حتى أمام القاعدة ,انهزمت الأسدية اخلاقيا

الخبر التالي نشره موقع الحقيقة,  وملخص ما اراد الموقع المذهبي قوله , هوأن   شعبية القاعدة ساحقة  في ادلب, ثم هناك بعض المعتنوهين  من أمثال  ياسين الحاج صالح ورياض الترك واعلان دمشق والائتلاف الجديد المتحالفين مع القاعدة  , ولست هنا بصدد  الدفاع عن ياسين الحاج صالح أو رياض الترك أو اعلان دمشق  ولا حاجة لتبرأتهم من العمل مع القاعدة  , وتوصيف ياسين الحاج صالح ورياض الترك بالموتورين المعتوهين  اتركه للقارئليحكم على ذلك  , وكل سوري يعرف من هو ياسين الحاج صالح ومن هو رياض الترك ومن هم  اشخاص اعلان دمشق  , يكفي السلطة ذلا  سجنها لياسين الحاج صالح أكثر من 16 عاما  ولرياض الترك مدة أطول من مدة سجن مانديلا أي أطول من 25 عاما ,  وعندما لايشعر السجان بالذل تجاه مذلة ارتكبها  يتحول الى حيوان , سرقة حرية الآخر  وسجنه هي مذلة, انه اختطاف , اما في القاموس الأسدي  فهو مفخرة  , وهذه النقطة هي التي تميز الأسود عن البشر , اليكم الخبر كما اوردته “الحقيقة” :

الآلاف هتفوا لشعارات “القاعدة” و”جبهة النصرة” وحملوا راياتها وشعاراتها في “بنش” وبقية المناطق ، وطالبوا بتطبيق الشريعة الإسلامية وتطبيق الحدود!؟

إدلب، الحقيقة (خاص): قبل حوالي عام من اليوم، وتحديدا في 23 كانون الأول / ديسمبر من العام الماضي، نشرت “الحقيقة” تقريرا عن بلدة “بنش” في ريف إدلب ، كشفت فيه عن أنها وكر لتنظيم”القاعدة”. وعزز التقرير نفسه بصور من البلدة ظهر فيها علم “القاعدة” مرفوعا من قبل المتظاهرين ، فضلا عن صور بن لادن والظواهري!

يومها وصلت رسائل بذيئة من المعارضة الإسلامية وغير الإسلامية إلى الموقع مليئة بالشتائم ، وباتهامات أقلها أن التقرير كاذب ، وأن الغرض منه تهويش السلطة على البلدة ودفعها إلى ارتكاب مجازر فيها ، والإساءة لسمعة”الثورة” خدمة للنظام السوري!!

كان ذلك قبل حوالي العام. أما الآن فقد أصبح الثوريون أصحاب التهم أنفسهم هم عناصر “القاعدة” و”جبهة النصرة” ، ومعهم الأهالي والمتظاهرون وما هب ودب من الناس، إلى حد أن المعلومات المؤكدة تشير إلى أن المحافظة أصبحت بكاملها مغلقة للقاعدة ومنوعاتها ( جبهة النصرة، كتائب أحرار الشام ، غرباء الشام ، لواء الأمة الليبي ..إلخ). ليس هذا وحسب ، بل إن المتظاهرين أنفسهم ، أي المدنيون ، أصبحوا جميعا من جمهور هذه المنظمات التكفيرية ، ويرفعون أعلامها ويرددون أناشيدها!

ما جرى يوم أمس في “بنش” وغيرها من بلدات ومدن المحافظة مجرد تأكيد جديد على ما كانت نشرته “الحقيقة” قبل عام. فيوم أمس كان عرس”القاعدة” بامتياز في عموم أنحاء ريف إدلب ، ليس لجهة المسلحين وأنشطتهم وحسب، بل على صعيد الأنشطة المدنية أيضا. ويظهر الشريط ( المنشور جانبا) مجرد جانب عن حقيقة ما جرى هناك!

مع ذلك، لا يزال هناك من يحاجج بأن “جبهة النصرة” وبقية أخوات “القاعدة” هي من فبركات النظام وأجهزته الأمنية، رغم أن هذه المنظمات كانت وحدت قواتها مع “الجيش الحر” ( جيش الثورة “العلماني” ، كم يكتب بعض مثقفي الثورة المسعورين والموتورين والمعتوهين أمثال ياسين الحاج صالح وأضرابه من مدرسة رياض الترك و “إعلان دمشق” و “الائتلاف”) في حلب وأعلنت “الدولة الإسلامية” التي دستورها  الشريعة والقرآن ، قبل أن يتحفونا يوم أمس ، وفق بعض الأخبار، بأول بركات هذه الدولة : قرار بمنع النساء من سواقة السيارات ، تيمنا بمملكة الظلمات الوهابية السعودية …راعية الثورة في سوريا!!”

اذا صدق ماقاله موقع سوريا الحقيقة (نزار نيوف)  , من أن  شعبية القاعدة في البلدة المذكورة على تلك الدرجة من القوة والانتشار , فان ذلك مؤشر على تفوق  القاعدة على السلطة , وعلى الأقل , اخلاقيا , هذا اذا  أهملنا عمدا الجانب العسكري .

ماذا يمنع اهالي القرية من الوقوف الى جانب السلطة ؟وماذا يدفع أهالي القرية للوقوف  الى جانب القاعدة ؟

طبعا الموضوع  معقد بعض الشيئ , والوقوف على هذا الجانب أو على الجانب الآخر  يتأثر بالعديد من العوامل  , لذا دعونا نختصر  دون أن  نخسر الحقيقة ,فالوقوف  على هذا الجانب أو ذاك يخضع لقوانين المفاضلة  , ودون التدخل بمزاج هذا أو تلك  ودون ممارسة الوصاية   , يجب القول  على أن  سكان البلدة  أعطوا الأفضلية للقاعدة , انهم يفضلون القاعدة على السلطة السورية ! , ياللفاجعة  .!.وهل يوجد في الدنيا  أسوء من القاعدة ؟ الا أن سكان البلدة يعتبرون السلطة أسوء من القاعدة  , ويا للفاجعة مرة أخرى ..! . ما من شك به هناك صعوبة بمفاضلة  سلطة تحكم مع عصابة غير متواجدة في موقع المسؤولية  , بالرغم من ذلك  يجب اعتبار مضمون مقال الحقيقة على أنه شهادة  على دونية السلطة  , دونية وانحدار  لم تصله حتى القاعدة !

  من الممكن تفهم  وفهم موقف  سكان القرية  , ذلك لأنه لايوجد أي خطأ  الا وارتكبته السلطة  , التي جعلت  لها الفساد دستورا , وجعلت من الفساد دولة  ومن التوريث  منهجية  محولة بذلك النظام الجمهوري الى ملكي قطعي مستبد , وفي هذه الحالة بالذات يسهل  على البعض  اختيار الشيطان بديلا عن سلطة  بالغة السوء والاساءة  للشعب , وقد يكون في تفضيل القاعدة  شيئ من الارتكاسية  والمبالغة  , الا أن الواقعة تتكلم كلاما صريحا, لايوجد  أسوء من السلطة , حتى القاعدة ليست أسوء , وهذه حقيقة مؤلمة , وقد كان على نزار نيوف ادراك ذلك رغم هوله وكارثيته .

أهم  نواقص السلطة  هو انغلاقها  وعدم مقدرتها على  ادراك ابسط قواعد الحكم ,قلوقوف المواطن الى جانب الحاكم الكثير من الموجبات  والقليق من الضرورات ,  أحد الموجبات مثلا  جودة  حاكمية الحاكم , وفقدان هذه الجودة  يلغي  ضرورة الوقوف الى جانب الحاكم , وتصرف  أهل البلدة  يخضع الى هذه القاعدة البسيطة , لم يجد هؤلاء من السلطة مايكفي من الايجابيات  لكي يقفوا الى جانبها  , لذا وقفوا الى جانب من هو أقل سوء منها  , والأقل سوء بنظرهم هي القاعدة ..ويا للفاجعة للمرة الثالة !.

لقد كان  على نزار نيوف  فهم  موقف أهل البلدة , وذلك لأن تصرفاته  تشبه جزئيا تصرفات أهل هذه البلدة  , فبعد حوالي 12 عاما خرج نزار نيوف من السجن “كسيحا” , ولا يمض يوم الا ويشتم  نزار نيوف الأسد على الأقل خمسة مرات , ذلك لأن الأسد سجنه وعذبة  وألحق به اضرارا جسدية غير قابلة للتراجع , ثم ارغمه على الفرار الى فرنسا , وشتائم نيوف  تمثل رفضا  للأسد بلغة سوقية ,  وأهل البلدة يرفضون الأسد أيضا ولهم اسبابهم  كنيوف , الفرق الوحيد بين نيوف وبين أهل “بنش”  هو ان نيوف , لأسباب  لربما مذهبية , يريد نظاما علويا  بدون عائلة الأسد , أهل بنش  لايريدون العائلة ولا يريدون نظامها  , ويريدون محاربة العائلة ونظامها  , لذا تحالفوا مع القاعدة  لشعورهم بأن القاعدة أفضل من النظام , ولو سألنا نزار نيوف  السؤال التالي : ايهما أفضل  القاعدة او بشار الأسد ؟ لكان جوابه واضحا جدا , وللتأكد من ذلك  يجب التعرف على كتابات  الصحفي نزار نيوف , التي تحاول منذ 12 عام أن تبرهن  , على أنه لايوجد مخلوق أسوء من بشار الأسد  في هذا الكون , من هنا يمكن القول على أن نيوف هو  بمثابة مواطن “شرف” في بلدة بنش , لاهنيئا لهم بهذا المواطن !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *