وقعت يوم أمس مجزرة في جامعة حلب راح ضحيتها بين 240 انسان بريئ بين قتيل وجريج , ولست في موقع يمكنني من القول على ان السلطة أو المعارضة المسلحة قامت بها , الا أن هناك مبادئ عامة قديقود تحليلها الى ترجيح كفة على الأخرى , وأول هذه االقواعد هي السؤال من له مصلحة بذلك , ومن يقتدر على ذلك ؟
فمن له مصلحة بذلك هي السلطة الأسدية أولا , ذلك لأن طلاب جامعة حلب هم بأكثريتهم الساحقة من المعارضة , وقد سبق وقامت الشبيحة بأعمال عنف مشينة ضد الطلاب ..من قتلواعتقال الىالتعذيب وغيره من ممارسات الشبيحة المعروفة , ليس للمعارضة المسلحة أي مصلحة بالقيام بهذه المجزرة , لأن المعارضة السلحة تسيطر على معظم حلب , وطلاب الجامعة بشكل عام يقفون جانب المعارضة , لذا ليس لهذه المعارضة المسلحة أي مصلحة بالقيام بهذا التفجير .
التفجير حدث اما بواسطة سيارة مفخخة أو صاروخ , واذا كانت الموضوع هو موضوع سيارة مفخخة , تتساوى المعارضة مع السلطة في امكانية فخفخة السيارة , وقد سبق وقامت السلطة بتفجير وتفخيخ السيارات , والسلطة أسست مؤخرا فرقة للعمل باسم المعارضة المسلحة وزالقيام بأعمال تشوه سمعة المعارضة المسلحة , ولسوء حظ الأسد اصطدمت هذه الفرقة مع كتائب الأسد ووقع العديد من القتلى في جرمانا بسبب صعوبات في تداول كلمة السر , ولأنه ليس للمعارضة مصلحة بالتفحير ,فالأرجح هو قيام السلطة بذلك , أما اذا أذا كان الموضوع موضوع صواريخ فيمكن الجزم بأن الفاعل هو السلطة , وذلك لعدم امتلاك المعارضة لتلك الصواريخ , التي تطلق منذ حوالي عشرة أيام بشكل عشوائي من منطقة طرطوس باتجاه الداخل ..حماه ..حلب ..ادلب ..الخ , اطلاق الصواريخ من منطقة طرطوس عشوائيا باتجاه الداخل , يمثل مقدرة السلطة في القيام بأي اجرام , الصاروخ الأعمى يصيب أي شيئ من الطفل الى الحيوان الى الحجر ,وهذه الحقيقية لاتتعب السلطة وجدانيا ولا أخلاقيا , لأنه ليس للسلطة أخلاق ولا وجدان .
هناك دلائل اضافية تشير الى كون السلطة هي التي ارتكبت هذه الجريمة الشنيعة , كما ارتكبت غيرها من الجرائم , والدليل الآن هو الموقف الروسي , الذي رفض مبادرة قامت بها 56 دولة لتقديم الملف السوري الى محكمة الجنايات الدولية , لو كانت روسيا متأكدة من الفاعل هو المعارضة المسلحة , لما تأخرت لحظة في موافقتها على تقديم الملف الى محكمة الجنايات , وتبرير روسيا لرفضها هو مؤشر اضافي على أن السلطة هي الفاعلة , التبرير واه وغريب وغير منطقي , الروس يقولون على أن تقديم الملف لمحكمة الجنايات سيطيل من أمد سفك الدماء ويعقد المشكلة , وترجمة ذلك في اطار الاجرام , دع المجرم حرا طليقا , لأن تقديمه الى المحاكمة سيعقد الوضع ويعمل على تزايد الاجرام , هذا صحيح في عالم الشبيحة , عالم بدون قانون أو حتى دولة , دولة العصابات !.