بداية تدمير سوريا عام 1963

من يعتقد على أن تدمير سوريا بدأ في آذار 2011, فأظن على أنه خاطئ , وذلك لأني أعتقد على أن تدمير سوريا  بدأ عام 1963,حيث توالت   أشكال التدمير على سوريا  , ومن أهمها خسارة الجولان 1967  ثم  تمكن عائلة الأسد  من توطيد تسلطها عام 1970 , حيث بدأت الطائفية الممنهجة , وحيث بدأت نكبة الطائفة العلوية ,وأخص  عمدا الطائفة العلوية , لأني أعتقد على أن  عائلة الأسد استغلت هذه الطائفة أبشع استغلال  مقابل بعض الامتيازات لبعض أفراد الطائفة العلوية , لقد أوقعت عائلة الأسد الطائفة العلوية في مطب العداء التاريخي مع الطوائف الأخرى , حيث الخسارة العملاقة , والتي لايمكن لبعض الامتيازات  أن  تعوض عن هذه الخسارة , تخريب  وتدمير سوريا  استمر  , حيث تم القضاء على القانون ,  والدولة سقطت وتحولت الى مزرعة بسقوط القانون ,لقد اخرجت الأسدية سوريا من التاريخ , وقتلت الحرية, ثم  اجهزت على كل تطور باتجاه ديموقراطي , والمال السوري تحول الى مال أسدي , والميزانية السورية  تقزمت لتبقى عشرات السنين بمعدل 15 مليار دولار كل سنة , أكثر من نصفها  دخل  جيوب الأسود , وفي هذه الأثناء وحتى اليوم  أخذ الدكتور رفعت 9 مليارات والدكتور جميل  6 مليارات  وعلى اسم المرحوم باسل كان هناك في البنوك 18 مليار , ويقال علىى أن العائلة تملك الآن  أكثر من 100 مليار دولار  , ثم الأقرباء   ..رامي  بحوالي 9 مليارات   وموظف الجمارك مخلوف  بمبلغ مشابه  , ويقال عن اياد غزال شريك العائلة على أنه يملك 42 مليار دولار  والكثير غير ذلك من علي دوبا الى آصف شوكت ..الخ , وللمقارنة,  يقدر الخبراء على أن اعادة  تعمير  مادمرته السلطة بطائراتها ومدافعها من شوارع وأبنية ومدن يحتاج الى حوالي 50 مليار دولار  ,  أي أقل بكثير مما سرقته عائلة الأسد , أما ماقتلته عائلة  الأسد من أطفال وشيوخ ورجال ونساء , وما أحدثته من انشقاق في المجتمع السوري  ومن طائفية  فلا يقدر بثمن  ولا يمكن التعويض عنه  ماديا .

الفصل النهائي من الملحمة السورية بدأ عام 2011 وهو مستمر الى هذه اللحظة  , والخسائر المرئية في هذا الفصل عملاقة , الا أنها  أقل بكثير من الخسائر التي كانت مستمرة الحدوث  منذ عام 1963  الى عام 2011, والخسائر الأكبر حدثت قبل عام 2011, لذا علينا  بشيئ من التروي  والتعقل في تقييم  الخسائر السورية قبل 2011 وبعد 2011 والخسائر السورية بعد 2011  هي خسائر مرافقة  للثورة , التي تعد موضوعيا  بنهاية قريبة لعملية التخريب  التي قادتها السلطة الأسدية لمدة نصف قرن من الزمن تقريبا , وهذا مايجعل الزمن بعد 2011 زمنا مفرحا  , لقد بدأ مستقبل سوريا الجديدة  ,وبدايته ليست ممكنة الا بعد دفع مستحقات  التنبلة والخنوع  والرضوخ الذي مارسه الشعب السوري طوال نصف قرن من الزمن  , لقد كان على الشعب السوري أن يتور حتى عام 1963  , وخاصة بعد عام 1970 ..الفاتورة تضخمت  ,والآن يدفعها الشعب السوري دما ثم ماديا ومعنويا .

يتباكى البعض  على  مايسموه “أزمة”  أي أن البلاد تعيش منذ عام 2011 “أزمة” , وهؤلاء  هم أصلا من الزبانية   المتشوقة الى العودة ولو جزئيا الى ماقبل عام 2011, حيث  يجب القول هنا  على أن سوريا بعد عام 2011 لاتعيش “أزمة”  , وانما تمارس التحرر من  ” الأزمة”  التي تتواجد  منذ 1963, وفي سياق التحرر يسيل الدم , الذي سال  لمدة نصف قرن من الزمن وبغزارة , ثم انه لايمكن تسمية  عملية  التحرر  من الاستعباد والديكتاتورية  المكلفة  على أنها  كارثة ,  تبعية السلطة تسمي ذلك كارثة , وذلك لأن ذلك بالنسبة لها حقيقة كارثة , ولا يمكن تسمية عملية التخلص من الاستبداد على أنها “فوضى” انها فوضى بالنسبة  لما يسمى نظام الأسود , ثم انه لايمكن القول على أن البلاد تتعرض الى مؤأمرة  الغاء كلية شكلا ومضمونا , السلطة معرضة  استراتنيجيا لعملية الغاء شكلا ومضمونا , لاتخلطوا بين الوطن وبين السلطة أرجوكم !! والانسان السوري  الذي  تحطم  خلال نصف قرن نفسياً ووجدانياً بدأ بالتعافي بعد 2011, لذا لايمكن القثول على أنه تحطم بعد 2011, وبعد 2011  لم تهتز التركيبة الاجتماعية  أكثر , وانما بدأ المجتمع السوري بالنظر الى نفسه  , حيث وجد  مكتوب على جبينه  كلمة “طائفي” ..فقد التوازن  وانشل مؤقتا  , وهاهو الآن  يعرف نفسه أكثر  وبالتالي  يمكنه علاج ما أفسدته الأسدية , التي تحاول مستميتة   ابقاء الانسان السوري  طائفيا تافها  منحطا  خانعا , تفجر هنا وهناك تارة باسم السنة وتارة باسم  الدروز وتارة باسم المسيحيين أو العلويين , وآخر نشاطاتها   التأليبية كانت في جوبر   ضد الدروز والمسيحيين   مدعية   على أن الفاعل هم  السنة  …فرق تسد , وحتى هذا المبدأ لم يعد فعالا  في  تمديد عمر سسلطة أكل الدهر عليها وشرب .الفترة الحالية هي فترة الانفراج  ,هي الفترة الواعدة بمستقبل جيد  بعد استقالة طويلة  من صنع المستقبل , الفترة الحالية  هي الفترة  التي ادهشت الجميع  من المعارض الى المؤيد ,  هل كان بالامكان تصور ثورة في سوريا ؟؟؟ هل كان بالامكان تصور  سوري  يجابه السلطة , التي  هيأت نفسها طوال نصف قرن من أجل هذه اللحظة ,  وهل كان بالامكان تصو ثورة نبدأ من الصفر قبل عشرين شهرا  ثم تسيطر على  أكثر من نصف البلاد  بالقوة , والتماثيل التي نصبت على كل  مرتفع أو هضبة  وفي كل ساحة عامة كبرت أم صغرت , هل كان بالامكان تصور  جرجرتها  بالشكل  التي جرجرت به .. انه تمثال القائد الخالد الذي نصب ليبقى , ولم يبق  , وهذا أمركان  صعب التصور في سوريا الأسد ..الانسان مقتدر  بشكل عام  والسوري قادر كغيره , لقد تأخر في صنع حياته  ومستقبله  الا أنه بدأ  أخيرا  ,  والبداية  مفرحة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *