس للحالة السورية لايتناسب مع هذه الحالة , وهذا مايسمى انفصام ..من أخطر الأمراض النفسية .
اني ديكارتي ورشدي أيضا , لذا فاني أشك , أشك بكل شاردة وواردة , وحتى في الرئيس أشك , وخاصة في قواه العقلية , أقواله بخصوص امكانية انهاء الحرب لاتنم عن عقلانية وتعقل في تقييم الوضع, , الذي بلغ من السوء القمة , الوضع , وخاصة أوضاع البشر المعيشية والمادية والنفسية والاجتماعية لاتحتمل نكتا سوداء ولا تحتمل النمر الهوائية , البلاد بحاجة الى قيادة تعرف معنى ماتقول , ومقولة الرئاسة أنفة الذكر لاتنم الا عن جهل فاضح بما يدور في البلاد , والجهل لم يكن يوما ما علاج لأي مشكلة .
عند صحافة الرئاسة نصطدم بنفس المشكلة , مشكلة الاعاقة الفكرية أو حتى الاعاقة العقلية , وموضوع الاعاقة جعل من فهم عبارة الابراهيمي “الحكومة الانتقالية ذات الصلاحيات الكاملة ” أمرا استعصى على فهم السيدة مارديني من جريدة تشرين الغراء , حيث طالبت الجريدة الجرباء الابراهيمي بأن يفسر مقولته حول الصلاحيات الكامة للحكومة الانتقالية .
الجريدة الخرقاء ادعت عدم فهم العبارة , الا أنها وصفت في سياق الاعتراف بعدم الفهم عبارة الابراهيمي بأنها منسوخة مشوهة لبيان جينيف , وهذا يدل على ان الجريدة الحمقاء فهمت العبارة , لذا سمحت لنفسها بالتشهير بهذه العبارة , ولو لم تفهمها فعلا لكان التشهير عملا دونيا لا أخلاقيا , وعلى كل حال فان الدونية واللاأخلاقية هم من صلب خصائص هذه الشمطاء , التي لم تفصح عن عدم “تفهمها” لرحيل الرئيس , لأن حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات تعني عدم امتلاك الرئيس لأي صلاحية , وهذا يعني de facto رحيله فعليا أو وظيفيا.
المشكلة لم تكن حقيقة مشكلة فهم لعبارة واضحة كتبت بالعربية . وانما مشكلة “تفهم” لضرورة رحيل رئاسة تعيسة , اغرقت البلاد بالتعاسة ..نعم!يوجد في هذه البلاد من يعطي مكاسبه الرخيصة الأفضلية على كل شيئ , ولا يفهم انسان ذو نصف عقل مآخذ الجريدة البلهاء على حكومة كاملة الصلاحيات الى جانب رئيس بدون صلاحيات , معظم رؤساء الجمهوريات في العالم بدون صلاحيات بالرغم من صلاحهم , وفي بلادنا يريد الصلاحيات كاملة رجل فشل بالكامل , وماذا فعل الرجل بصلاحياته المطلقة طواال أكثر من عشرة اعوام ؟هاهو الخراب السوري يعطيكم الجواب !.
زبانية الفساد لاتريد حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة , تريد فريقا من الموظفين , الذين ينفذون بدون أي تردد أوامر الرئيس , والرئيس ينفذ بدون تردد أوامر الزبانية , وهكذا تكتمل حلقة الفساد , والحكومة الغير تابعة للأسد والتي لها صلاحيات كاملة هي حكومة خطرة على مكاسب العائلة ومكاسب الأقرباء , لذا فانها مرفوضةرفضا باتا … قولا واحدا !